
عربي
أثار خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نقاشا واسعا، بعدما وصف تغيّر المناخ بأنه "أكبر خدعة على الإطلاق" وانتقد الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن توربينات الرياح "باهظة التكلفة ولا تعمل بالكفاءة المطلوبة".
وبينما أثارت هذه التصريحات جدلا في الأوساط الدولية، تمضي عدة دول عربية في مسارات مغايرة، حيث تبنّت استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز الطاقات المتجددة وتحديد نسب وأهداف دقيقة تعكس توجهها نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمنها الاقتصادي والبيئي.
خدمة مصالح أميركا
وفي هذا الصدد قال الخبير الجزائري في الطاقة هارون عمر لـ "العربي الجديد" إن ما يقوله ترامب ليس بالضرورة صحيحا "ويتضح ذلك عند تحليل جزء من فترة حكمه"، مشيرا إلى أن السياسة عند ترامب هي تطبيق حرفي لفن الممكن، "والممكن الآن بالنسبة لأميركا في مجال الطاقة هو إجبار أوروبا على شراء النفط الأميركي" الذي وصل إنتاجها منه أكثر من 13.5 مليون برميل يوميا وإن إرتفعت تكلفته، مشيرا إلى أن أي تطوير لصناعة طاقة نظيفة يتعارض والهدف الأميركي.
وفي السياق ذاته قال رئيس مركز أوميغا للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية، المغربي سمير شوقي، في تصريحات للصحافة المحلية إن تصريحات ترامب كانت موجهة إلى الداخل الأميركي وبالضبط إلى أوليغارشيا النفط والغاز التي تشكل أكبر لوبي في البلاد، من أجل طمأنتهم، مشيرا إلى أن الرد على الرئيس الأميركي جاء سريعا من خلال إعلان الأمم المتحدة تنظيم مؤتمر عالمي لظاهرة الاحتباس الحراري بمشاركة 83 دولة، من بينها أكثر الدول إنتاجا للانبعاث الحراري.
وقال ترامب في خطابه إن التغير المناخي هو "أكبر خدعة" تم ارتكابها على العالم، ووصف التنبؤات التي قدمتها الأمم المتحدة والعديد من الجهات الأخرى بالخاطئة، ووصف من أصدروها "بالأشخاص الأغبياء الذين كلفوا بلدانهم ثروات ولم تمنح هذه البلدان أي فرصة للنجاح".
الواقع يعاكس ترامب
وفي هذا الصدد أشار هارون إلى أنه عندما تكون أولى خرجات ترامب عندما حكم أميركا هي الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، "فهنا الأمر واضح أن ترامب يطبق حرفيا في فن الممكن في مجال الطاقة" ومن ثم من الطبيعي أن يهاجم الطاقات المتجددة ويعتبرها غير مجدية، لإجبار أوروبا "على توقيع عقود طويلة الأجل مع النفط القادم من بلاد العم سام، وبعدها لن يكون مهتما كثيرا بمصير الطاقات المتجددة أو المناخ في العالم".
في حين أكد الخبير الطاقي المغربي عبد الصمد ملاوي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية أن الواقع الدولي يعاكس تصريحات ترامب، بعد أن أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الطاقات الشمسية والريحية أصبحت أرخص من الفحم والغاز بنسبة تفوق 70%، وهو ما يعكس التغير الكبير في كلفة إنتاج الكهرباء، "كما أن البنك الدولي شدد على أن كل دولار يُستثمر في الطاقات المتجددة يخلق ثلاثة أضعاف الوظائف مقارنة بالمصادر الأحفورية".
وكان ترامب قد دعا العالم والأوروبيين إلى الابتعاد عن ما وصفه بـ "الخدعة الخضراء، حتى لا تفشل دولهم". وهو الأسلوب الذي قال عنه هارون إنه ليس جديدا ويقوم على صناعة الهالات حول القضايا ودفع الجماهير إلى تصديق ذلك "في محاكاة لما جاء به غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير".
العرب والطاقات المتجددة
وقطعت الدول العربية أشواطا في الاستثمار في الطاقات المتجددة، فالإمارات حدّثت خطتها في عام 2023 برفع القدرة المركبة للطاقة المتجددة إلى 14 غيغاواط بحلول 2030 وزيادة نسبة البدائل إلى 30% بحلول 2031، مع التزام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050. وأعلنت السعودية عام 2021 مبادرة "السعودية الخضراء" التي تستهدف رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 50% من الكهرباء بحلول 2030، مع هدف للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2060.
دول شمال إفريقيا بدورها تولي اهتماما كبيرا للطاقات المتجدة، فالمغرب حدد هدفا بأن تبلغ حصة الطاقات المتجددة 52% من المزيج الكهربائي بحلول 2030، كما نشر في نهاية عام 2021 استراتيجيته طويلة الأمد التي تعهّد فيها برفع النسبة إلى 80% بحلول 2050.
ووضعت الجزائر برنامجا واسعا يهدف إلى تركيب 15 غيغاواط من الطاقات المتجددة بحلول 2035، مع هدف استراتيجي يتمثل في أن تمثل الكهرباء النظيفة 27% من المزيج بحلول 2035. في حين أعلنت تونس خطة للطاقة الشمسية تهدف من خلالها بلوغ 35% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030، والتطلع إلى رفع النسبة إلى 80% بحلول 2050. وفي مصر تم رفع الهدف في 2022 ليصل إلى 42% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030.

أخبار ذات صلة.

تراجع تملك الأجانب للعقارات في الأردن 13%
العربي الجديد
منذ 11 دقيقة

ما فوائد تناول الثوم وزيت السمك معاً؟
الشرق الأوسط
منذ 16 دقيقة