
Arab
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن إرساء الاستقرار في سورية أمر أساسي لضمان الأمن في المنطقة وخارجها. جاء ذلك في كلمة له أمام اجتماع منظمة الدول التركية في غابالا بأذربيجان، أكد فيها أنه رغم التحديات العديدة التي تواجه الحكومة السورية، إلّا أن التقدم الذي أحرزته خلال الأشهر التسعة الماضية يسمح لنا بالتطلع إلى المستقبل بأمل. واعتبر أنه يجب التركيز على تحسين البيئة السياسية والاقتصادية والأمنية مع الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سورية، داعياً دول المجموعة التركية لتعزيز العلاقة مع الحكومة السورية.
ويتزامن كلام أردوغان مع اجتماع رفيع المستوى يعقد في دمشق بين الحكومة السورية ووفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إذ تصر تركيا على إنجاز الاتفاق الموقع بين الجانبَين في 10 آذار/مارس الماضي، وتعتبره جزءاً من مرحلة تركيا خالية من الإرهاب التي ظهرت مع حل حزب العمال الكردستاني نفسه وإلقائه سلاحه، على اعتبار أن قسد امتداد سوري للكردستاني وفق الحكومة التركية. كما تأتي تصريحات أردوغان قبل يوم من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلتقي خلاله نظيره التركي هاكان فيدان، وفق ما أعلن الأخير في مقابلة تلفزيونية قبل أيام.
وتطرق الرئيس التركي لما يجري في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة تحديداً وممارسات الحكومة الإسرائيلية العدوانية في المنطقة قائلاً إنّ "الحكومة الإسرائيلية هي أكبر تهديد في المنطقة بعد هجماتها بداية على لبنان وسورية ولاحقاً على اليمن وإيران، وأخيراً على قطر". ورحّب أردوغان بتطورات المفاوضات المستمرّة لوقف المجازر المرتكبة في قطاع غزة.
باهتشلي يطالب أوجلان بدعوة قسد لتطبيق الاتفاق مع الحكومة السورية
وفي السياق السوري، طالب حليف أردوغان في التحالف الجمهوري الحاكم زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، مؤسّسَ حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، بإطلاق دعوة لقوات سوريا الديمقراطية للالتزام بتطبيق الاتفاق الموقع مع الحكومة السورية. جاء ذلك في كلمة له أمام كتلة حزبه النيابية، قائلاً "أقول دون تردّد أن القيادة المؤسّسة لحزب العمال الكردستاني تحملت المسؤولية بعد دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي، إذ قرر حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحه وحل وجوده التنظيمي، وأحرقت مجموعة أسلحتها رمزياً، ومع ذلك فإن قوات سوريا الديمقراطية لم تلقِ سلاحها بعد ولم تستجب لدعوة أوجلان".
وأضاف باهتشلي "دعوة إمرلي (أوجلان) في 27 فبراير/شباط تشمل جميع مكونات الإرهاب الانفصالي، بالإضافة إلى حزب العمال الكردستاني، هذا هو فهمنا وتفسيرنا، يجب على القيادة المؤسسة لحزب العمال الكردستاني أن تصدر دعوة مماثلة مباشرة إلى قوات سوريا الديمقراطية مطالبة بالامتثال لاتفاقية 10 مارس الموقعة مع حكومة دمشق، وإذا لزم الأمر يمكن لمجموعة من النواب البرلمانيين في لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية عقد لقاء في إمرلي (مع أوجلان) وجهاً لوجه، وتلقي الرسائل مباشرة منه ومشاركتها مع الجمهور، ولا أرى أي سبب للتردد في هذا؛ إذ إن البيان الملزم لنا هو بيان إمرلي الصادر في 27 فبراير/شباط".
وأكد أن تحديث البيان وتفصيله وتوسيع نطاقه سيؤدي إلى تطورات مفيدة؛ هي تركيا بلا إرهاب قوية وآمنة تحل مشكلة الإرهاب وتقطع شرارة الانفصال، وسيُتمُّ دعائم الانسجام والعدالة الاجتماعية من خلال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والقانونية". ومن الواضح أن مرحلة تركيا خالية من الإرهاب تصطدم بعقبة قوات سوريا الديمقراطية التي لا ترى نفسها مشمولة بدعوة أوجلان، فيما لم يسم أوجلان تلك القوات مباشرةً في دعوته لحل الحزب وإلقاء السلاح، وهو ما أدخل المرحلة في غموض يدفع الحكومة التركية للاستعجال بحلها والانتهاء من هذا الملف.

Related News

يوميات الإبادة... مئة كاتب وفنان غزّي
alaraby ALjadeed
7 minutes ago