اضطراب لفظي غير مسبوق في العلاقة بين الصين وإسرائيل
Arab
6 days ago
share
شهدت العلاقات الصينية الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة توترات غير مسبوقة على خلفية تبادل الطرفين اتهامات بأفعال وُصفت بالاستفزازية والمثيرة للمشاكل. أحدث حلقة في سلسلة الاضطرابات المستمرة بين الصين وإسرائيل تقرير نشرته أمس الأول الثلاثاء صحيفة معاريف الإسرائيلية تحت عنوان "سقط القناع: هكذا تُموّل الصين أعداء إسرائيل". رصد التقرير ما اعتبرتها الصحيفة ممارسات صينية معادية لدولة إسرائيل ترتقي إلى مستوى التهديد الاستراتيجي. وقالت إنه خلف طريق الحرير: الصين تمول إيران، وتحتضن "حماس"، وتخترق موانئنا، وتقود حملة عالمية لنزع الشرعية عن إسرائيل، فتتحول من منافس بعيد إلى تهديد استراتيجي قريب. وأضافت الصحيفة أنه لولا الأموال الصينية لما استطاعت إيران ضخ الأكسجين في اقتصادها الهش وتمويل "حماس" وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. وقالت إن القيادة الصينية استضافت "حماس" في بكين، ووفرت لها منصةً تحت عنوان "الوحدة الفلسطينية" (وقّعت الفصائل الفلسطينية على إعلان بكين لإنهاء الانقسام عقب محادثات في الصين العام الماضي)، وتدفع في الأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق نار دائم (في قطاع غزة)، أي إبقاء "حماس" في السلطة، وفق الصحيفة. اتهامات متبادلة بين الصين وإسرائيل وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ادعى في سبتمبر/ أيلول الماضي أن بعض الدول، بما في ذلك الصين وقطر، تستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ "حصار معلوماتي" ضد إسرائيل. لكن بكين نفت ذلك، وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في إسرائيل، حينها، إن ادعاءات نتنياهو لا أساس لها من الصحة، وتضر بالعلاقات الصينية الإسرائيلية، مضيفاً أن الصين قلقة للغاية وتعارضها بشدة. وشدد على أن إسرائيل تحتاج إلى حكمة سياسية ودبلوماسية خلاقة، وليس مجرد عمليات عسكرية وقصف لا ينتهي. توتر العلاقة بين الصين وإسرائيل تمثل أيضاً بإدانة بكين قبل أيام قليلة زيارة النائب في الكنيست بوعاز توبوروفسكي إلى تايوان (تعدها الصين جزءاً من أراضيها)، ووصفته بأنه "مثير للمشاكل"، متهمة إياه بتقويض العلاقات الثنائية بين البلدين. وتضمن بيان الإدانة تهديدات صريحة للبرلماني الإسرائيلي، إذ قالت السفارة الصينية في إسرائيل إن توبوروفسكي تجاهل التوافق الدولي بتسميته ويليام لاي تشينغ "رئيساً" (الرئيس التايواني) علناً، وزعمه أنه يتحدث "باسم الشعب الإسرائيلي" وشكره لتايوان. وكان توبوروفسكي، النائب عن حزب "هناك مستقبل"، قد زار تايبيه في وقت سابق من الشهر الماضي والتقى الرئيس التايواني. وأكد بعد الاجتماع، في منشور على منصة إكس، أن "تايوان صديقة حقيقية لدولة إسرائيل، دعمت وتدعم مواطنيها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) وحتى اليوم"، مضيفاً أنه "في الوقت الذي تتخلى فيه دول كثيرة عن إسرائيل، من واجبنا أن نتذكر من هم أصدقاؤنا الحقيقيون وأن نقف إلى جانبهم كما يقفون إلى جانبنا". وربما كان السجال بين الصين وإسرائيل أخيراً المواجهة المباشرة بين أكاديمي صيني والملحق العسكري الإسرائيلي لدى الصين إيلاد شوشان، على هامش منتدى شيانغ شان الأمني الذي عقد في بكين الشهر الماضي، حين ادعى الملحق الإسرائيلي أن سبب الصراع (في غزة) هو أن حركة حماس لا تزال تحتجز الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين). فرد الأكاديمي الصيني يان تونغ، وهو عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا، بالقول إنه "كان ينبغي لجيشكم إطلاق النار على من تصفهم بالإرهابيين لا على الأطفال والنساء"، مضيفاً أنه "عندما أطلقتم النار على المدنيين، فقدتم شرعية القيام بأي عمل". واستخدم يان حادثة سرقة بنك كمثال، فسأل شوشان إذا كان ينبغي على الشرطة أن تطلق النار على موظفي البنك والعملاء للوصول إلى المجرم. وتابع هجومه قائلاً: "أنتم تقتلون أكثر من 70 ألف مدني". وعندما حاول الملحق الإسرائيلي أن يشرح له أنه يستشهد بوقائع غير صحيحة، واصل الأكاديمي الصيني هجومه مشدداً على أن "هذه الحقائق يحددها المجتمع الدولي، وليس حكومتكم، أنتم لا تملكون أي شرعية". فلسطين وتايوان في تعليقه على التوتر بين الصين وإسرائيل والعلاقات بين البلدين، قال ماو يانغ، الباحث في دراسات الشرق الأوسط في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية، إن "التصعيد الأخير ضد الصين يعكس أزمة حقيقية تمر بها إسرائيل في ظل الضغوط والعزلة الدولية التي تواجهها بسبب الحروب التي تشنها على جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الحرب على غزة التي وضعتها في اتجاه معاكس للقوانين والشرائع الدولية". ماو يانغ: تحاول إسرائيل حشد القوى الغربية على الخط نفسه المعادي للصين وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "من خلال تبني روايات مغرضة وترويج ادعاءات بشأن التهديد الصيني ودور بكين في تنفيذ حصار معلوماتي ضد تل أبيب، تحاول الأخيرة حشد القوى الغربية والاصطفاف معها على الخط نفسه المعادي للصين". وأوضح أن هدف إسرائيل من ذلك "كسر العزلة التي تتعرض لها، عبر إيجاد قواسم مشتركة مع هذه القوى"، مشدداً على أن "هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل، واصطدمت بتهافت دولي غير مسبوق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما تابعنا خلال الأيام الماضية". في أعقاب التوترات بين الصين وإسرائيل بشأن زيارة البرلماني الإسرائيلي لتايبيه، الشهر الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه "حان الوقت للتوقف عن تجاهل تايوان، وكذلك التوضيح للصين أن ثمن المواجهة مع إسرائيل حقيقي". وقالت إن "من يمولون أعداءنا، ويدعمون حماس، ويحاولون اختراق بنيتنا التحتية ليسوا شركاء، بل أعداء". لين تشين: سعي إسرائيل لتعزيز التبادلات مع تايوان  يعكس استياء إسرائيلياً من موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني في هذا الصدد، اعتبر أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغ دونغ (الصين)، لين تشين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "سعي إسرائيل لتعزيز التبادلات مع تايوان في هذا التوقيت، يعكس استياء إسرائيلياً من موقف الصين الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني". وأضاف أن "موقف بكين الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الوجود وإقامة دولته المستقلة، لا يمكن أن يهتز بسبب مثل هذه التصرفات غير المسؤولة". وفي رأيه، فإن "الصين بصفتها دولة مسؤولة وباعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن ستواصل جهودها من أجل إحلال السلام الإقليمي والدولي".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows