
عربي
يعيش ناديا شباب بلوزداد واتحاد العاصمة بداية صعبة وغير معتادة في الموسم الكروي الحالي (2025-2026)، بعد أن وجدا نفسيهما في المراكز المتأخرة بجدول الدوري الجزائري لكرة القدم، إذ يحتل الأول المركز الـ13، ويوجد الثاني في الترتيب الـ14، وهو ما يشكّل مفارقة حقيقية، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يملكها الفريقان مادياً وبشرياً، فضلاً عن الخبرة التنافسية التي لطالما جعلتهما من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب في المواسم السابقة.
وشهدت الجولة السابعة من الدوري الجزائري استمرار هذه النتائج السلبية بتعادل شباب بلوزداد في ورقلة أمام الصاعد حديثاً مستقبل الرويسات (1-1)، وهي النتيجة نفسها التي سجلها اتحاد العاصمة في قسنطينة أمام الشباب المحلي، وسط أداء باهت لا يليق باسمي الناديين الكبيرين، ما أثار موجة من الغضب في أوساط جماهير الفريقين، التي عبّرت عن استيائها من غياب الهوية الفنية، وتراجع الروح التنافسية، وزادت خيبة المشجعين بعد أن واصل الفريقان نزيف النقاط منذ انطلاقة الموسم، دون أن تظهر أي مؤشرات على تحسن قريب في الأداء أو النتائج.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة مستقبل الرويسات، حاول مدرب شباب بلوزداد الألماني ذو الأصول الصربية سيد راموفيتش (46 عاماً) تبرير النتائج المتواضعة بتأخر انطلاق التحضيرات الصيفية، بسبب مشاركة عدد من لاعبيه مع منتخب الجزائر الرديف في بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، التي أقيمت في تنزانيا وكينيا وأوغندا من الأول حتى الـ30 من أغسطس/ آب الماضي، ووصل خلالها "الخضر" إلى الدور ربع النهائي قبل الخروج أمام السودان بركلات الترجيح. وأكد راموفيتش أن هذا التأخر في التحضيرات أرهق لاعبيه بدنياً وذهنياً، ما انعكس على نتائج الفريق في الجولات الأولى.
لكن جماهير "السياربي" لم تتقبل هذه التبريرات، خاصة أن الغريم مولودية الجزائر واجه الظروف نفسها تقريباً، ومع ذلك يحقق نتائج مميزة في الدوري. ووفقاً لمعلومات حصل عليها "العربي الجديد" من مصدر داخل إدارة النادي، فإن صبر المسؤولين على راموفيتش بدأ ينفد، ليس فقط بسبب ضعف النتائج، بل أيضاً من جراء بعض التصرفات التي أثارت استياء الإدارة، على غرار سفره إلى ملعب سانتياغو برنابيو قبل أسبوعين لحضور مباراة ريال مدريد أمام أولمبيك مرسيليا في دوري أبطال أوروبا، في وقت كان الفريق يجري حصة تدريبية بإشراف مساعديه. وتضاف إلى ذلك أزمته الأخيرة مع الحارس المخضرم مصطفى زغبة (34 عاماً)، بعدما أعلن المدرب صراحة أنه لن يعتمد عليه مجدداً، بسبب غضبه من الجلوس على مقاعد البدلاء لصالح فريد شعال (31 عاماً)، وهو ما زاد من حدة التوتر داخل غرفة الملابس.
ولا يبدو اتحاد العاصمة أفضل حالاً، إذ يعيش الفريق حالة من الارتباك الفني والداخلي بسبب تراجع النتائج واهتزاز الثقة، ولم يتردد المدرب عبد الحق بن شيخة (61 عاماً)، بعد مواجهة شباب قسنطينة، في انتقاد التوقيت الذي أقيمت فيه بطولة "الشان"، معتبراً أنها حرمت لاعبيه من راحة ضرورية للاستعداد الجيد للموسم الجديد، وهو تبرير لم يُقنع جماهير "سوسطارة"، التي ترى أن الفريق يعاني مشكلات أعمق تتعلق بالإعداد النفسي والتكتيكي.
وحسب مصادر "العربي الجديد" من إدارة اتحاد العاصمة، فإن الصبر على بن شيخة لن يطول كثيراً، خصوصاً في ظل النتائج الهزيلة التي لم تتجاوز فوزاً وحيداً، منذ بداية الموسم، على حساب متذيل الترتيب نادي بارادو. وأوضحت المصادر أن خيارات التغيير مطروحة بقوة داخل الإدارة، خاصة بعد أن اعترف بعض مسؤولي النادي بأن التحضيرات كانت فوضوية بسبب غياب المدرب الرئيس مدة طويلة، ما أجبر الفريق على خوض معسكرين في الجزائر وتونس دون قيادة فنية واضحة، إضافة إلى فشل الإدارة في تعويض بعض الركائز التي غادرت الفريق، على غرار مهدي مرغم (27 عاماً) المنتقل إلى شبيبة القبائل، وهو ما ترك فراغاً واضحاً في وسط الملعب.
