
حذّرت منظمة العفو الدولية شرطة العاصمة في لندن من اعتقال المشاركين في احتجاج يوم السبت القادم دعماً لحركة "بالستاين أكشن"، مع إعلان مجموعة "دافعوا عن هيئة المحلفين" عن تسجيل المئات من الأشخاص للمشاركة في الوقفة. ومن المقرر تنظيم احتجاج دعمًا للحركة المحظورة بموجب قانون الإرهاب بسبب اقتحام قاعدة عسكرية احتجاجًا على دعم بريطانيا لإسرائيل، وذلك بعد ظهر يوم السبت في ساحة البرلمان بوسط لندن، وطلبت مجموعة الضغط "دافعوا عن هيئات المحلفين" من المشاركين، وهي الجهة المنظمة، رفع لافتات كُتب عليها: "أعارض الإبادة الجماعية، وأدعم بالستاين أكشن".
وفي رسالة وجّهتها ساشا ديشموك، الرئيسة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إلى مفوض شرطة العاصمة مارك رولي، قالت إن اعتقال المتظاهرين السلميين لمجرد تعبيرهم عن رأي مثل "أعارض الإبادة الجماعية، أدعم بالستاين أكشن"، يُعد انتهاكًا لالتزامات المملكة المتحدة الدولية بحماية الحق في حرية التعبير والتجمع.
وأضافت: "من هذا المنطلق، نحثكم على توجيه ضباطكم للامتثال لالتزامات المملكة المتحدة الدولية، والتصرف بضبط النفس في ردهم على أي احتجاجات من هذا القبيل، من خلال عدم اعتقال المتظاهرين الذين يحملون لافتات تعبّر عن معارضتهم للإبادة الجماعية ودعمهم بالستاين أكشن".
وصرّح القائد دومينيك مورفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، اليوم الخميس، قائلاً: "أنصح بشدة أي شخص يخطط لزيارة لندن في نهاية هذا الأسبوع لدعم بالستاين أكشن أن يفكر في العواقب الجنائية المحتملة لأفعاله"، وذلك في الوقت الذي وُجهت فيه أولى التهم لمواطنين بسبب إظهارهم الدعم للحركة المحظورة.
وسيمثل أمام المحكمة في 16 سبتمبر/أيلول امرأتان ورجل أُلقي القبض عليهم في وستمنستر بعد احتجاج في وسط لندن في 5 يوليو/تموز. وُجّهت إلى جيريمي شيبام (71 عامًا) من غرب ساسكس، وجوديت موراي (71 عامًا أيضًا) من ساري، وفيونا ماكلين (53 عامًا) من هاكني، شمال شرق لندن، تهم بإظهار الدعم لمنظمة محظورة بموجب المادة الـ13 من قانون الإرهاب لعام 2000. وأعلنت شرطة مكافحة الإرهاب، اليوم الخميس، أنه وُجهت تهم إلى عشرة أشخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة للاشتباه بارتكابهم جرائم بموجب قانون الإرهاب منذ حظر حركة "فلسطين أكشن".
ومنذ الحظر، اعتقلت الشرطة 221 شخصًا في جميع أنحاء بريطانيا، من بينهم شخص واحد بموجب المادة الـ11، المتعلقة بعضوية منظمة محظورة، و58 شخصًا بموجب المادة الـ12 (الدعوة إلى دعم منظمة محظورة أو التعبير عن دعمها بتهور أو ترتيب اجتماع لدعمها)، و162 شخصًا بموجب المادة الـ13 (ارتداء ملابس أو حمل مواد في الأماكن العامة تثير شكوكًا معقولة في انتمائهم إلى منظمة محظورة أو دعمهم لها، أو نشر صورة لمادة مثل علم أو شعار). وعلى الرغم من ذلك، لا يزال العديد من المواطنين البريطانيين يتحدون القانون ويمارسون العصيان المدني ضده.
ويأتي هذا الحراك بعد أن حظرت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، منظمة "بالستاين أكشن" الشهر الماضي، بعد أن تسبب نشطاء في أضرار تُقدّر بـ7 ملايين جنيه إسترليني لطائرات في قاعدة "بريز نورتون" العسكرية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أوكسفوردشاير.
وفي سياق متصل، نشر عشرات الكتّاب والأكاديميين والمثقفين حول العالم رسالةً مشتركة في صحيفة "ذا غارديان"، أمس الأربعاء، دعوا فيها الحكومة البريطانية إلى إلغاء الحظر المفروض على "بالستاين أكشن". وأشادت الرسالة بما وصفته بـ"حملة تحدٍّ جماعي متنامية" ضد الحظر، وبمئات الأشخاص الذين يُخاطرون بالتعرض للاعتقال بإعلان دعمهم لمنظمة "بالستاين أكشن" خلال احتجاج حاشد في لندن يوم السبت. كذلك أعرب الموقعون من كبرى المؤسسات الأكاديمية حول العالم عن "قلقهم البالغ" إزاء التأثير المحتمل للحظر على الجامعات في بريطانيا وخارجها.
وجاء في الرسالة: "بصفتنا باحثين متخصصين في قضايا العدالة والأخلاق، نعتقد أن حظر إيفيت كوبر الأخير لحركة بالستاين أكشن يمثل هجومًا على الحركة المؤيدة لفلسطين بأكملها، وعلى الحريات الأساسية للتعبير وتكوين الجمعيات والتجمع والاحتجاج". وتضيف الرسالة: "بينما يواجه مئات الأشخاص خطر الاعتقال مجددًا بانضمامهم إلى احتجاجات الشوارع في 9 أغسطس، وبينما يستعد الطلاب والمعلمون لبدء عام دراسي مضطرب آخر، فإننا نعرب عن تضامننا الكامل مع أولئك الذين يحشدون في حرم جامعاتهم أو في أماكن عملهم ومجتمعاتهم لوضع حد فوري للإبادة الجماعية المتصاعدة، وإنهاء أي تواطؤ بريطاني مع جرائم إسرائيل".
ومن بين الأسماء البارزة التي وقعت على الرسالة: أنجيلا ديفيس، المفكرة الأميركية والعضوة السابقة في حركة "الفهود السود"، ونعومي كلاين، الكاتبة الكندية اليهودية والأستاذة في جامعة كولومبيا البريطانية، وجوديث بتلر، الفيلسوفة النسوية الأميركية والأستاذة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، والفيلسوفان إتيان باليبار وريبيكا كوماي، والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه من جامعة إكستر، والأكاديمي البريطاني الإسرائيلي آفي شلايم من جامعة أكسفورد. ومن بين الموقعين الفلسطينيين: رشيد الخالدي، أستاذ إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا، وعبد الجواد عمر، أستاذ مساعد في الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، وحيدر عيد، أستاذ مشارك في أدب ما بعد الاستعمار في جامعة الأقصى في غزة. كذلك انضم إليهم المفكر السياسي مايكل هاردت من جامعة ديوك، وإيال وايزمان، المدير المؤسس البريطاني الإسرائيلي لمؤسسة "الهندسة المعمارية الجنائية" والأستاذ في جامعة جولدسميث في لندن.
وتأتي رسالتهم بعد أن وجهت 300 شخصية يهودية ذات ميول يسارية، من بينها المخرج مايك لي والكاتب مايكل روزن، رسالة في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، وصفوا فيها حظر "بالستاين أكشن" بأنه "غير شرعي وغير أخلاقي"، واتهموا الحكومة البريطانية بتقديم الدعم لإسرائيل.

أخبار ذات صلة.


