أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغيري، اليوم الأحد، أن عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف سجن إيفين، شمال غربي طهران، الاثنين الماضي، بلغ 71، من بينهم طواقم السجن، وجنود في الخدمة وسجناء وبعض أقارب السجناء. وقال: "ارتكب الصهاينة في هجومهم على إيفين جريمة متكاملة، وحتى الجيران المقيمين بجوار قاعة الزيارة ومبنى التحقيقات تأثّروا بشكل كبير". تابع: "في يوم الهجوم زارت عائلات عدة السجن للقاء أقارب أو متابعة قضايا تخص معتقليها، واستُهدفت القاعة بعمل عدواني، ما أدى إلى إصابة أو استشهاد مواطنين كانوا هناك". 

وقالت شقيقة سجين زارت المعتقل: "لاحظت انفجاراً ودخاناً كثيفاً قرب إيفين. الاثنين أحد أيام الزيارة من الساعة 8 إلى 12 ظهراً. يدخلون أولاً في فناء صغير وعبر مسار متعرج من الحواجز للوصول إلى القاعة، حيث يسلّمون الأمتعة ثم ينتظرون في قاعة. وفي الطابق العلوي، يوجد القسم الإداري ومجلس حل النزاعات، وأمام قاعة الانتظار توجد نوافذ للمقابلة المباشرة".

وتابعت في شهادتها عن القصف الإسرائيلي: "في يوم الهجوم كنا قرب السجن عندما أطلقت ثلاثة صواريخ نحو المدخل. لم نصب بأذى، لكن رأينا المصابين عن قرب. كان المشهد مؤلماً. كانت سيارات الإسعاف وفرق الهلال الأحمر مع كلاب الكشف والشرطة حاضرة، وبعض عائلات السجناء وأصحاب الشكاوى الذين قصدوا مجلس حل النزاعات جُرحوا أو قُتلوا، وغادر كثيرون السجن ووجوههم تغطيها الدماء. سلّم بعض موظفي السجن هواتفهم للنزلاء كي يتواصلوا مع أسرهم ويطمئنوهم. بقينا قلقين أمام السجن حتى تواصل معي أخي وأخبرني، وهو يبكي، أنّ عدداً من الناس قتلوا أمام عينيه وأكد لي أنه بخير".

معلومات أساسية عن سجن إيفين في طهران

يعتبر سجن إيفين الأكثر شهرة في إيران، وتعرّض لانتقادات واسعة خلال خمسة عقود، بسبب احتجاز سجناء سياسيين داخله، وحصول أحداث ارتبطت بهم، وهو يقع في منطقة دركه شمال غربي طهران. افتتح عام 1971 على مساحة 40 هكتاراً، وكان تابعاً لجهاز الاستخبارات والأمن خلال حكم الشاه قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وبعدها أصبح أيضاً أحد أهم السجون في إيران ومكاناً لاحتجاز معارضين سياسيين وسجناء من أصحاب القضايا العامة. 

ومع ارتفاع عدد المعتقلين السياسيين والأمنيين والفكريين على مدى خمسة عقود، زادت السلطات الطاقة الاستيعابية للسجن تدريجياً، فهو كان يحتوي في الأصل على 20 زنزانة فردية وجناحين عامين بسعة 320 شخصاً، وبحلول عام 1978 ارتفع عدد الزنزانات الفردية إلى 100، وأُسس جناح خاص بالنساء مما رفع الطاقة الاستيعابية حينها إلى 1500 سجين. 

وبحسب صحيفة "اعتماد" الإيرانية الإصلاحية ارتفعت الطاقة الاستيعابية النهائية لسجن إيفين خلال العقود الأربعة الماضية إلى نحو 3000 شخص، نتيجة تحويل بعض المباني إلى أماكن لاحتجاز سجناء جدد. ورغم ذلك تجاوز عدد المحتجزين في بعض قاعات السجن 4000 أحياناً بسبب تزايد الأحكام القضائية وارتفاع عدد المحكومين.