عن احتمالات انضمام السعودية وسورية وغيرهما لاتفاقيات أبراهام
Arab
5 hours ago
share

يُقدّر مسؤولون رفيعون في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أنه خلافاً "للانطباعات السائدة، فإن احتمالية التطبيع مع السعودية منخفضة جداً". أسباب ذلك بحسبهم كثيرة؛ فطالما لا توجد تسوية في غزة، "فإن احتمال انضمام الرياض لاتفاقيات أبراهم يتضاءل". فضلاً عن ذلك، فإنّ مكانة إسرائيل قد تراجعت بنظر السعوديين، وباتوا أقل حاجة لها من السابق، وفق ما نقله عنهم موقع "واينت"، اليوم الاثنين.

وعلى هذه الخلفية تحديداً، فإن مصادر سياسية إسرائيلية تشير إلى أن "ثمة دولة أخرى- سورية - تتقدم مع إسرائيل في مباحثات هادئة. ليس من أجل السلام، وإنما للتوصل إلى اتفاق أمني محدود". وفي الصدد، يشير الموقع إلى أنه خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، سعت السعودية إلى حلف دفاعي شامل مع الولايات المتحدة وهو مسار تطلّب أغلبية في مجلس الشيوخ. غير أن الديمقراطيين، في حينه، عارضوا ذلك بسبب ما اعتبروه "انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية"، ولذلك عملت إسرائيل من جانبها على تجنيد الأغلبية من جانب الجمهوريين.                   

اليوم، وبينما بات الديمقراطيون في ظل حكم دونالد ترامب، في المعارضة من غير المتوقع، وفقاً للموقع، أن يسمحوا له بإنجاز كهذا. السعوديون أيضاً يفهمون ذلك، وعلى هذا الأساس لا يستعجلون توقيع اتفاق مع إسرائيل. ويرجح الموقع أنّ ينطلق الرئيس ترامب من واقع أن التطبيع سيُنجز من طريق التوصل إلى تسوية في قطاع غزة، وربما مشاركة سعودية في إدارة القطاع، وموافقة إسرائيلية عبر صيغة ما على إقامة كيان فلسطيني، وهو ما يُستبعد في إسرائيل. السبب أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، غير قادر سياسياً على خطوة كهذه.

وعلى خلفية ما تقدم، يصل وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى واشنطن، اليوم، وهو الذي يُعد صندوق أسرار نتنياهو، ومقرّباً من الإدارة الأميركية. وبحسب التقديرات، فإن ديرمر سيطرح في اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين مسألة توسيع "اتفاقيات أبراهام".

تطبيع على شكل اتفاق أمني؟

في هذا الإطار، ادعى الرئيس ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أمس الأحد، أن دولاً توجهت إليه أخيراً مطالبةً بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع؛ إذ قال إن "هناك دولاً رائعة في اتفاقيات أبراهام، أعتقد أننا سنضم دولاً جديدة". ولدى سؤاله عما إذا كانت سورية ستنضم إلى قطار التطبيع أجاب: "لا أعرف. أزلت العقوبات عنهم، وهذا أمر مهم"، في إشارة إلى نيّته ربما تدفيع دمشق ثمن إزالة العقوبات من خلال موافقتها على التطبيع.
وفي السياق، تطرق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين، مع نظيرته النمساوية، بياته ماينل-رايزينغر، إلى التطبيع قائلاً إنه "دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا"، مستدركاً: "نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً. إسرائيل معنيّة بتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام".
وأوضح وزير الخارجية أنه "لدينا الاهتمام بضم دول جديدة، كسورية ولبنان، جارينا، إلى دائرة السلام والتطبيع"، موضحاً أن ذلك "من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية". وشدد على أن "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. 
طبقاً للموقع، فإن أكثر الدول التي تُعد قريبة من "اتفاقيات أبراهام" هي سورية، عازياً السبب إلى ما وصفه بـ"تداخل المصالح بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، الذي يرغب في الاستثمارات الأجنبية وإلغاء العقوبات، وبين إسرائيل التي ترغب في إحقاق الأمن على حدودها الشمالية". مع ذلك، تشير التقديرات التي ينقلها الموقع إلى أنه "لن يكون هناك سلام دافئ وافتتاح سفارات، بل اتفاق أمني. وفي حال توقيع اتفاق كهذا، لا تعتبره إسرائيل تطبيعاً"، وحسبما ينقل عن أحد المصادر "من يتهيأ له أننا (الإسرائيليين) سنأكل الحمص في دمشق، فليواصل الحُلم". وعليه فإن الاتفاق الذي قد يوقع مع سورية سيتضمن التزامات أمنية للعمل ضد "الأنشطة الإرهابية".
وفي السياق، يُشدد الموقع على أن التفاهمات المحتملة بين إسرائيل وسورية لا تتضمن تغييراً في السيادة على الجولان، وإنما خطوات تدريجية في قلب سورية فحسب. بينها الالتزام بمنع تموضع إيراني، إبعاد "العناصر الإرهابية" وفرض الهدوء في المنطقة الحدودية. أمّا أسس الاتفاق المتوقع فتستند وفقاً للموقع، إلى وثيقة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل والعائدة إلى العام 1974 وبموجبها انتهت حرب أكتوبر/تشرين الأوّل 1973، وفترة حرب الاستنزاف؛ حيث رسّمت الحدود، وحُدد نشر القوات، ونُظمت الرقابة، ومُذّاك ظلت محافظة على صمودها في أكثر الفترات تصعيداً وتوتراً. وعليه فإن الأوساط الإسرائيلية تعتقد أنه بالإمكان تحيينه ليتواءم مع التحديات الراهنة.

مرشحة بارزة من جنوب شرق آسيا؟

على سؤال أي الدول من المتوقع أن تنضم لـ"اتفاقيات أبراهام"، يقدّر مسؤولون إسرائيليون أنه في حال حصول ذلك، "ستكون إندونيسيا هي المرشحة الأبرز". ولكن، كما يلفت الموقع، فحتّى الأخيرة تطالب بإنهاء الحرب بوصفه شرطاً مسبقاً. وفي أفريقيا، تشير توقعات إلى احتمالية انضمام دول كالنيجير ومالي وجيبوتي، إلى جانب توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة حالياً بين إسرائيل وأذربيجان.
أمّا بخصوص احتمالية التوصل إلى اتفاق في غزة، فعلى الرغم من تصريحات ترامب المتفائلة والتي قال فيها إنه يتوقع توقيع اتفاق في غضون أسبوع، فإن مسؤولين في الكابينت مطلعين على التفاصيل نفوا حصول تقدّم، موضحين أن "تصريحات ترامب ليست دائماً متصلة بالواقع".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows