
أعلن نادي فورتونا دوسلدورف الألماني، الناشط في دوري الدرجة الثانية، إلغاء صفقة لاعب إسرائيلي بعد نصرة جماهير الفريق لفلسطين والضحايا، إذ لن يتمكن اللاعب، شون فايسمان (29 عاماً)، من حمل ألوان هذا الفريق، رغم تقدم المفاوضات وتوصل جميع الأطراف إلى اتفاق يقضي بانتقاله قادماً من صفوف نادي غرناطة الإسباني.
وأفادت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، بأن جماهير نادي فورتونا دوسلدورف مارست ضغوطاً كبيرة لإلغاء صفقة التعاقد مع فايسمان، على خلفية تغريدات عدائية كان قد نشرها ضد سكان قطاع غزة. وعبّرت الجماهير عن رفضها لانضمام لاعب أظهر مواقف علنية مؤيدة للعدوان الإسرائيلي، الذي يواصل منذ عامين حرباً مدمّرة على القطاع، مستهدفاً المدنيين من دون استثناء، بمن فيهم الأطفال.
واعترف النادي الألماني بتعرّضه لضغط جماهيري كبير، وحاول في البداية الدفاع عن اللاعب الإسرائيلي رغم تغريداته الإجرامية، فنشر عبر منصة "إكس" تصريحات بدا فيها وكأنه يبرّئ فايسمان من الاتهامات. وكتب النادي: "لقد أبدينا اهتماماً كبيراً بشون فايسمان، لكننا قررنا في النهاية عدم التوقيع معه". وكان قد نشر في الليلة السابقة: "ما الذي يحدث هنا؟ نتلقى رسائل باستمرار هذا المساء. الحكم على شخص لا نعرفه استناداً إلى مقال في ويكيبيديا؟ هذا لا يتماشى حقاً مع من نكون". لكن تلك المواقف لم تُقنع الجماهير الغاضبة، التي واصلت ضغوطها حتى أُلغيت الصفقة.
واندلع الغضب الجماهيري، الاثنين، بعدما تداول عدد من مشجعي النادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من صفحة ويكيبيديا الخاصة باللاعب. وكشفت الصفحة عن منشور سابق لفايسمان، نشره على منصة "إكس" عقب السابع من أكتوبر 2023، تضمن خطاباً تحريضياً حاداً، قبل أن يُحذف لاحقاً، وجاء فيه "ما السبب المنطقي وراء عدم إلقاء 200 طن من القنابل على غزة حتى الآن؟"، وهو ما اعتبرته الجماهير دعوة مباشرة للعنف ضد المدنيين، وساهم في تصاعد الاحتجاجات الرافضة لانضمامه إلى الفريق.
ويُعدّ قرار نادي فورتونا دوسلدورف انتصاراً معنوياً للجماهير التي رفضت تطبيع الكراهية والتغاضي عن خطاب التحريض ضد الفلسطينيين، في وقتٍ تتواصل فيه معاناة الغزاويين تحت نيران العدوان. كما يوجّه هذا الموقف رسالة قوية إلى الأوساط الرياضية، مفادها أن الوعي الجماهيري بات لاعباً حاسماً لا يمكن تجاهله حين يتعلق الأمر بالقيم والعدالة.

أخبار ذات صلة.
