قمعت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، متظاهرين حاولوا إغلاق شارع رئيسي وسط تل أبيب احتجاجاً على عدم إبرام الحكومة صفقة تؤدي للإفراج عن كافة الأسرى في قطاع غزة، وفق إعلام عبري. وقالت القناة 12 العبرية الخاصة، إن متظاهرين حاولوا إغلاق شارع "نامير أرلوزورف" الرئيسي وسط تل أبيب، لتقوم قوات الشرطة بقمعهم ومنعهم من إغلاقه. واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين، وفق القناة ذاتها.
ونقلت القناة عن والدة المحتجز في غزة نمرود كوهين خلال مشاركتها بالاحتجاج، تأكيدها: "أقول من هنا للجهة السياسية العليا (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) ولكل صانعي القرار، بصوت واضح، أنا أعارض بشدة أي محاولة إنقاذ قد تُعرّض حياة ابني نمرود للخطر". وأضافت: "فقط صفقة شاملة يمكن أن تعيد نمرود إلى البيت حياً".
وعلى الصعيد ذاته، أصدرت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بياناً أكدت فيه أنّ توسيع الحرب في غزة، سيعرّض حياة أبنائها للخطر. وجاء في البيان: "نتنياهو، يُعدّ لأكبر عملية خداع، الحديث المتكرر عن إمكانية تحرير الأسرى في الوقت الذي تُتخذ فيه قرارات توسعة الحرب، ليس سوى تضليل وخداع للرأي العام". وتابع: "توسيع الحرب يُعرّض حياة الأسرى، الذين هم أصلاً في خطر موت فوري، لخطر أكبر، الأسرى لن ينجوا من أيام الجحيم الطويلة".
وخلال اليومين الماضيين، تحدثت عدة وسائل إعلام عبرية، من بينها قناة
13 الخاصة عن أنّ المستوى السياسي في إسرائيل يتجه نحو توسيع العمليات العسكرية في غزة، في ظلّ تعثر المفاوضات مع حركة حماس. وفي وقت سابق الأحد، حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، من أن "أي عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر"، بحسب إعلام عبري.
وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات في إسرائيل منذ عدة أسابيع، مع اتساع رقعة الغضب الشعبي ضد حكومة بنيامين نتنياهو على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة وفشلها في إبرام صفقة تبادل تُفضي إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس". ويقود ذوو الأسرى هذه الاحتجاجات، إلى جانب مجموعات من النشطاء ومكونات في المعارضة، الذين يتهمون الحكومة بالتقاعس عن إعطاء الأولوية لإنقاذ أبنائهم، ويرون أن اعتبارات سياسية وشخصية لدى نتنياهو تعرقل التوصل إلى اتفاق.
وتأخذ هذه التحركات منحى تصعيدياً متزايداً، مع محاولات لإغلاق شوارع رئيسية وتنظيم اعتصامات قرب منازل وزراء الحكومة ومكاتبها. وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت تل أبيب والقدس ومدن أخرى تظاهرات حاشدة تخللتها مواجهات مع الشرطة واعتقالات، وسط دعوات إلى إقالة الحكومة، وتنظيم انتخابات مبكرة، وإنهاء ما يصفه المحتجون بـ"الفشل المتكرر" في إدارة الحرب والملفات الإنسانية.
ويأتي هذا بعد أن أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، في وقت سابق الأحد، استعداد الكتائب للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال المحتجزين في قطاع غزة، وذلك ضمن ضوابط محددة. وأوضحت القسام في بيان، نشره المتحدث أبو عبيدة على منصات التواصل، أنّ التجاوب مشروط "بفتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق قطاع غزة"، إلى جانب "وقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للأسرى".
وبثّت كتائب القسام، أمس السبت، مقطعاً مصوّراً لأحد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، يظهر فيه وهو يوجه رسالة مؤثرة تؤكّد تخلّي حكومة الاحتلال عنه، وسط ظروف صحية بالغة السوء ناجمة عن الحصار والتجويع المتواصل الذي يطاول كل من في غزة، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون.
(الأناضول، العربي الجديد)
أخبار ذات صلة.


