احتجاجات المغرب: شباب "جيل زد" يلتزمون بالتظاهر سلمياً
Arab
5 days ago
share
في وقت يستعد فيه شباب "جيل زد 212" للخروج إلى الشوارع لليوم السادس على التوالي في عدد من مدن المغرب للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، يلقي تحول بعض من تلك الاحتجاجات إلى أعمال شغب ومواجهات ليلاً بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال اليومين الماضيين، بظلاله على المشهد الاحتجاجي للحراك الشبابي الذي طغى عليه الطابع السلمي منذ انطلاقته السبت الماضي. واستبقت مجموعة "جيل زد" احتجاجات اليوم الخميس بالتعبير عن رفضها لكل أشكال العنف والتخريب والشغب، بعد موجة الاحتجاجات الشبابية التي رافقتها أعمال عنف وتخريب مساء أمس الأربعاء، داعية إلى الالتزام بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية في أماكن حضارية آمنة، لا يمكن الوصول إليها أو استغلالها من طرف عناصر دخيلة تبحث عن الفوضى. وأكدت الحركة، في بيان لها اليوم، على ضرورة احترام الأماكن المختارة والتوقيت المحدد للاحتجاج، من أجل ضمان النظام وتفادي استغلال مظاهراتهم في السرقة أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة. وفيما غابت عن غالبية الاحتجاجات المنظمة في عدد من المناطق، مساء أمس الأربعاء، مظاهر العنف والمواجهة مع قوات الأمن، شهدت احتجاجات شباب "جيل زد" في مدينة سلا القريبة من العاصمة الرباط، ومدينة مراكش ومناطق أخرى أعمال شغب وتخريب استهدفت سيارات للشرطة وممتلكات ومباني خاصة وعامة. وفجر الخميس، أعلنت السلطات المغربية، عن مصرع شخصين بمنطقة القليعة بإقليم إنزكان أيت ملول، جنوب البلاد، بعد إصابتهما بأعيرة نارية خلال عملية صد هجوم واقتحام لمركز للدرك الملكي. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن سقوط قتلى من المتظاهرين منذ بدء احتجاجات "جيل زد" المستمرة منذ السبت الماضي، فيما أعلنت رئاسة النيابة العامة عن متابعة حوالي 193 شخصا مشتبها بهم إثر مظاهر العنف والتخريب والتحريض التي عرفتها بعض مدن المملكة ليل الثلاثاء. وفي وقت اتخذت فيه حركة "جيل زد"، قرار تنظيم ما وصفته بوقفات سلمية، اليوم الخميس في 13 مدينة مغربية، رأى الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير، أن "مظاهر الشغب والتخريب التي عرفتها بعض الاحتجاجات يعود إلى عوامل أساسية عدة تتمثل أساساً في التحريض الذي يمارس من طرف البعض سواء من خلف الشاشات الرقمية أو من خلال التسلل بين صفوف المحتجين للقيام بإشعال حرائق أو تخريب سيارات خاصة أو بعض الأبناك وغيرها من المؤسسات". واعتبر شقير، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "نزول شباب لأول مرة للشارع بدون تأطير تنظيمي أو نقابي وفي غياب أي تصريح قانوني وعدم تشبع بأي ثقافة احتجاج تحترم الفضاء العام وتعبر عن غضبها بطريقة منظمة قد ساهم بلا شك في قيام فئات من هؤلاء الشباب المحتج بعمليات للتعبير عن غضبه من جهة، ومن جهة ثانية، محاولة التعبير عن قوته من خلال ترك بصماته التخريبية والتنفيس عن مظاهر الحرمان والخصاص التي يعاني منها خاصة في مناطق طرفية ومهمشة في بني ملال أو إنزكان أو غيرها من المناطق". وأضاف: "تخريب صرافات بنكية أو سيارات خاصة يعكس ردة فعل عن هذا الخصاص الاجتماعي وعدم استفادته من مصادر الثروة التي يراها أو يسمع بها. ولعل هذا النوع من الشباب اليافع المهمش بمستوى تعليمي محدود أو منعدم وبدون عمل قار هو الذي عادة ما يقوم بالشغب في مباريات كروية خاصة عندما يحس باندماجه في جماعات تفتقد أي رادع أو وازع مواطناتي. فهو يقوم بتخريب كل ما يوجد في طريقه بما فيها قوات الأمن التي ينظر إليها على أنها خصم أو عدو لرشقها بالحجارة وتخريب سياراتها". من جهته، اعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي، عبد المنعم الكزان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تحول الفعل السلمي إلى فعل عنيف يعود كذلك إلى غياب التواصل، حيث يحس المتظاهر أن صوته غير مسموع، وبأن التعاطي السلمي لم يعد يجدي نفعا ليتم التحول من التعبير بالكلام إلى التعبير الملموس وممارسة نوع من العنف الرمزي تجاه مؤسسات الدولة، وكذلك في علاقته مع السلطات الأمنية". ولفت إلى أن "السلوك الفردي يؤثر على الحشود الاحتجاجية ويتحول إلى عنف شامل خصوصا في ظل الحرمان الإقصاء والتهميش واللامبالاة الذي كرسته السياسات الحكومية".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows