
Arab
ما السر وراء استمرار النجم السويدي، آرماند دوبلانتيس (25 عاماً)، في تحطيم أرقامه القياسية؟ سؤال بات يتردد بقوة في أوساط ألعاب القوى، بعدما أثبت أنه ليس مجرد بطل عابر، بل ظاهرة رياضية استثنائية. ففي كل موسم يضيف سنتيمتراً جديداً إلى سجله التاريخي، حتى صار اسمه مرادفاً للأرقام القياسية في القفز بالزانة، وهو إنجاز لا يرتبط فقط بالموهبة، بل بمنهج محسوب يجمع بين الفن والمال.
ويواصل دوبلانتيس كتابة التاريخ بخطوات صغيرة ولكن ثابتة. فمنذ عام 2020، حين حطّم الرقم العالمي المسجل باسم الفرنسي رونو لافيليني، وهو يرفع العارضة تدريجياً، فحقّق 13 رقماً قياسياً عالمياً. هذه الزيادة البسيطة في كل مرة ليست مصادفة، بل استراتيجية دقيقة تمنحه مكاسب مالية ضخمة، إذ تنص لوائح الاتحاد الدولي لألعاب القوى على منح 100 ألف دولار مقابل كل رقم عالمي جديد، إضافة إلى مكافآت الميداليات الذهبية والرعايات التجارية.
ويبدو أن دوبلانتيس استلهم هذه الطريقة من الأسطورة الأوكرانية سيرغي بوبكا، الذي صنع ثروته بتحطيم الرقم العالمي على دفعات متقاربة، ليجمع مكافآت متتالية. وقد اعترف بوبكا لاحقاً بأنه كان قادراً على القفز أعلى، لكنه فضّل التدرج لأسباب مالية، فأعاد السويدي إحياء هذا النهج في عصرنا، ليضيف إليه التزاماً بالاحتراف والدعاية، من خلال عقود مع علامات كبرى مثل بوما وريد بول.
لكن الأمر لا يتوقف عند المال، فاستمرار دوبلانتيس في السيطرة على القفز بالزانة يرتبط أيضاً بقدرات بدنية خارقة، وتحضيرات دقيقة تشمل اللياقة والجانب النفسي والتقني، فمنذ بطولة العالم في الدوحة عام 2019، لم يعرف طعم الهزيمة، وحصد ذهبيتين أولمبيتين وثلاثة ألقاب عالمية وأربعة ألقاب أوروبية، إلى جانب جائزة لوريوس المرموقة.
السر إذن ليس في موهبة فطرية فحسب، ولا في الحسابات المالية وحدها، بل في المزج بين الاثنين. وبينما يواصل العالم التساؤل عن الحد الأقصى الذي قد يبلغه، خصوصاً بعدما كشف عن تجاوزه حاجز 6,50 أمتار في التدريبات، يبقى المؤكد أن دوبلانتيس يحوّل كل قفزة إلى قصة نجاح جديدة، وإلى رصيد متزايد في سجلات الرياضة والتاريخ والمال معاً.

Related News

يوميات الإبادة... مئة كاتب وفنان غزّي
alaraby ALjadeed
9 minutes ago