
أثار مدافع المنتخب البرازيلي ونادي يوفنتوس الإيطالي غليسون بريمر (28 عاماً)، تفاعلاً واسعاً بعد تصريحات لافتة تحدّث فيها عن احتمال انتقال مواطنه نيمار جونيور (33 عاماً)، إلى صفوف "البيانكونيري". ولم تمر هذه التصريحات مرور الكرام، إذ جاءت في توقيت حساس قبل انطلاق العد التنازلي لكأس العالم المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال الصيف المقبل، ما جعلها تُفسّر باعتبارها رسالة تحفيزية أو دعوة صريحة لإحياء مسيرة نيمار الأوروبية بما يليق بأحد أبرز نجوم الكرة البرازيلية.
وعبّر بريمر في حوار لصحيفة لا غازيتا ديلو سبورت الإيطالية، أمس الاثنين، عن رغبته في انضمام نيمار إلى صفوف يوفنتوس، على غرار انتقال الكرواتي لوكا مودريتش إلى ميلان، والبلجيكي كيفن دي بروين إلى نابولي، وجاء ذلك رداً على سؤال عما إذا كان ينصح مواطنه بإنهاء مسيرته في يوفنتوس، ليجيب مازحاً: "بالطبع، سيكون من الرائع وجود شخص مثله هنا". ورغم أنّ الرّد بدا عفوياً، فإنه أشعل أحلام جماهير فريق "السيدة العجوز"، وأطلق العنان لموجة من الشائعات التي سرعان ما تحولت إلى تحليلات وتوقعات جدية حول مدى واقعية هذه الفرضية في سوق الانتقالات.
وفي هذا الصدد، سلّطت الصحيفة الإيطالية الضوء على إمكانية انضمام نيمار إلى يوفنتوس، حيث تراه أكثر قابلية للتحقق من صفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، في عام 2018، التي شكلت سابقة للنادي، ففي ذلك الحين، وصل "الدون" إلى تورينو وهو في سن 33 عاماً، وهو العمر ذاته الذي يبلغه نيمار حالياً، كما أن كليهما وُلد في الخامس من فبراير/ شباط. وتحمل الفكرة التي طرحها بريمر أبعاداً تتجاوز العاطفة، خاصة من حيث توظيفه التكتيكي إلى جانب النجم التركي كنان يلديز، فضلاً عن القيمة الإعلامية الهائلة لاسم نيمار، الذي لا يزال يتمتع بجاذبية تسويقية عالمية نادرة.
وأضافت الصحيفة أنّ نيمار يظل مرتبطاً بأرقام قياسية ضخمة، سواء في سوق الانتقالات أو الرواتب التي يتقاضاها، ففي 2017، حقق انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو رقماً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم باعتباره أغلى صفقة حتى الآن، وبعد ذلك، انتقل إلى الهلال السعودي مقابل 90 مليون يورو، مع راتب سنوي ضخم يصل إلى 160 مليون يورو، ولكن مسيرته تعرّضت لانتكاسة بسبب سلسلة من الإصابات الخطيرة، أبرزها تمزق في الرباط الصليبي، ما أبعده عن الملاعب لمدة تزيد على 13 شهراً، وشارك في سبع مباريات فقط وسجل هدفاً وحيداً، وثم في يناير/ كانون الثاني الماضي، فسخ عقده مع الهلال بالتراضي، ليعود إلى نادي سانتوس البرازيلي باحثاً عن استعادة مستواه قبل انطلاق كأس العالم.
ولا يحصل نيمار في سانتوس على راتب مرتفع كما كان في السابق، لكنه استفاد من نظام جديد في التعاقدات، حيث أبرمت شركة إدارة حقوق صورته اتفاقاً خاصاً مع النادي البرازيلي يمنحه راتباً سنوياً مُعتدلاً يقارب مليوني يورو، لكنه في المقابل يحصل على نسبة كبيرة من عائدات الإعلانات المرتبطة باسمه، والتي تقترب من 100 مليون يورو، وهو نموذج مالي يعزز فرص عودته إلى أوروبا، لأنه يسمح للرعاة بالمساهمة بشكل أكبر في تغطية تكاليف الصفقة.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ يوفنتوس يمرّ بمرحلة انتقالية معقدة، حيث يركز المدير الرياضي داميان كومولي على بناء فريق متجدد، وتقليص عدد اللاعبين الذين لا يدخلون ضمن خطط المدرب الكرواتي إيغور تودور. ورغم أن نيمار ليس من الأولويات الملحة، إلا أن انضمامه قد يمثل إضافة قيمة للمشروع الجديد مقارنة بصفقة رونالدو، وخاصة أن شروط التعاقد مع النجم البرازيلي أكثر مرونة، بفضل دعم الرعاة، والراتب القابل للتفاوض، والامتيازات الضريبية التي تقدمها القوانين الإيطالية للاعبين الأجانب.
