
توعدت تايلاند جارتها كمبوديا باتخاذ إجراء قانوني ضدّها، متهمة إياها بارتكاب جرائم خطيرة، بعد أسبوع من اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار. وأكد القائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند فومتام ويتشاياتشاي أن مجلس الوزراء أصدر تعليمات للهيئات المعنية برفع دعاوى مدنية وجنائية على حد سواء ضد كمبوديا لارتكابها جرائم خطرة، غير أنه أوضح أن ذلك لن يشمل رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، حسب صحيفة ذا نيشن التايلاندية اليوم الأربعاء.
وسيقوم مجلس الأمن القومي وإدارة المعاهدات والشؤون القانونية ومجلس الدولة باستكشاف السبل القانونية المتاحة لطلب تعويضات من كمبوديا. وبسؤاله عن الاجتماع الحالي للجنة الحدود العامة في ماليزيا، أشار فومتام إلى أن المناقشات ما زالت جارية، ولم يتم التوصل إلى نتيجة بعد. ولم يستطع التأكيد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق بحلول غد الخميس.
وكان مسؤولون من تايلاند وكمبوديا قد التقوا في ماليزيا يوم الاثنين الماضي في إطار الجولة الأولى من محادثات اللجنة الحدودية منذ أن تم التوسط في إنهاء الاشتباكات الحدودية المسلحة الأخيرة التي أودت بحياة العشرات وأسفرت عن نزوح أكثر من 260 ألف شخص. وكان من المقرر في البداية أن تستضيف كمبوديا اجتماعات اللجنة الحدودية العامة التي تستمر أربعة أيام، ولكن الجانبين وافقا لاحقا على موقع محايد في ماليزيا، وهي رئيس الدورة الحالية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا، التي توسطت في وقف الأعمال العدائية الشهر الماضي.
وجاء وقف إطلاق النار في 28 يوليو/تموز عقب ضغوط اقتصادية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حذر الدولتين المتحاربتين من أن الولايات المتحدة لن تبرم اتفاقيات تجارية معهما إذا استمر القتال. وخفضت واشنطن الرسوم الجمركية على السلع القادمة من البلدين من 36% إلى 19% في الأول من أغسطس/آب عقب الهدنة.
كمبوديا: استمرار الهدوء على الحدود مع تايلاند
إلى ذلك، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الوطني في كمبوديا مالي سوتشيتا، في عرضها للمستجدات بشأن الصراع مع تايلاند خلال مؤتمر صحافي عقدته صباح اليوم الأربعاء، أن الوضع على الحدود بين كمبوديا وتايلاند ما زال هادئا هذا الصباح. وأضافت أنه على الرغم من أن الوضع على الحدود بشكل عام مستقر، إلا أن منطقة آن سيس (الحدودية) ما زالت تحت مراقبة وثيقة من قبل القوات الكمبودية، في أعقاب انسحاب المعسكرات التايلاندية من المنطقة، حسب صحيفة خمير تايمز الكمبودية، وأوضحت في هذا السياق أن "منطقة آن سيس الحدودية تخضع حاليا لمراقبة مشددة من قبل القوات الكمبودية لتعزيز تنفيذ روح وقف إطلاق النار الذي تلتزم به كمبوديا بشكل صارم".
وأكدت مجددا على الشروط الأربعة الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين التايلاندي والكمبودي، وهي وقف الأعمال العدائية وعدم تحرك القوات أو التعزيزات، وأن تبقى القوات من كلا الجانبين في مواقعها الحالية، وإنشاء فرق اتصال مشترك للاتصال والتنسيق، وقالت إن الحكومة الملكية الكمبودية إلى جانب القوات المسلحة تلتزم بشكل كامل باحترام وتنفيذ وقف إطلاق النار بنية حسنة وعزم لا يتزعزع.
وشهدت أسوأ معركة بين الجارتين في جنوب شرقي آسيا منذ أكثر من عشرة أعوام تبادلاً لنيران المدفعية وغارات لطائرات مقاتلة، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً على الأقل، ونزوح أكثر من 300 ألف شخص على جانبي الحدود. وقالت السلطات في الدولتين إنه من المقرر أن يعقد وزيرا دفاع البلدين اجتماعاً للجنة الحدود العامة لبحث كيفية الحفاظ على وقف إطلاق النار. وسيحضر الاجتماع الذي سيعقد يوم الخميس ممثلون عن الولايات المتحدة والصين وماليزيا.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
