الحرّ يضرب الجزيرة السورية: شلل عام واحتجاجات صامتة
عربي
منذ 11 ساعة
مشاركة

تعيش مدن الجزيرة السورية، الواقعة شمال شرقي سورية، منذ أيام على وقع موجة حرّ غير مسبوقة، بلغت خلالها درجات الحرارة قرابة 50 درجة مئوية في الظل، ما أدى إلى شبه شلل في الحياة العامة، مع إغلاق الأسواق والمحال التجارية، وتزايد حالات الإصابة بضربات الشمس، وسط غياب الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه.
وفي خطوة لاحتواء تداعيات موجة الحر، أعلنت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية عطلة رسمية في جميع المؤسسات التابعة لها لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من الأحد 27 تموز/ يوليو وحتى الثلاثاء 29 منه. واستثنى القرار الدوائر ذات الطابع الخدمي مثل القطاع الصحي والطوارئ والأمن، داعياً جميع الجهات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الموظفين والمواطنين.

غضب صامت في الجزيرة السورية

تعكس شهادات الأهالي حالة من السخط المكتوم واليأس من الواقع الخدمي والمعيشي. تقول المحامية ندى موسى، المقيمة في القامشلي، لـ"العربي الجديد": لم نعد نحتمل العيش في ظلّ هذه الظروف القاسية دون كهرباء ودون ماء. جاءت موجة الحرّ لتزيد الأمور سوءاً. القامشلي أشبه بمخيّم نازحين بلا خدمات، ميسورو الحال يشترون منظومات طاقة شمسية، بينما الفقراء ومحدودو الدخل، وهم الأغلبية، لا حول لهم ولا قوة".

أما المدرّس مهند محمد، فيصف يومياته مع ارتفاع درجات الحرارة قائلاً لـ"العربي الجديد": "أقضي أغلب الوقت في المقاهي هرباً من أجواء المنزل الخانقة. الكهرباء النظامية مقطوعة منذ سنوات، ولا أملك القدرة على شراء منظومة طاقة شمسية. نضطر إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج الخاصة بأسعار مرتفعة، ونادراً ما يُضخّ الماء في الحي. أرسل أطفالي إلى منزل والدي الذي يستخدم مولدة كهرباء خاصة".
 في مدينة الحسكة، تحدث الطبيب سعيد أمين لـ"العربي الجديد" عن ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المرتبطة بالحرارة، قائلاً: "استقبلت المشافي والعيادات العامة والخاصة عشرات الإصابات بضربات شمس أو أعراض حرارة مرتفعة، خاصة بين الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة"، وحذر من أعراض قد تتحول إلى خطرة، مثل الدوخة، والغثيان، وتشنج العضلات، وجفاف الجلد، وتسارع ضربات القلب، وصولاً إلى فقدان الوعي، مشدداً على أن استمرار التعرض للحرارة الشديدة بدون وقاية يشكل خطراً كبيراً على الحياة.

ويوصى الطبيب أمين بمجموعة من الإرشادات الوقائية لتقليل آثار موجة الحرّ، موضحاً، أن أولها يبدأ بتجنّب الخروج من المنزل إلّا للضرورة القصوى، والبقاء في أماكن باردة أو مكيّفة، وشرب كميات كافية من المياه لتعويض الجفاف ونقص الأملاح، وتجنب المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة، وعدم ترك الأطفال داخل السيارات في الطقس الحار، والابتعاد عن الوجبات الثقيلة التي ترفع حرارة الجسم، مبيناً أنه عند الشعور بالإجهاد الحراري أو تقلصات الحرارة، يجب تبريد الجسم فوراً، عبر كمادات باردة أو الجلوس في مكان مكيف أو مظلل، وخلع الملابس الزائدة.
 

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية