لم تكد تمر سوى أيام قليلة على تصريحات مدافع الجزائر المحترف في نادي غانغون الفرنسي، صهيب ناير (23 عاماً)، التي عبّر فيها عن رغبته في الرد على من وصفوه بـ"اللاعب الزجاجي"، حتى عاد شبح الإصابات ليُطارده مُجدداً، ويُجهض أحلامه في حجز مكان أساسي ضمن مشروع منتخب الجزائر مع المدرب البوسني، فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، قبل دخول المنعرج الحاسم والخاص بـالتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 التي ستستأنف في سبتمبر/ أيلول المقبل بمباراتين ضد بوتسوانا وغينيا. 

وكشفت صحيفة "لو تليغرام" الفرنسية، أمس الجمعة، عن تعرّض مدافع الجزائر لكرة القدم، صهيب ناير، لإصابة قوية خلال حصة تدريبية أجريت يوم 22 يوليو/ تموز الحالي، تم تشخيصها لاحقاً على أنها تمزق في أربطة الكاحل، مما سيبعده عن الملاعب لمدة تتراوح بين ثمانية أسابيع و12 أسبوعاً، كما سيغيب عن فريقه غانغون عند انطلاقة دوري الدرجة الثانية الفرنسي، كما تأكد غيابه عن مباراتي منتخب بلاده خلال فترة التوقف الدولي المقرر في سبتمبر. 

ويُعد غياب ناير ضربة موجعة للمدرب بيتكوفيتش، الذي كان يُراهن كثيراً على هذا المدافع الشاب لتعزيز الخط الخلفي لـ"محاربي الصحراء"، خاصة في ظل تراجع مستوى بعض الأسماء الأساسية، وعلى رأسها مدافع ليل الفرنسي عيسى ماندي (33 عاماً)، فضلاً عن نقص الخيارات الدفاعية، سواء في الدوري المحلي أو البطولات الخارجية، وهذا ما بدا واضحاً في مباريات "الخُضر" الماضية. 

وأفاد مصدر في الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، "العربي الجديد"، بأنّ الجهاز الفني كان يُخطّط لمنح صهيب ناير فرصة المشاركة أساسياً خلال مواجهتي الجولتين السابعة والثامنة من تصفيات كأس العالم 2026، المقررتين في بداية سبتمبر المقبل، حيث سيواجه "الخضر" منتخب بوتسوانا يوم الرابع منه على استاد حسين آيت أحمد في مدينة تيزي وزو، ثم منتخب غينيا يوم الثامن من الشهر نفسه في مدينة الدار البيضاء المغربية، ضمن مباريات مصيرية قد تحدد معالم المتأهل للعرس العالمي المقرر الصيف المقبل في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

وكان ناير قد أبدى حماسه الكبير للعودة إلى صفوف المنتخب الجزائري، بعد غيابه عن المعسكر الأخير ومباراتي رواندا والسويد الوديتين بسبب إصابة سابقة، إذ قال في حوار مطول مع مجلة "أونز مونديال" الفرنسية، نشر قبل أيام قليلة: "دعوتي للمنتخب الوطني هي اعتراف من المدرب بيتكوفيتش بقدراتي. مررت بفترات صعبة بسبب الإصابات، لكنني لم أستسلم، وأتمنى أن أبلغ أعلى المستويات مع منتخب بلادي". 

وسبق للاعب أن كشف عن معاناته الطويلة مع الإصابات خلال تجربته في نادي تولوز، حيث تعرّض لإصابتين خطيرتين في أسفل الظهر ثم كسر في مشط القدم، وهو ما جعله يواجه وصف اللاعب "الزجاجي" وغير الموثوق بدنياً. ورغم تألقه الموسم الماضي مع غانغون، وفرض نفسه عنصراً أساسياً في الدفاع، إلا أن لعنة الإصابات أبت إلا أن تُعيده مجدداً إلى نقطة الصفر.