
في مثال آخر على قساوة المجاعة في قطاع غزة نتيجة سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بينما يخوض حرب إبادة جماعية على الفلسطينيين في القطاع، عرض المصور الغزي محمد أبو عون كاميرا التصوير التي يعمل بها للبيع من أجل شراء طعام. وعبر حسابه في موقع التواصل المهني لينكد إن، كتب الصحافي: "أنا المصور الصحافي محمد أبو عون من غزة، أريد بيع معداتي ودرع الصحافة حتى أتمكن من شراء الطعام لي ولعائلتي".
ومحمد أبو عون مصوّر صحافي فلسطيني لديه خبرة في تغطية الأحداث في غزة، إذ عمل في مؤسسات إعلامية دولية مثل "سكاي نيوز" و"نيويورك تايمز" و"إيه بي سي نيوز". والآن، يتحسّر في منشور عبر "لينكد إن" قائلاً: "الصحافي الجائع ينقل صوت الأطفال الجائعين. نحن نموت من الجوع".
الصحافيون الغزيون أيضاً ضحايا المجاعة
كانت لجنة حماية الصحافيين قد حذّرت من أن الصحافيين في غزة يعيشون على حصص غذائية غير كافية، ومياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات. وقالت المديرة الإقليمية للجنة سارة القضاة إنه "لا يمكن للصحافيين القيام بعملهم، ناهيك بالبقاء على قيد الحياة، وهم يُجوّعون عمداً ويُحرَمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فوراً".
وارتفع عدد الشهداء نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 122 شهيداً، من بينهم 83 طفلاً، في جريمة تجويع ممنهجة يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر ومُجوّع في قطاع غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأحد، إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يوماً بشكل متواصل. وأكد أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. وذكّر البيان بأن "الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر من دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقود بشكل دائم وكامل، بعيداً عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة.
