
عربي
صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته بأن الجيوش الغربية لا يمكنها الاستمرار في إسقاط المسيرات باستخدام صواريخ باهظة التكلفة، وأضاف روته في مقابلة مع شبكة تليفزيون بلومبيرغ، أمس الخميس، أن الحلف يتعلم سريعاً من أوكرانيا كيفية مواجهة المسيرات الروسية، وسوف يستخدم تقنيات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال روته: "لا يمكن استمرار إسقاط مسيرة تبلغ قيمتها ألفاً أو ألفي دولار باستخدام صاروخ تصل تكلفته إلى حوالي نصف مليون أو مليون دولار". ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الناتو يفتقر إلى المعدات اللازمة، أجاب: "على المدى القصير، نعم"، موضحاً أن الحلف يتعلم من الأوكرانيين ويطور سريعاً تقنيات سيتم نشرها خلال الأسابيع المقبلة. وذكر الأمين العام أن هذه الجهود تستهدف ضمان أن "تتوافر لدينا تقنيات اعتراض (المسيرات) إلى جانب الوسائل الأكثر تقليدية للتعامل معها".
وتشكل الطائرات المسيرة تحدياً لحلف شمال الأطلسي بعد تعرض دول في الحلف مؤخراً لسلسلة من الانتهاكات لمجالها الجوي بطائرات ومسيرات روسية، وأعلنت الدنمارك صباح الجمعة عن إغلاق أحد مطاراتها لفترة وجيزة بعد الاشتباه بتحليق طائرات مسيرة في حادثة هي الثالثة من نوعها هذا الأسبوع حيث أفادت كوبنهاغن برصد عدة مسيرات تحلق فوق عدد من المطارات في البلاد يومي الأربعاء والخميس الماضيين. كذلك تسبب رصد تحليق مسيرات في إغلاق مطار كوبنهاغن في وقت سابق هذا الأسبوع.
وكان الناتو أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري تصدي دفاعاته في بولندا لطائرات مسيرة اخترقت المجال الجوي البولندي، وطالبت بولندا الناتو، في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، تفعيل المادة الرابعة من ميثاقه التي تلحظ عقد مشاورات بين الأعضاء في حال تعرّض أحدهم للتهديد، وذلك عقب إعلانها أنّ مسيّرات روسية انتهكت مجالها الجوي.
وأحدثت الحرب الروسية على أوكرانيا ثورة في عالم صناعة الطائرات المسيرة، وصلت أخيراً إلى تطور نوعي تمثل بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى هذه الآلة الحربية غير المأهولة والفتاكة في آن واحد. وأصبحت الطائرات المسيرة تحتل الصدارة في الحرب، حيث يزداد اعتماد الطرفين عليها بسبب تكلفتها المنخفضة نسبياً وكذلك صعوبة التصدي لها، ويدور سباق تكنولوجي محموم بين البلدين لتطوير تقنيات جديدة لزيادة فعالية المسيرات وكذلك تطوير أساليب التصدي لها وإسقاطها في الآن ذاته.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)
