"كتائب حزب الله" العراقية تُحذّر من تسويف ملف إخراج القوات الأميركية
عربي
منذ أسبوع
مشاركة

وجّهت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق، تحذيراً لحكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مما وصفته بـ"مغبة عدم الالتزام بموعد إخراج القوات الأميركية"، من البلاد في الموعد المحدد، مذكرة الحكومة بأنّ الموعد المتفق عليه لم يتبق منه سوى شهرين فقط، الأمر الذي يؤشر إلى مرحلة من التوتر المتصاعد بين الحكومة والفصائل بشأن الانسحاب. يأتي ذلك بعد يومين فقط من اجتماع السوداني، بقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، الذي تجاهل أي ذكر لملف انسحاب القوات الأميركية، وسط جدل متصاعد في العراق بخصوص التطورات التي تشهدها المنطقة منذ أشهر عديدة ما قد يدفع إلى إرجاء هذا الاستحقاق.

ووفقا لبيان أصدرته الجماعة ليل أمس الأربعاء، فإن "اتفاق المقاومة الإسلامية في العراق مع رئيس الوزراء بخصوص انسحاب الأعداء الأميركان من العراق لم يتبقَ عليه سوى شهرين"، مضيفاً: "لم نلحظ إلى حد الآن تغييراً على وضع هذه القوات المحتلة". وشدد البيان: "يجب أن يلتزم (رئيس الوزراء) بما اتفقنا عليه من إخراجهم أولاً من قيادة العمليات المشتركة، والمطار، وعين الأسد، (معسكر قرب مطار بغداد، وقاعدة عين الأسد بالأنبار) وسحب طيرانهم بكل أنواعه من سماء العراق". وتابع البيان: "أعطيناه فرصة كافية وزيادة، ويجب الالتزام بها، وإلا سيكون لنا رأي آخر".

وكانت الفصائل العراقية قد التزمت بعدم استهداف القواعد والمصالح الأميركية في العراق، منذ نحو عام كامل، مقابل عدم استهداف مقارها من قبل القوات الأميركية وتحديد موعد لانسحاب تلك القوات من البلاد. الحكومة العراقية التي تلتزم جانب الصمت إزاء الملف لم يصدر عنها أي تعليق على تهديد الفصيل المسلح على الفور، إلا أن نائبا في البرلمان العراقي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الفصائل تخشى من تأثير التطورات الحاصلة في المنطقة على الملف ما يدفع إلى إرجاء هذا الاستحقاق"، لذا ووفقا للنائب ذاته، فإن التصريح "يمثل رسائل تريد الفصائل إرسالها لواشنطن، مفادها أن أي محاولة للبقاء في العراق ستكلفها استهدافات وضربات جديدة، كما يوجه رسالة الى الحكومة العراقية بأن أي تساهل بشأن الملف مرفوض وعليها أن تتحمل مسؤوليته".

في السياق ذاته، أصدرت جماعة "النجباء"، بيانا اعتبرت فيه تصريحات وزبر الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بشأن تشريع قانون لـ"الحشد الشعبي"، بأنها "تدخل سافر"، ودعت الحكومة إلى "رفض التصرف الوقح"، معتبرة أنه "دليل على أحقية المقاومة وضرورة استمرارها لأجل حفظ العراق من الانتهاكات في جميع المجالات".

ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وبغداد، في سبتمبر/أيلول العام الماضي، بإنهاء مهام التحالف الدولي العسكرية في العراق، بغضون 12 شهراً، ووفقاً لآلية يتفق عليها الطرفان في هذا الإطار، على أن يبدأ التنفيذ في سبتمبر 2025، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية المتعلقة بمهام التحالف الذي تقوده واشنطن داخل الأراضي السورية. وأكد السوداني خلال مقابلة مع "بلومبيرغ"، في سبتمبر الماضي، أن "بلاده تتهيأ لإعلان موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق"، مبيناً أن "مبرّرات وجود التحالف الدولي انتهت، وأن العراق قد تحوّل من مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار، ولم يعد داعش يمثل تهديداً للدولة".

وخلال عامَي 2023 و2024 ضغطت القوى السياسية والفصائل العراقية التي تُصنف على أنها قريبة أو مدعومة من إيران، على السوداني لأجل تأكيد خروج الأميركيين وإنهاء دور التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وضمن جدول زمني مُعلن، لكن وتيرة هذه المطالبات تراجعت كثيراً خلال الفترة الماضية، إن لم تكن قد تلاشت. ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول 2014. ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي. وليست كلّ هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية