400 عائلة عراقية تغادر مخيم الهول بعد ترحيل 36 أخرى سوريّة
عربي
منذ 6 أيام
مشاركة

تستعدّ نحو 400 عائلة عراقية، اليوم الخميس، لمغادرة مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة شمال شرقي سورية والعودة إلى العراق، ضمن برنامج إعادة الرعايا العراقيين الذي تنفّذه الحكومة العراقية بالتنسيق مع "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتأتي هذه الخطوة بعد مغادرة 36 عائلة سورية مخيم الهول، أمس الأربعاء، متّجهة إلى مناطق سكنها الأصلية في حلب وريفها، إدلب، الرقة، الطبقة، وذلك ضمن سياسة تفريغ المخيم من السوريين، والتي أقرّتها "الإدارة الذاتية" في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، عقب سقوط نظام بشار الأسد. وتُعدّ هذه ثالث دفعة تُرحّل نحو الداخل السوري، والثانية التي تتّجه تحديداً نحو شمال غرب البلاد، وشملت عائلات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال شيخموس أحمد، الرئيس المشارك لمكتب اللاجئين والنازحين في "الإدارة الذاتية"، لـ"العربي الجديد"، إنّ دفعة جديدة من العائلات العراقية، تُقدّر بنحو 400 عائلة، ستغادر مخيم الهول اليوم، في إطار التنسيق الثلاثي بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش". وأشار إلى أنّ الرحلة السورية التي خرجت أمس ضمّت 127 شخصاً، توزّعوا على 36 عائلة، واصفاً إيّاها بـ"بادرة حسن نية" من "الإدارة الذاتية"، موضحاً أنّ العملية جرت برعاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبإشراف منظمات إنسانية.

وأضاف أحمد: "سيتمّ خلال الأيام المقبلة ترحيل دفعة جديدة إلى الداخل السوري، ونعمل على استمرار التنسيق مع الحكومة الانتقالية في دمشق لتسريع تفريغ المخيم". ولفت إلى أنّ التحديات التي تواجهها "الإدارة الذاتية" "تتعلق بغياب آلية واضحة للتنسيق مع الحكومة الانتقالية السورية، رغم زيارة وفد حكومي إلى المخيم وفتح نقاش حول سبل التعاون". وذكّر بأنّ آلاف السوريين الراغبين في العودة إلى مناطقهم يعانون غياب البنى التحتية والخدمات، و"هو ما يعقّد عملية العودة"، وفق قوله.

كما حذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية في المخيم، بسبب توقف الدعم المقدّم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى جانب انسحاب عدد من المنظمات الإنسانية العاملة في الهول، ما فاقم الأزمة الإنسانية، ولا سيّما في ما يتعلق بقطاعَي الصحة والمياه. وأوضح أحمد أنّ "الإدارة الذاتية، رغم التحديات، لا تزال تقدّم الخدمات الأساسية بالتعاون مع المنظمات المتبقية في مخيم الهول لكنها تواجه نقصاً حادّاً في الأدوية والمواد الطبية، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والحاجة إلى زيادة إمدادات مياه الشرب".

وأكد الرئيس المشارك لمكتب اللاجئين والنازحين أنّ "الإدارة الذاتية" ملتزمة منذ العام 2019 بواجباتها الإنسانية تجاه النازحين، خصوصاً في مخيم الهول، سواء من خلال تقديم الخدمات أو حماية العائلات من تهديدات خلايا تنظيم "داعش" داخل المخيم، مشدداً على أنّ "المجتمع الدولي مطالب بتحمّل مسؤولياته، ولا سيّما الدول التي توجد رعاياها داخل الهول، عبر تقديم الدعم المباشر للإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)".

كما دعا أحمد الحكومة الانتقالية في دمشق إلى ترتيب أوضاع السوريين، سواء الذين عادوا من دول الجوار أو أولئك الموجودين داخل المخيمات، ولا سيّما في شمال وشرق سورية، "حيث تعاني المنطقة من نقص في المواد الأساسية ودمار واسع في البنية التحتية، نتيجة الهجمات التركية"، وفق قوله. وشدد على ضرورة إيجاد آلية تنسيق مشتركة بين الطرفين لتسهيل عودة السوريين من المخيمات إلى مناطقهم.

في السياق، شوهدت مدرّعات أميركية، مساء الأربعاء، تتحرك من مدينة الحسكة باتجاه مخيم الهول، بالتزامن مع إخراج دفعة السوريين. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت "وحدات حماية الشعب" الكردية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، الأربعاء، تنفيذ عملية أمنية دقيقة داخل المخيم، أسفرت عن تفكيك خلية تابعة لتنظيم "داعش". وأوضحت، في بيان، أنّ وحدة العمليات العسكرية (TOL) التابعة لـ"قسد"، وبدعم من التحالف الدولي، نفّذت العملية بتاريخ 28 يوليو/ تموز 2025، وتمكنت من إلقاء القبض على عنصرَين من التنظيم، كانا مسؤولين عن أنشطة أمنية داخل المخيم. ووفق البيان، فإنّ العنصرين ينتميان إلى البنية القيادية للتنظيم، وقد شاركا سابقاً في عملياتٍ في العراق وسورية، وواصلا نشاطهما في المخيم بهدف الحفاظ على نفوذ تنظيم "داعش".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية