قافلة مساعدات تدخل إلى مدينة السويداء وسط أزمة إنسانية خانقة
عربي
منذ أسبوع
مشاركة

وسط الأزمة الإنسانية التي يعيشها السوريون في محافظة السويداء جنوبي البلاد، على خلفية الحوادث الدامية الأخيرة، دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة السويداء اليوم الأربعاء. ووفقاً لما أفادت به الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، فإنّ القافلة تحمل نحو 66 طنّاً من الطحين، بالإضافة إلى أربعة آلاف سلّة غذائية و10 آلاف عبوة مياه وصهاريج وقود. من جهته، أوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنّ القافلة تتألّف من 20 مركبة، تحمل مواد طبية وإسعافية.

ولفت المصدر نفسه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه من المقرّر خروج دفعة جديدة من عائلات عشائر البدو من محافظة السويداء إلى محافظة درعا الجنوبية، ويقدّر عدد الأشخاص المتوقّع إجلاؤهم بنحو 300 شخص.

وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات قد زارت مراكز إيواء نازحين من السويداء في ريف درعا، والتقت عدداً من هؤلاء واستمعت إلى قصصهم، وفقاً لما نقلته محافظة درعا على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك". وأشارت قبوات إلى أنّ وزارتها تتابع باهتمام كبير أوضاع النازحين، وأنّ ثمّة خططاً لتأمين مزيد من الدعم وتحسين ظروف الإقامة المؤقتة، موضحةً أنّ "الحكومة تسعى إلى إيجاد حلول تضمن كرامة العائلات المتضرّرة". وأكدت أنّ "الحكومة تعمل ليلاً ونهاراً لضمان عودة الأهالي إلى مناطقهم عند توفّر الظروف الآمنة والمناسبة" لذلك.

قافلة مساعدات أردنية إلى الجنوب السوري 

في سياق متصل، أفاد مراسل "العربي الجديد" في الأردن بأنّ الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية سيّرت قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى جنوبي سورية، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية، لتقديم دعم للمتضرّرين من الحوادث الدامية الأخيرة. وبحسب بيان صادر عن الهيئة اليوم، لقد أتت هذه القافلة بعد ساعات من إرسال مساعدات أردنية إلى قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية مدمّرة.

وقال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي إنّ التنسيق جرى مع الحكومة السورية لإدخال المساعدات عبر مركز جابر/نصيب الحدودي، تمهيداً لنقلها من خلال جمعية الهلال الأحمر العربي السوري إلى الأهالي وتوزيعها على مستحقّيها. وبيّن الشبلي أنّ القافلة تتألّف من عشر شاحنات انطلقت بعد تحميلها من مستودعات الهيئة بالمواد اللازمة من الأغذية، خصوصاً الطحين، وبالأدوية والمواد والمستلزمات الطبية.

انهيار الخدمات في السويداء

من جهة أخرى، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير أصدرته مساء أمس الثلاثاء، بأنّ منظومة الخدمات الأساسية في محافظة السويداء في حالة انهيار خطر، مبيّنةً أنّ ما حدث "أدّى إلى انتهاك مباشر لحقوق السكان في الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية"، وقد "خلّف آثاراً إنسانية فادحة على حياة المدنيين". وذكرت أنّ آلاف المدنيين يعيشون وسط أوضاع إنسانية كارثية، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السنّ، وسط غياب شبه تام للاستجابة الإنسانية، مع إفادات عن وجود جثث مدنيين في الشوارع لم تُرفَع بعد.

وأوضحت الشبكة، في التقرير نفسه، أنّ محافظة السويداء تعاني من "انقطاع شبه كامل في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات منذ أكثر من ستّة أيام متواصلة، إلى جانب ضعف شديد في خدمة الإنترنت، ما أدّى إلى عزلة معلوماتية حرمت السكان من التواصل وطلب المساعدة". إلى جانب ذلك، توقّفت الأفران والمحال التجارية بمعظمها عن العمل، الأمر الذي أجبر الأهالي على الاعتماد على مؤنٍ منزلية محدودة، في ظلّ غياب بدائل لتأمين الغذاء. ووثّقت الشبكة في تقريرها "نقصاً حاداً في المواد الغذائية ومياه الشرب، إلى جانب تسجيل حوادث نهب وتخريب استهدفت متاجر وأسواقاً رئيسة، ما زاد من هشاشة الأمن الغذائي للسكان".

وفي ما يتعلّق بالقطاع الصحي، بيّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ المستشفى الوطني بمدينة السويداء "خرج عن الخدمة بشكل كامل، بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية"، الأمر الذي أدّى إلى "توقف جلسات غسل الكلى" و"عدم تقديم العلاج للحالات المزمنة والطارئة". وتابعت الشبكة أنّها وثّقت تحلّل جثث في هذا المستشفى، إذ "لا إمكانية للتعامل معها، نتيجة تعطّل وحدات التبريد وغياب وسائل النقل اللازمة". أمّا مستشفى صلخد في محافظة السويداء فهو يعمل في الوقت الراهن "بطاقته الدنيا"، بحسب ما أفادت الشبكة في تقريرها، وذلك "وسط تهديد فعلي بالتوقّف عن تقديم الخدمات، في ظلّ نقص الكوادر الطبية والمستلزمات"، وهو أمر "ينذر بانهيار شامل للرعاية الصحية على مستوى المحافظة".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية