
ما زال أهالي محافظة السويداء جنوبي سورية يعانون من أوضاع إنسانية صعبة بعد نحو أسبوعين من اندلاع الحوادث الدامية في المنطقة، وانتشرت اليوم صور كثيرة لمئات الأشخاص الواقفين في طوابير للحصول على الخبز، وسط اتهامات يوجّهها ناشطون محليون إلى الحكومة السورية بفرض حصار غير معلن على المحافظة.
وأفاد مسؤولون بأنّ الكهرباء انقطعت اليوم مجدداً في المحافظة نتيجة أعطال في الشبكة، بعد عودة جزئية أمس السبت. وقال مدير الشركة العامة لكهرباء محافظة السويداء معروف البربور، في تسجيل فيديو بثّته شبكات محلية، إنّ الأعطال كبيرة والإمكانيات متواضعة، والعمل جارٍ اليوم على إصلاح خطّ توتّر 66 (المسيفرة - الكوم) بالقرب من المسيفرة في درعا جنوبي البلاد، وأضاف أنّ العمل سوف يجري غداً لإصلاح خطّ توتّر 230 (غزالة - الكوم) بهدف تعزيز استقرار التيار الكهربائي في المحافظة.
وتقول عضو لجنة الخدمات الإدارية في محافظة السويداء ديانا مقلد، لـ"العربي الجديد"، إنّ الكهرباء "عادت أمس السبت بالفعل إلى معظم الأحياء، إنّما بصورة متقطّعة. أمّا اليوم الأحد، فلا كهرباء، بسبب العطل الذي ذُكر في خط التوتّر"، ولفتت إلى أنّ "أهمية الكهرباء تكمن بالدرجة الأولى في ضخّ المياه، بالإضافة إلى الحاجة إليها في المستشفيات، بالنسبة إلى مرضى بحدّ ذاتهم".
ويتّهم ناشطون من محافظة السويداء الحكومة السورية بفرض حصار عليها، من خلال إغلاق كلّ الطرقات المؤدية إليها من دمشق ودرعا، الأمر الذي أدّى إلى تراكم الأزمات الإنسانية، لا سيّما ما يتعلّق بمياه الشرب والطعام والمحروقات والوقود، بالتالي أدنى متطلّبات الحياة.
في سياق متصل، ذكرت شبكة "السويداء 24" أنّ حاجز الأمن العام في منطقة بصرى الشام منع فرقاً صحافية أجنبية من الدخول إلى المحافظة لتغطية الأحداث، اليوم الأحد، علماً أنّ الدخول كان مسموحاً في الأيام القليلة الماضية، وأضافت الشبكة أنّ القائمين على الحاجز اكتفوا بإعادة قرار منع الدخول إلى "أسباب أمنية".
لكنّ الناشط السوري حارث المقداد، المقيم في درعا، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الطريق من السويداء في اتّجاه بكا وطريق برد ثم بصرى الشام مفتوح بالكامل، سواءً من أجل الدخول إلى السويداء أو الخروج منها"، ويشير إلى أنّ المواد الغذائية والمحروقات والطحين يجري إدخالها عبر هذا الطريق.
نقابات السويداء تقاطع دمشق
من جهة أخرى، أفادت نقابات مهنية ومدنية عدّة في محافظة السويداء بأنّهم قطعوا التواصل مع النقابات المركزية في دمشق، وقدّموا استقالات جماعية. وأعلن مجلس نقابة المحامين في المحافظة استقالته بالكامل، استنكاراً "لما جرى"، كذلك أصدرت نقابة المهندسين في المحافظة بياناً نعت فيه كوادر قضوا من جرّاء الحوادث الأخيرة، وطالبت بـ"سلطة وطنية حقيقية تمثّل الشعب"، معلنةً وقف التنسيق مع النقابة المركزية في دمشق.
بدورها، نعت نقابة المهندسين الزراعيين في السويداء ثلاثة من أعضائها، وأكدت وقف تواصلها مع النقابة المركزية في دمشق، ومثلها فعلت نقابة الأطباء البيطريين ونقابة المعلمين في المحافظة.
تأجيل امتحانات تلاميذ الثانوية العامة في السويداء
من جهة أخرى، أعلنت وزارة التربية والتعليم السورية في دمشق تأجيل امتحانات الثانوية العامة للفرعَين العلمي والأدبي في محافظة السويداء فقط، إلى موعد يُحدَّد لاحقاً. وأعادت الوزارة قرارها إلى "الأحداث المؤسفة التي تشهدها محافظة السويداء، وحرصاً على سلامة الطلاب وأمن العملية الامتحانية ونزاهتها".
وأوضحت الوزارة أنّ التأجيل يشمل امتحانَي مادتَي الرياضيات والجغرافيا المجدولَين يوم غد الاثنين، وامتحانَي مادتَي الكيمياء والتاريخ المجدولَين يوم الخميس المقبل، وامتحان مادة العلوم المجدول يوم الأحد المقبل.
