فلاسفة كرة القدم في عالم التدريب
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
من المعروف بين وسائل الإعلام والجماهير الرياضية أن المدرب أحد أهم عناصر النجاح لأي نادٍ أو منتخب، في عالم كرة القدم، من أجل حصد الألقاب والإنجازات، فالمدير الفني قائد يُخطط لكتيبته طوال الموسم، عبر انتقاء النجوم والتدخل في حسم الصفقات، بالإضافة إلى الحصص التدريبية المنوعة، وتطوير اللياقة البدنية، وتطبيق فلسفته في الملعب. وبات المدرب في عالم كرة القدم مثل مدير شركة ضخمة، لأنه يضع أسلوب عمل فريقه، ويعطي التعليمات بشكل متواصل خلال المواجهات، ويتدخل دائماً بإجراء التبديلات عند شعوره بعدم الرضا، حتى يعطي التوازن، فيما يركز دائماً على استغلال الفرص التي تتاح أمام لاعبيه، مثل: الكرات الثابتة والركنيات. ولم يعد المدرب في عالم كرة القدم وحيداً في وقتنا المعاصر، بل بحاجة إلى مساعدين من أجل تطبيق رؤيته، خاصة جهازه الطبي الذي يحرص على سرعة تعافي النجوم، فيما نشاهد أثناء متابعة المباريات قيام أحدهم بتحفيز اللاعبين، في حين يختص آخرون بتطوير المهارات ودراسة بيانات كل لاعب وتحليلها، كي يُعالَج القصور والأخطاء. وأشاهد وأسمع بعض التعليقات من المتابعين الذين يقولون إن النجوم هم المؤثرون، لأنهم من يخوضون المواجهات ويحسمون الانتصارات نتيجة امتلاكهم المهارة الفنية، وأخص بالذكر المهاجمين القادرين على وضع الكرة في شباك المنافسين، متجاهلين أن هناك شخصاً اسمه المدرب، المنوط به تنظيم الإيقاع وضبطه، كي يظهر نتاج ما يفعله طوال أيام الأسبوع خلال الموسم، لأن أي مدير فني ناجح يحرص على العمل الجماعي الذي أعتبره مفتاح الفوز في أي لقاء مهما كان. وخلال تاريخ كرة القدم، كان هناك الكثير من المدربين الذين صنعوا أمجادهم، ونقلوا أنديتهم أو منتخباتهم بشكل كبير، وتربعوا على عرش منصات التتويج، وحصدوا المجد والشهرة، لكنهم في السنوات الماضية، باتوا يحصلون على رواتب ضخمة، تفوق في كثير من الأحيان أسماء العديد من نجوم الصف الأول. وعبر التاريخ، شاهدنا في كرة القدم مدارس مختلفة، فلسفة جديدة، تظهر في كل الدوريات العالمية، لكنهم يتركزون، ويحصدون المجد في القارة الأوروبية، وأبرزها في الدوريات الخمسة الكبرى، عندما كنا شهوداً على عصر بزوغ مدربين بحجم السير بوبي روبسون، وأليكس فيرغسون، فيما اشتهر في ألمانيا العديد من الأسماء، بداية من بيكنباور وصولاً إلى هانسي فليك. ولا يمكنني إغفال أو نسيان ملوك الطريقة الدفاعية في كرة القدم الإيطالية، فقد شاهدنا ما فعله أريغو ساكي مع ميلان، وأيضاً فابيو كابيلو في تجربته المنوعة، وصولاً إلى كارلو أنشيلوتي، وأيضاً هناك المدرسة الإسبانية التي تشتهر بلعبها الممتع والمثير، وأخرجت لنا مديرين فنيين كباراً، مثل فيسنتي ديل بوسكي، وبيب غوارديولا، ولويس إنريكي وتشابي ألونسو وغيرهم. ونصل إلى المدرسة الفرنسية مع هنري ميشيل، وميشيل بلاتيني، وأرسين فينغر، وديديه ديشان، وزين الدين زيدان، التي اشتهرت بلعبها المتنوع والمثير، لكن المدرسة الهولندية قدمت لنا فكرة لعب "الكرة الشاملة"، وطبقها الراحل يوهان كرويف وغيره. وتنوعت فلسفة التدريب في البرتغال والأرجنتين والبرازيل، الأمر الذي يجعل اختيار الأفضل عبر التاريخ أمراً محيراً، لكنني دائماً ما أعتبر أن أي ترشيح لأي مدير فني يجب أن يكون وفق خصائص معينة، مثل: الألقاب، فترات التدريب، الأداء والأفكار، وقدرته على صناعة النجوم وتقديمهم إلى الجماهير، ومن هذا المنطلق، يمكن اختيار السير أليكس فيرغسون بوصفه الأفضل بلا منازع، بعدما جلس على دكة الجهاز الفني لمانشستر يونايتد من عام 1986 حتى 2013، وحقق معهم 38 لقباً، منها 12 في "البريمييرليغ"، ولقبان في أبطال أوروبا، وقدم لنا العديد من الأساطير، أبرزهم بيكهام، كانتونا، غيغز، سكولز، كريستيانو رونالدو وغيرهم. وأعتبر بيب غوارديولا ثاني أفضل مدرب في التاريخ، بعدما قدم لنا الكرة الشاملة "التيكي تاكا"، وصنع المجد في مسيرته مع برشلونة وبايرن ميونخ، وصولاً إلى مانشستر سيتي، فيما يظهر كارلو أنشيلوتي الذي حفر اسمه في ذاكرة الجميع بسبب ما فعله في الدوريات الخمسة الكبرى، وقدرته على صناعة المجد مع ريال مدريد الإسباني. ولا يمكن إغفال أو نسيان البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي يخطف الأضواء وبقوة أينما رحل وارتحل، نتيجة مسيرته الحافلة بالألقاب مع الأندية التي أشرف عليها، خاصة إنتر ميلان الإيطالي، وريال مدريد الإسباني، وتشلسي الإنكليزي، بالإضافة إلى أرسين فينغر، الذي أعتبره باني نادي أرسنال وصانع تاريخه. وباختصار، لا يمكن ذكر أسماء الجميع، لكن فلاسفة كرة القدم في عالم التدريب كُثر، وصنعوا لنا أندية أو منتخبات لا يُمكن نسيانها، ولا نستطيع تجاهل الإنجازات الكبرى والضخمة التي فعلوها في جميع البطولات المحلية والقارية والدولية، والمستفيد دائماً نحن معشر المُشاهدين والمتابعين والمهتمين باللعبة الشعبية الأولى في العالم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية