دخل نادي فيتيس أرنهيم الهولندي نفقاً مظلماً قد ينتهي بزواله، بعد أكثر من 133 عاماً من تأسيسه ووجوده في الدوريات الأوروبية، ليصبح أحد أعرق الأندية التي تواجه خطر الاختفاء التام من الساحة الرياضية. فقد أعلن الاتحاد الهولندي لكرة القدم سحب الرخصة الاحترافية للنادي، ما يعني استبعاده من كل المنافسات الرسمية، بعد أن رفضت لجنة الاستئناف الطعن المقدَّم من مجلس إدارته. 

ولم تنجح محاولات الإنقاذ التي أطلقتها إدارة نادي فيتيس خلال الأشهر الماضية، والتي ارتكزت على تحسين الشفافية المالية وتقديم خطة إعادة هيكلة، وفقاً لما نشرته مجلة ليكيب الفرنسية، أمس الجمعة، إذ رأت اللجنة المسؤولة عن دراسة الملف أنّ هذه الجهود لم تبلغ المستوى المطلوب، وأشارت إلى أن النادي أخفق في فتح حساب مصرفي فعال، وفشل في تعيين مدقق مالي معتمد، كما عجز عن تقديم ميزانية متوازنة تضمن استمراريته. 

وكان فيتيس هبط بالفعل إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، بعد خصم 39 نقطة من رصيده بسبب مخالفات إدارية ومالية، سبقتها عقوبة بخصم 18 نقطة أخرى، ما جعل وضعه أكثر هشاشة على الصعيدين الرياضي والمؤسساتي، ويعكس الصعوبات التي لم يتقبلها مشجعوه الأوفياء. وفي بيان رسمي، عبّر النادي عن "الحزن العميق" بسبب الوضع الذي يعيشه، مؤكداً أن القرار جاء قاسياً رغم العمل المكثف لإثبات الجدارة بالبقاء ضمن المنظومة الاحترافية. وقالت الإدارة إن النادي "محطَّم"، لكنها لم تفقد الأمل، إذ تعتزم اللجوء إلى القضاء المدني الهولندي في محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من تاريخه. 

ورغم الانهيار الإداري الحاد الذي يعيشه نادي فيتيس أرنهيم، يظل اسمه محفوراً في ذاكرة الكرة الهولندية بوصفه أحد أعرق أنديتها وأكثرها وجوداً في تاريخ اللعبة. فقد شكّل عبر عقود طويلة جسراً بين التقاليد الكروية العريقة والطموحات الحديثة، وكان شاهداً على تحولات كبرى في المشهد الرياضي المحلي. واليوم، في لحظة مفصلية من مصيره، تتعلق أنظار محبيه بالقضاء الهولندي.