
انتقدت منظمات دولية إسقاط المساعدات عبر الجو لقطاع غزة الفلسطيني المحاصر، الذي يعاني أزمة تجويع منذ شهور. وقالت يوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي في برلين، اليوم الثلاثاء، إنّ "القرار الأخير لمجلس الوزراء الأمني المصغّر في إسرائيل بإنشاء جسر جوي إلى غزة ليس أكثر من لفتة رمزية"، لافتة إلى أن استخدام "مصطلح كبير مثل الجسر الجوي الكبير هدفه إخفاء حقيقة أن الحكومة (الإسرائيلية) لا تزال لا تفعل ما هو ضروري".
وكان الجيش الألماني قد أرسل طائرتَي نقل من طراز "إيه 400 إم" إلى الأردن، ومن هناك يُخطط لإسقاط المساعدات من الجو فوق قطاع غزة في القريب العاجل. وتستخدم إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة هذا الأسلوب منذ يوم الأحد الماضي. وفي السياق ذاته، قال رياض عثمان، المختصّ بشؤون الشرق الأوسط في منظمة "ميديكو إنترناشيونال": "أرى أن هذا بالدرجة الأولى حملة دعائية لصورة الحكومة. بالنسبة لي، لا يعدو كونه محاولة لحفظ ماء الوجه من جانب الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف عثمان: "ولا ينبغي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أن تدعم ذلك، بل عليها أن تسعى لتقديم مساعدات إنسانية عقلانية وملائمة للاحتياجات، ومسترشدة بالمعايير الدولية"، وأردف: "وهذا لا يجري عبر جسر جوي، بل من خلال إيصال المساعدات عبر الطرق البرية"، مشدداً على أنه إذا كان قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً، فلن يكون الجسر الجوي قادراً على تلبية هذا الاحتياج، "حتى لو توفر أسطول كامل من الطائرات لهذا الغرض".
وأشار عثمان إلى أن المساعدات الجوية غير دقيقة، ومكلفة، وبطيئة، وأضاف محذراً: "لكن الأهم من ذلك، أنها قد تشكل خطراً على حياة السكان في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة"، وأكد أن ذلك قد شوهد مراراً في السابق، "إذ قُتل أشخاص بسبب سقوط الحاويات عليهم، أو غرقوا أثناء محاولتهم التقاط المساعدات من البحر المتوسط".
ووصف خبير الشرق الأوسط قرار عدم فتح المعابر البرية بالقدر الكافي بأنه "أمر غير مفهوم على الإطلاق"، وتساءل: "كيف لا يمكن الضغط على حكومة دولة صديقة بهذا القرب، التي استمرّت في الحرب والإبادة الجماعية بدعم كبير من الولايات المتحدة وألمانيا، لفتح المعابر البرية نحو غزة بشكل كافٍ؟".
من جهتها، قالت دوخرو: "يجب على ألمانيا أن تفي أخيراً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه يتعيّن عليها أن تسعى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وأن توقف تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وأن تُسمّي جرائم الحرب باسمها، وأن تنهي انحيازها أحادي الجانب، واختتمت تصريحاتها بالقول: "إذا واصلت ألمانيا تزويد دولة ترتكب إبادة جماعية بالأسلحة، فإنها تُعد شريكة في الجريمة".
(أسوشييتد برس)
