جبل أرارات... أرمينيا تحذف الرمز الوطني من أختام الحدود
Arab
6 days ago
share
قررت حكومة أرمينيا استبدال صورة جبل أرارات في أختام عبور الحدود بكلمة "أرمينيا" باللغتين الأرمنية والإنكليزية، وعزا وزير الشؤون الاجتماعية الأرميني أرسين توروسيان القرار إلى مواكبة المتطلبات، وقال: "تكتفي غالبية الدول بإدراج معلومات على أختام عبور الحدود، وستتبع يريفان أيديولوجيا أرمينيا الواقعية التي تريد إنهاء النزاع مع أذربيجان وتركيا". ورغم أن جبل أرارات الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 5100 متر يعد أحد الرموز الأرمينية الوطنية، لكنه يقع في المنطقة الحدودية داخل الأراضي التركية المعترف بها دولياً. ويمكن رؤية أرارات من العاصمة الأرمنية يريفان في أوقات الطقس الصافي رغم أنه يبعد عنها مسافة 60 كيلومتراً. ويقع الجبل ضمن أراضي تركيا منذ إبرام معاهدة موسكو في عام 1921 بين حكومة جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية والجمعية الوطنية التركية. ورسمياً، لم تطعن أرمينيا يوماً في سيادة تركيا على الأراضي التي تتضمن جبل أرارات، لكنه شكل على المستوى غير الرسمي موضع نقاشات وجزءاً مهماً من الهوية الوطنية الأرمنية. وفي السنوات الأخيرة، غيّرت أرمينيا مقاربتها في التعامل مع جبل أرارات، إذ دعا رئيس الوزراء نيكول باشينيان مرات إلى اعتبار جبل آراكاتس (4090 متراً) الذي يقع داخل الأراضي الأرمينية المعترف بها دولياً أعلى نقطة في الجمهورية، وقال إن هذا النهج سيُتيح للأرمن تحقيق السلام والحفاظ على دولتهم. ويوضح الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية الأستاذ في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب كامران غسانوف أن "قسماً من سكان أرمينيا تعود أصولهم إلى مناطق في شرق تركيا، لكن أرمينيا لم تحصل على هذه الأراضي بعد الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، وظل جبل أرارات رمزا لها". يضيف غسانوف لـ"العربي الجديد": "يُطلق القوميون الأرمن على منطقة شرق تركيا تسمية أرمينيا الغربية، لكنهم لم يستطيعوا الحصول على أراضيها بعد الحرب العالمية الأولى، وبقي جبل أرارات أو أغريداغ (بحسب التسمية التركية) ضمن تركيا". وحول رؤيته لتأثير حذف جبل أرارات من أختام عبور الحدود على مسار تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا، يقول: "التخلي عن الرموز والعدول عن مطالب الاعتراف بإبادة الأرمن مهمّان لكسب ثقة تركيا، فبقاء جبل أرارات رمزاً سيعكس وجود خلافات حدودية، وأتوقع أن تواصل أنقرة المطالبة بتعديل الدستور الأرميني، والإصرار على شطب كلمة الإبادة منه". وبالتزامن مع اتخاذ حكومة أرمينيا قرار إزالة جبل أرارات من أختام عبور الحدود، احتدمت النقاشات حول تغيير الشعار الوطني رغم أن السلطات لم تعلن صراحة عزمها إزالة رسم الجبل. لكن غسانوف يرجح أن يحصل ذلك بعد مرور زمن من إزالة جبل أرارات من الشعار الوطني الأرميني أيضاً، ولكن ليس بنفس سرعة إزالته من أختام عبور الحدود في جوازات السفر، ويقول: "يحاول رئيس الوزراء نيكول باشينيان فعل ذلك، لكنه يتأنى كثيراً لأنه يحتاج إلى الفوز في الانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل، وتعديل الشعار أصعب نفسياً من أختام جوازات السفر".   ويشكّل قرار إزالة جبل أرارات خطوة جديدة نحو تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا من جهة، ومن جهة أخرى بين أرمينيا والعالم التركي بالمفهوم الواسع الذي يشمل أذربيجان، وذلك بعد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين يريفان وباكو في واشنطن في 8 أغسطس/ آب الماضي.  وفي السنوات الأخيرة، اتخذت حكومة أرمينيا سلسلة إجراءات في إطار المصالحة مع العالم التركي، من بينها تغيير تسمية مادة التاريخ في المدارس من "تاريخ الشعب الأرمني" إلى "تاريخ أرمينيا" خلال العام الماضي من دون التركيز على قضيتي إبادة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية عام 1915، وإقليم ناغورنو كاراباخ الذي أحكمت أذربيجان السيطرة عليه في سبتمبر/ أيلول 2023. وفي يونيو/ حزيران الماضي، أجرى باشينيان زيارة تاريخية إلى تركيا، اعتبرت الأولى على هذا المستوى في إطار العلاقات الثنائية بين يريفان وأنقرة اللتين تمضيان نحو تطبيع العلاقات ووضع ملف إبادة الأرمن في عهد الدولة العثمانية خارج الأقواس. ورغم أن عملية تطبيع العلاقات انطلقت منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وترافقت مع لقاء جميع قادة أرمينيا ما بعد السوفييتية مع نظرائهم الأتراك، لكن كل زياراتهم السابقة إلى تركيا لم تجرِ في إطار العلاقات الثنائية، بل لحضور فعاليات دولية ما أو مباريات كرة قدم أو جنازات، كما لا تزال هناك مسائل عالقة في تطبيع العلاقات الأرمينية التركية مثل قضية فتح الحدود بين البلدين بشكل كامل ودائم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows