
عثر أهالي حي كرم الزيتون في مدينة حمص وسط سورية السبت، على رفات بشري في أحد الأبنية المدمرة خلال إزالة مالكيه الأنقاض بعد أن كانت قوات نظام بشار الأسد قد دمرت الحي بشكل شبه كلي عقب مجزرة ارتكبت فيه قبل تهجير سكانه. وأوضح الناشط الحقوقي تيسير الأحمد لـ"العربي الجديد" أن الرفات الذي عثر عليه في الحي يعود لأربع جثث، اكتشفت عند عودة أحد أهالي الحي بهدف إزالة الركام من منزله، مضيفًا "خلال عمليات الحفر عثر على عظام بشرية، ثم على جمجمة، ومع مواصلة الحفر عثر على جماجم أخرى".
واكتشف أهالي الحي وفق ما أكد الأحمد الرفات، وهو حي ارتكبت فيه عدة مجازر، أكثرها دموية مجزرة في منتصف مارس/ آذار من العام 2012، راح ضحيتها أكثر من 1400 قتيل خلال 8 ساعات، قتلوا باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة بما فيها الأسلحة البيضاء، وأشار الأحمد إلى أن العمل على توثيق المجزرة ما زال مستمرا حتى الوقت الحالي، لا سيما أنها من بين المجازر الدموية التي ارتكبت فيه من قبل مجموعات الدفاع الوطني ومجموعات طائفية.
من جانبه، أوضح مدير مركز البحث عن المفقودين والعدالة الانتقالية في الدفاع المدني، عبد القادر عبدو، لوكالة "سانا"، أن فرق الدفاع المدني اكتشفت بعد بلاغ من الأهالي، مقبرة جماعية تضم رفات ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية. وبحسب الوكالة، نقل الرفات إلى الطبابة الشرعية ومركز الاستعراف بهدف تحديد هويات الضحايا، مع الإشارة إلى أنهم من ضحايا مجازر نظام الأسد، حيث أوضح أحد سكان الحي للوكالة أن الحي شهد سابقا عمليات استخراج رفات شخصين أيضا في ظروف مشابهة.
وسبق أن بثت وزارة الداخلية السورية اعترافات لأحد المتورطين في إحدى المجازر المرتكبة في الحي، والذي قُبض عليه بعملية نوعية خلال محاولة الفرار خارج البلاد، كشف فيها تفاصيل حول عملية اقتحام الحي وتنفيذ عمليات قتل جماعي وإحراق المنازل، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 42 مدنيا. ولفت الأحمد إلى أن المجزرة التي شارك فيها المدعو حسن ضوا ارتكبت في كانون الثاني/ يناير من العام 2012، وهي مجزرة راح ضحيتها نحو 43 شخصا من أبناء الحي من بينهم أطفال ونساء. كما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في الأخرى، أن المجزرة التي ارتكبت في الحي خلال ثلاثة أيام راح ضحيتها 43 شخصا، خلال أيام 24 و25 و26 من شهر يناير/ كانون الثاني/ يناير، وجاءت ضمن سلسلة مجازر شهدتها مدينة حمص في تلك الفترة.
