
أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، اليوم الاثنين، تسجيل هجوم جديد بطائرتين مسيرتين في أربيل، عاصمة الإقليم، وسط تحذيرات من استمرار تلك الهجمات. ووفقاً لبيان لجهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، فإن "طائرة مسيّرة مفخخة سقطت عند الخامسة و50 دقيقة من فجر اليوم الاثنين في ناحية رزكاري التابعة لقضاء خبات بمحافظة أربيل، دون تسجيل أي خسائر بشرية".
من جهتها، نقلت محطات إخبارية كردية محلية عن مصادر أمنية "سقوط طائرة ثانية بالتزامن مع الأولى، في قرية كوَسور، من دون أن توقع أضراراً أو خسائر". وحذر ضابط برتبة نقيب، بقوات البيشمركة، فضل عدم كشف اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، من خطورة عدم وضع حد لتلك الهجمات، ما قد يضع أمن الإقليم في دائرة الخطر، مبينا أن "الهجمات تحمل بصمات الفصائل المسلحة، وهي خطيرة للغاية وتستهدف أمن الإقليم واقتصاده".
وشدد على أن "عمليات الاستهداف منظمة وتتصاعد بشكل خطير، وأن عدم كشف نتائج التحقيقات بشأن الجهات المنفذة سيكون خطيراً، ويدفع تلك الجهات الى تصعيد هجماتها، ما قد يؤثر على أمن الإقليم واستقراره"، مشيراً الى أن "الجهات المنفذة تعمل بأجندات خاصة تريد أن تستهدف استقرار الإقليم وموارده". وتعرّض إقليم كردستان الى أكثر من 20 هجوماً بطائرات مسيرة خلال الشهر الحالي، استهدف معظمها حقولاً نفطية ومنشآت حيوية، وقد أكد مسؤولون كرد أن الهجمات كلفت الإقليم خسارة بما يقارب 200 ألف برميل من إنتاج النفط.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في 18 يوليو/تموز الجاري، نتائج التحقيق بهجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، وخلّفت أضراراً اقتصادية واسعة، إلا أنها لم تكشف عن الجهات المتورطة بتنفيذها. وجاء في التحقيق أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق.
وفي وقت سابق، حذر مسؤولون عراقيون من استمرار الاستخدام غير المنضبط للطائرات المسيرة (الدرون) في البلاد، مؤكدين أن البلاد تحولت إلى "سوق مفتوحة" لتلك الطائرات التي تدخل من دون رقابة وضوابط أمنية، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً يمس الأمن، خاصة بعد تسجيل هجمات مؤثرة على منشآت حيوية في البلاد.
وبدأت تلك الهجمات بالتزامن مع وقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي واجهت فيها الحكومة العراقية اختباراً محرجاً بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي أجواء البلاد. وكشفت الحرب خللاً واضحاً بمنظومة الدفاع الجوي العراقية وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما وجهت أطراف سياسية وشعبية في البلاد انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الشأن.

أخبار ذات صلة.
