
يرسم الفنان الجزائري أبو الحق أبينا وجوه الفلسطينيين الذين استُشهدوا في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، ليجعلهم مرئيين للعالم. وانضم إلى مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس يوم 5 يوليو/تموز للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة. طوال المظاهرة حمل لوحتين، إحداهما تصوّر العدوان الإسرائيلي على غزة والأخرى للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي استُشهدت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في 29 يناير/كانون الثاني 2024.
وفي اللوحة الأولى أدرج شخصيات مختلفة مثل طبيب من غزة، وصحافي، وأم تحمل طفلها بين ذراعيها، كما أدرج رموزاً قوية مثل شخصية حنظلة الكرتونية، والمفتاح الذي يرمز إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وغصن الزيتون الذي يمثل السلام، ودفتر مدرسي يرمز إلى "البراءة التي قُتلت في غزة". وفي اللوحة الثانية رسم هند رجب، ويقول عنها أبينا: "أردت أن أمثل تلك اللحظات من خلال الفن لأن هذه الطفلة الصغيرة تمثل جميع الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا ولم تظهر أسماؤهم ووجوههم أبداً في وسائل الإعلام الأوروبية".
أبو الحق أبينا يخلّد وجوه الضحايا
تنقل وكالة أنباء الأناضول عن أبو الحق أبينا أن رسم كل لوحة استغرق نحو 65 ساعة، وقد رسمها حتى لا يُنسى الأطفال الذين استُشهدوا في الإبادة الجماعية في غزة، وحتى تبقى صورتهم على الأقل. ويوضح: "أردت أن أصنع هذه الأعمال لأقول إن فلسطين موجودة، وسواء أعجبهم ذلك أم لا، فستظل موجودة".
واتهم أبينا الحكومات الأجنبية ووسائل الإعلام بالتواطؤ المباشر أو غير المباشر في الإبادة الجماعية في غزة. وقال: "ما يحدث هو إبادة جماعية. والأسوأ من ذلك هو أن دولاً عدة تتعاون في ذلك". وأضاف: "بينما يظهر الإسرائيليون كأشخاص يستمتعون بوجباتهم ويذهبون إلى السينما ويحبون الحضارات العظيمة، يُصوَّر الفلسطينيون، الذين سُلبت أراضيهم، على أنهم بربريون". ورداً على هذه الرواية، قرّر أبينا إنشاء هذه الأعمال الفنية، ويعمل مع مجموعة من الفنانين لتنظيم معرض يضم صوراً لرجال ونساء استُشهدوا في غزة.
وفي إشارة إلى الأوروبيين، قال أبينا: "لديهم قضايا عالقة بشأن ما فعلوه باليهود خلال الحرب العالمية الثانية، والفلسطينيون لا علاقة لهم على الإطلاق بتلك الفظائع". وشدّد على أن أصحاب الضمير لا يمكنهم السماح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة، وأنه يجب استخدام كل الوسائل المتاحة، الفن والسينما والأدب، لإظهار وجوه الضحايا.
