
ارتفعت حصيلة الضربات الروسية صباح أمس الخميس على كييف إلى 26 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، و156 جريحاً، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم الجمعة. وغداة إعلان السلطات الأوكرانية أنّ القصف أوقع 16 قتيلاً، بينهم طفلان، قالت وزارة الداخلية في منشور على "تليغرام" إنّه "خلال ليلة أمس وصباح اليوم، انتشلت فرق الإنقاذ عشر جثث من تحت أنقاض المبنى السكني في منطقة سفياتوشينسكي، بينها جثة طفل يبلغ من العمر عامين"، مشيرة إلى أنّ القصف أوقع أيضاً 159 جريحاً، بينهم 16 طفلاً.
واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية، وقُتل رجل عمره 63 عاماً جراء قذيفة طاولت مبنى سكنياً في بلدة فيسيليانكا في منطقة زابوريجيا (شرقا)، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية المحلية إيفان فيدوروف على "تليغرام". وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس وكانت الأكثر دموية في العاصمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022.
إلى ذلك، أعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، اليوم الجمعة، عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جراء غارة روسية. وأفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، بأن الجيش الروسي شنّ سلسلة من الضربات على منطقة بيلا تسيركفا خلال الليل، مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق في مؤسسات مدنية ومنشآت صناعية بالمنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم.
وشارك أكثر من 100 من رجال الإنقاذ و34 وحدة من معدات خدمة الطوارئ الحكومية، بما في ذلك الروبوتات، في إزالة آثار الحريق. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو/ تموز، وحتى الساعة 04:10 في 1 أغسطس/ آب، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمّرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقاً لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأضاف البيان، أنه تم تدمير "31 مسيّرة على أراضي مقاطعة بيلغورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتين على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتين على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف".
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مشهد جديد" من القتل تسببت به موسكو، داعياً إلى "تغيير النظام" في روسيا. من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنّها "مثيرة للاشمئزاز"، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال ترامب للصحافيين إنّ "روسيا - أعتقد أنّ ما يفعلونه مثير للاشمئزاز. أعتقد أنّه مثير للاشمئزاز"، مضيفاً "سنفرض عقوبات. لا أعلم إن كانت العقوبات تزعجه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لكنّنا سنفرضها".
كما أعلن الرئيس الأميركي أنّ مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف الذي يزور إسرائيل حالياً، سيتوجّه إلى روسيا بعد انتهاء مهمّته في الشرق الأوسط. وسبق لويتكوف أن التقى مرات عدّة بالرئيس الروسي. وكان ترامب قد أمهل روسيا حتى نهاية الأسبوع المقبل لوقف القتال في أوكرانيا، وذلك تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها. ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا، وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات آلة الحرب الروسية. وانتقد ترامب الهند تحديداً، بسبب وارداتها من الهيدروكربونات والأسلحة الروسية.
وإثر عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، عبّر ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي، وحاول التقارب معه، وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن إلى كييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ ترامب أعرب منذ ذلك الحين عن "خيبة أمل" من بوتين الذي لم يوافق على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
