
Arab
في تصويت حاسم جرى مساء اليوم الاثنين في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في باريس، فاز المرشح المصري خالد العناني بمنصب المدير العام الجديد للمنظمة، ليصبح بذلك أول عربي يتولى قيادة المنظمة الأممية في تاريخها الممتد منذ عام 1945.
وجاء فوز العناني، عالم المصريات ووزير السياحة والآثار الأسبق، بعد سباقٍ انتهى بتفوقه على منافسه الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، نائب المدير العام الحالي للعلاقات الخارجية، وذلك في تصويت المجلس التنفيذي الذي يضم 57 دولة عضواً. وستُرفع النتيجة إلى الجمعية العامة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للمصادقة الرسمية عليها، وهو إجراء شكلي تقليدي لم تخالفه أي سابقة.
يأتي انتخاب العناني في وقت تمرّ فيه يونسكو بمرحلة حساسة، بعد إعلان الولايات المتحدة انسحابها مجدداً من المنظمة مطلع العام الجاري، وهو ما حرمها نحو 8% من ميزانيتها السنوية، وفتح الباب أمام أزمة مالية تمسّ مكانتها الدولية ودورها الثقافي.
وكان العناني قد صرح قبيل جلسة الانتخاب أن أولويته ستكون "استعادة تأثير يونسكو في حياة الناس وتعزيز حضورها في مجالات التعليم والثقافة وحماية التراث الإنساني وحرية الصحافة". وأضاف أنه يخطط لـ"تنويع مصادر تمويل المنظمة من خلال شراكات مع القطاع الخاص ومبادرات تبادل الديون وزيادة المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء".
ويُنظر إلى فوز عالم المصريات باعتباره محطة تاريخية للحضور العربي في يونسكو، وفرصة لإعادة صياغة الدور الثقافي العربي في المشهد الدولي، خصوصاً أن المنظمة تواجه منذ سنوات اتهامات بالتسييس والانحياز وفقدان التوازن في تمثيلها الثقافي والجغرافي.
ولد خالد أحمد العناني في 14 مارس/آذار 1971 بمحافظة الجيزة، وهو عالم مصريات وأستاذ جامعي حصل على الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري في مونبلييه بفرنسا عام 2001. تولى التدريس في جامعة حلوان وعدد من الجامعات الأجنبية، وأشرف على مشروعات بحثية في مجالات التراث والآثار. شغل منصب المدير العام للمتحف القومي للحضارة المصرية ثم أصبح وزيراً للآثار عام 2016 قبل دمج الوزارتين في حقيبة واحدة للسياحة والآثار عام 2019. خلال فترته الوزارية، أشرف على افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية ونقل المومياوات الملكية في موكب عالمي لاقى اهتماماً دولياً واسعاً، إضافة إلى تعزيز التعاون مع يونسكو في مشاريع الحفظ والترميم.
يُنظر إلى فوز العناني بوصفه محطة تاريخية في مسيرة الحضور العربي داخل المنظمة، إذ لم يسبق لأي شخصية عربية أن تولت هذا المنصب الرفيع، فيما يُعد ثاني أفريقي بعد السنغالي أمادو محتار مبو (1974-1987) يقود يونسكو.
وتُعنى يونسكو، التي تأسست عام 1945 ومقرها باريس، بتعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلم والثقافة، وتضم اليوم 194 دولة عضواً. ولطالما شكّل الحضور العربي فيها ركناً مهماً في ملفات التراث والتعليم، إذ تضم المنظمة أكثر من 150 موقعاً عربياً مسجلاً على قائمة التراث العالمي، إضافة إلى مبادرات متزايدة في التعليم والثقافة الرقمية في المنطقة.

Related News

يوميات الإبادة... مئة كاتب وفنان غزّي
alaraby ALjadeed
7 minutes ago