
عربي
نزل آلاف المتظاهرين في مدن حول العالم احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على غزة والممارسات الإسرائيلية المتواصلة هناك، مطالبين حكومات بلادهم باتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ضد إسرائيل ودعم أسطول الصمود العالمي الذي يسعى لكسر الحصار وفتح ممرات إنسانية إلى القطاع. وشهدت الاحتجاجات مشاركة منظمات مجتمع مدني، أحزاب سياسية، جمعيات دينية، ونشطاء مدنيين من قارات متعددة، وترافقت مع دعوات لفرض عقوبات وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تل أبيب.
متظاهرو جنوب أفريقيا يطالبون بمقاطعة إسرائيل
ونزل أكثر من 3.000 شخص إلى شوارع كيب تاون، السبت، مطالبين سلطات بلادهم بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل وإغلاق سفارتها على خلفية الحرب في غزة. وجنوب أفريقيا من أبرز منتقدي العمليات الإسرائيلية في غزة، ورفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية في يناير/ كانون الثاني 2023 تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني.
وجمعت تظاهرة السبت العديد من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين والأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمسيحية، في واحدة من أكبر المسيرات من نوعها منذ أشهر. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وهتفوا بشعارات مثل "لا تحزن، بل افعل شيئاً"، وسلموا البرلمان عريضة بمطالبهم.
وقال منسق حملة التضامن مع فلسطين يوسف تشيكتيه إن على جنوب أفريقيا "مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، كما فعل العالم معنا"، في إشارة إلى الإجراءات الدولية التي اتخذت للضغط على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وأضاف أمام الحشد: "على الحكومة اتخاذ إجراءات بشأن طرد سفير إسرائيل وسفارتها من جنوب أفريقيا الآن"، طالبًا استبعاد إسرائيل من الهيئات الرياضية الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). كما طالبت العريضة الحكومة بتعليق صادراتها من الفحم إلى إسرائيل ومقاضاة أي جنوب أفريقي يلتحق بالجيش الإسرائيلي.
ألمانيا: "كل الأنظار على غزة"
شهدت العاصمة الألمانية مسيرة ضخمة شارك فيها أكثر من 50 ألف محتج، في حين تحدّث منظمون عن مشاركة 100 ألف، في تظاهرة تحت اسم "كل الأنظار على غزة"، نظمتها نحو 50 كياناً اتحادياً ومدنياً. المتظاهرون جابوا شوارع المدينة من أمام مقار حكومية ووصلوا إلى ساحة "غروسر شتيرن"، حاملين لافتات تطالب الحكومة بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل فوراً وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
قادة من اليسار والحراك المدني وصفوا ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية واستنكروا صمت الحكومة الألمانية، كما نددوا بما اعتبروه ازدواجية معايير دولة تقبل دعم مؤيدي أوكرانيا بينما تُقمع أصوات التضامن مع الفلسطينيين. الموسيقي اليهودي مايكل بارينبويم قال إن الهدف إحياء الاحتجاجات في الشارع وإبراز ازدواجية المعايير تجاه الصراعات المختلفة.
المسيرة تضمنت شعارات قوية مثل "أوقفوا المجزرة في غزة" و"لا للإبادة"، ولاقت استجابة شعبية واسعة ما يعكس توتُّراً متزايداً داخل المجتمع الألماني بشأن سياسات حكومته في هذا الملف، وضغوطاً على برلين لتعديل مواقفها المتعلقة بالدعم العسكري والسياسي لتل أبيب.
سويسرا: دعوات لفرض عقوبات على إسرائيل
في جنيف، احتشد الآلاف في ساحة "بلاس نوف" قبل أن يسيروا لساعات في شوارع المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بعقوبات على إسرائيل وإيقاف "المجزرة في غزة". خلال المسيرة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، اتهم المشاركون الولايات المتحدة والدول المؤيدة لإسرائيل بالشراكة في ما وصفوه بالإبادة الجماعية.
السويد: نعوش رمزية تكريماً للأطفال
وفي استوكهولم تجمع المئات في ميدان "أودنبلان" استجابة لدعوات من منظمات المجتمع المدني، رافعين شعارات تطالب بوقف فوري للهجمات وفتح ممرات إنسانية عاجلة. المشاركة السويدية تميّزت بمشهدية حزينة تمثّلت بحمل نعوش رمزية ملفوفة بكفن أبيض تكريماً للأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف، ما أثار تفاعلاً واسعاً في الشوارع وعلى وسائل التواصل.
تركيا: تظاهرات تدعم المقاومة
نظّم منبر التضامن الإسلامي وأنصار منظمات مدنية مظاهرات ووقفات تأييداً لغزة في إسطنبول وولايات أخرى مثل باطمان وصامسون. الفعاليات شملت تلاوات قرآنية ودعوات صريحة للدول الإسلامية بالاعتراف بالمقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، بحسب بيانات منظمي الفعاليات.
في باطمان وصامسون خرجت جماهير رافعةً الأعلام التركية والفلسطينية، مرددة شعارات داعمة لأسطول الصمود ورافعةً مطالب بحماية السفن والمشاركين فيها. قادة محليون أكدوا أن صمود غزة لم يعد قضية فلسطينية فقط بل رسالة عالمية للعدالة والكرامة. النشاط التركي تزامن مع حركة بحرية كبيرة لأسطول الصمود، ما منح الاحتجاجات طابعاً عملياً مرتبطاً بمحاولات كسر الحصار واهتمام شعبي واسع بقضية السفن ومخاطر استهدافها.
تونس: رفض للتهجير ودعم لأسطول الصمود
نظّم تونسيون وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي في تونس العاصمة، بدعوة من جمعيات محلية، هي الوقفة رقم 102 منذ بدء العمليات وفق منظميها. الوقفة جاءت رفضاً لتهجير الفلسطينيين ودعماً لأسطول الصمود العالمي الذي يبحر محملاً بالمساعدات الطبية والإنسانية. قادة المجتمع المدني في تونس شددوا على أن هذه التحركات مستمرة كجزء من مهمة تثقيف الرأي العام ونقل صوت غزة إلى المواطن التونسي، مؤكدين أن أي محاولة لاستهداف الأسطول تمثل مساساً بسيادة الدول المشاركة وشعوبها. التظاهرات التونسية تعكس خوفاً شعبياً من موجات نزوح جديدة وتضامناً عملياً مع جهود الإغاثة البحرية.
المغرب: قلق شعبي من سياسة التجويع
شارك آلاف المغاربة بمدينة طنجة في مسيرة حاشدة دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين"، رافضةً ما وصفه المشاركون بـ"الإبادة" والمطالبة بحماية أسطول الصمود. المسيرة عبرت عن قلق شعبي من سياسة التجويع الممنهجة بحق الفلسطينيين، وردّدت شعارات قوية ضد التطبيع. المتظاهرون طالبوا أيضاً بضغط رسمي على الحكومات الأوروبية لمنع أي مساس بالأسطول، واعتبروا أن حماية القوافل والمساعدات واجب إنساني ووطني. التحرك المغربي جاء بالتزامن مع انطلاق عشرات السفن من موانئ إسبانيا وإيطاليا ضمن أسطول الصمود، ما خلق رابطاً عملياً بين الاحتجاجات البرية والتحركات البحرية.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)
