
Arab
مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واقترابها من عامها الثالث، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ الأمهات والرضّع حديثي الولادة في القطاع يواجهون ظروفاً صعبة، وسط شحّ المواد الطبية واكتظاظ مجمّع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي القطاع بمرضى وجرحى هُجّروا من الشمال، مؤكدةً أنّ مناطق الجنوب التي يزعم الاحتلال أنّها آمنة ما هي إلا "أماكن للموت".
وقال المتحدّث باسم منظمة يونيسف جيمس إلدر للصحافيين في جنيف، عبر رابط فيديو من قطاع غزة المحاصر والمستهدف، إنّ "وضع الأمهات وحديثي الولادة في غزة لم يكن قطّ (في خلال الحرب الأخيرة) أسوأ ممّا هو عليه الآن". أضاف قائلاً "في مجمّع ناصر الطبي، نشاهد ممرّات المستشفى وقد اكتظّت بالنساء اللواتي وضعنَ للتوّ".
يأتي ذلك بالتزامن مع تحذير لمنظمة الصحة العالمية من أنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة على وشك الانهيار. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن إنّه لم يرَ مجمّع ناصر الطبي مكتظاً بهذا القدر من قبل، معيداً ذلك إلى هروب المرضى من مدينة غزة شمالي القطاع، التي تتعرّض أخيراً لهجوم عسكري إسرائيلي موسّع، نحو الجنوب. وكان الاحتلال الإسرائيل قد وجّه أوامر إلى سكان المدينة للتوجّه جنوباً، بالتزامن مع شنّ قواته واحدة من أكبر عملياتها الهجومية في الحرب.
ويبدو هذا السيناريو مألوفاً، ولا سيّما أنّه سبق للاحتلال أن اعتمد مثيله في بدايات حربه على قطاع غزة، عندما راح يدفع الفلسطينيين من شمالي القطاع إلى جنوبي وادي غزة، زاعماً أنّ مناطق الوسط والجنوب "آمنة"، وهو أمر ثبت زيفه سريعاً، مع انكشاف الخطط الإسرائيلية وعزل الشمال الذي يتألّف من محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، ثمّ استهداف محافظة دير البلح في الوسط ومحافظتَي خانيونس ورفح في الجنوب، وتهجير سكانها والنازحين إليها مرّات ومرّات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. يُذكر أنّ ذلك دفع أكثر من جهة، أممية ودولية، إلى التصريح بأنّ "لا أماكن آمنة في قطاع غزة".
يونيسف تؤكد: فكرة المناطق الآمنة في جنوب غزة "مهزلة"
ومرّة أخرى، أكدت منظمة يونيسف، اليوم، عدم توفّر أيّ مكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أجبرتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من مدينة غزة، مضيفةً أنّ المناطق التي حدّدتها لهم في جنوب القطاع ليست سوى "أماكن للموت". وقال إلدر إنّ "فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب مهزلة". أضاف، من دير البلح، أنّ "القنابل تُلقى من السماء بوتيرة مرعبة يمكن التنبؤ بها، والمدارس التي حُدّدت بوصفها ملاجئ مؤقتة تتحوّل بانتظام إلى ركام، والخيام تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج".
ومن جديد، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين على الانتقال إلى ما وصفته بـ"المنطقة الإنسانية" في المواصي عند ساحل القطاع، مدّعيةً أنّها سوف توفّر لهم المساعدات والرعاية الطبية والبنى التحتية اللازمة، في حين أنّ الواقع على الأرض يُظهر استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية المتكرّرة على المنطقة الجنوبية، على الرغم من إعلانها سابقاً منطقة آمنة، وهذا إثبات إضافي على أنّ قوات الاحتلال تستهدف المدنيين عمداً.
وشدّد المتحدث باسم منظمة يونيسف على أنّ "إصدار أمر إخلاء عام أو شامل للمدنيين لا يُسقط حقّ من يبقى في تلقّي الحماية بوصفهم مدنيين"، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ "ما يسمّى بالمناطق الآمنة لا يعدو كونه أماكن للموت كذلك". ولفت إلدر إلى أنّ المواصي "صارت الآن واحداً من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، فهي مكتظّة بصورة بشعة وقد جُرّدت من أبسط مقوّمات البقاء".
وأوضح إلدر أنّه "تقع على عاتق إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية ضمان أن تحوي المنطقة الآمنة كلّ مقوّمات البقاء من غذاء ومأوى وصرف صحي، لكنّ أياً من هذه المقوّمات لا تتوفّر بالمستوى الملائم للسكان". وتابع أنّ الأمم المتحدة كانت قد "افترضت، على الأقلّ في البداية، أنّ هذه الأماكن لن تتعرّض للقصف"، لكنّ هذه المناطق المعلنة آمنة تعرّضت في خلال الأشهر الـ18 الماضية، للقصف "عشرات المرّات" وتعرّض "النازحون في الخيام لغارات جوية".
(رويترز، العربي الجديد)

Related News

يوميات الإبادة... مئة كاتب وفنان غزّي
alaraby ALjadeed
7 minutes ago