
بينما تمضي الأمم المتحدة بالتحذير من التجويع الذي ترتكبه إسرائيل بحقّ الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، أشارت المنظمة إلى أنّ عدد الجوعى في العالم انخفض في عام 2024، وذلك للعام الثالث على التوالي. وأضافت في تقرير نُشر اليوم الاثنين، أنّ عدد الذين يعانون من الجوع تراجع عن الارتفاع الحاد الذي سجّله في خلال أزمة كورونا الوبائية، حتى مع تفاقم سوء التغذية في معظم أنحاء أفريقيا وغرب آسيا بسبب النزاعات والصدمات المناخية.
وأظهر تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، الذي أعدّته خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، أنّ نحو 673 مليون شخص أو 8.2% من سكان العالم عانوا من الجوع في عام 2024، بعد أن كانت النسبة 8.5% في عام 2023.
🔴 8.2% of the global population, about 673 million people, experienced hunger in 2024, down from 8.5% in 2023 - #SOFI2025 shows.
— FAO Newsroom (@FAOnews) July 28, 2025
Despite progress, levels exceed pre-pandemic figures, with high food inflation slowing food security recovery. #UNFSS+4https://t.co/1VBrMUILsO
وذكرت الوكالات الأممية أنّ تقريرها ركّز على المشكلات المزمنة وطويلة الأجل، ولم يعكس بصورة كاملة تأثير الأزمات الحادة الناجمة عن أحداث وحروب محدّدة، من بينها الأزمة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف.
وقال كبير الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ماكسيمو توريرو إنّ تحسّن إمكانية الحصول على الغذاء في أميركا الجنوبية والهند أدّى إلى انخفاض عام في معدّلات النموّ، لكنّه حذّر من أنّ الصراعات وعوامل أخرى في أماكن مثل أفريقيا والشرق الأوسط قد تؤدّي إلى تراجع تلك المكاسب.
ورأى توريرو، في تصريح لوكالة رويترز، على هامش قمّة الأمم المتحدة لنظم الأغذية المنعقدة في إثيوبيا ما بين 27 يوليو/ تموز الجاري و29 منه، "إذا استمرّ الصراع في الازدياد، وإذا استمرّت مواطن الضعف ومكامن الخطر في التنامي، واستمرّ ضغط الديون في الزيادة، فإنّ الأرقام سوف ترتفع مرة أخرى".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تصريحات أدلى بها عبر تقنية الفيديو في خلال القمة، إنّ "الصراع يمضي في دفع الجوع من قطاع غزة إلى السودان وما وراءه"، محذّراً من أنّ "الجوع يغذّي عدم الاستقرار في المستقبل ويقوّض السلام".
تجدر الإشارة إلى أنّ أرقام الجوع الإجمالية في عام 2024 ما زالت أعلى من 7.5% المسجّلة في عام 2019، قبل جائحة كورونا. أمّا في أفريقيا، فتختلف الصورة كثيراً، إذ لا تواكب مكاسب الإنتاجية النموّ السكاني المرتفع وآثار النزاعات والطقس القاسي والتضخّم.
(رويترز، العربي الجديد)
