
انتشرت الأخبار الكاذبة والمعلومات المضلّلة في مواقع التواصل بالتزامن مع الاقتتال في السويداء، إذ اندلعت شرارة الاشتباكات الأهلية، ليلة السبت 12 يوليو/تموز 2025، من قرية طعارة بين مسلحين من عشائر درعا، وآخرين من السويداء، ما لبثت أن تطوّرت إلى اشتباكات موسّعة، تدخلت فيها القوّات الأمنية، ثمّ جاء التدخل الإسرائيلي عبر الغارات. وتخلّل الاشتباكات مجازر وإعدامات وحرق بيوت وسرقة، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
في ما يلي أبرز الأخبار الكاذبة والمحتوى المضلّل حول الاقتتال في السويداء:
كذبة ظهور الشرع بين مقاتلي السويداء
ادعى ناشرو مقطع فيديو متداول حديثاً أنه يُظهر الرئيس السوري، أحمد الشرع، وسط مقاتلين في محافظة السويداء خلال الاقتتال الحالي. لكن موقع محاربة التضليل "مسبار" وجد أن هذا الادّعاء مضلل، إذ تبيّن أن مقطع الفيديو قديم ويعود إلى يناير/كانون الثاني عام 2024، ويظهر فيه الشرع، عندما كان قائداً لهيئة تحرير الشام، أثناء زيارته قرية طعوم في ريف إدلب الشرقي.
تضليل تحطيم تماثيل في سورية
روّجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو مع ادّعاء أنّه يصوّر تحطيم تماثيل أثريّة في سورية. وقد حصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ ينتشر بالتزامن مع الاقتتال في السويداء، إلا أنّ قسم محاربة التضليل في وكالة فرانس برس للأنباء وجد أن الفيديو المتداول لا علاقة له بسورية، وهو يصوّر في الحقيقة تنظيم "داعش" يحطم تماثيل في مدينة الحضر العراقية قبل أكثر من عشر سنوات، حين بُث في 3 إبريل/نيسان 2015 بعد يوم من خروج التنظيم من مدينة تكريت بعد استيلاء القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على المدينة.
مشاهد مضلّلة لتحركات عشائرية باتجاه السويداء
ادّعى ناشرو مشاهد متداولة حديثاً أنها لعشائر سورية تتجه إلى السويداء للدفاع عن البدو خلال الاشتباكات الجارية مع الدروز. ونُشر مقطع فيديو آخر ادّعى متداولوه أنه لقبائل وعشائر عراقية تستنفر للدفاع عن بدو السويداء، لكن "مسبار" وجد أن هذا الادّعاء مضلّل، إذ تبين أن المشاهد قديمة، ونُشر الفيديو الأول في مارس/آذار الفائت، ونُشر مقطع الفيديو الثاني في سبتمبر/أيلول عام 2023، بينما الثالث في مارس/آذار عام 2015.
كذبة انخراط تركيا في الاقتتال في السويداء
نفت الرئاسة التركية مزاعم تحدثت عن انخراط تركيا في الاقتتال في السويداء واستهدافها طائفة الموحدين الدروز في المحافظة، مشيرةً إلى أن نهجها في السياسة الخارجية يقوم على حماية السلام والاستقرار. وتداول عدد من وسائل الإعلام محتويات تزعم أن "تركيا تستهدف المجتمع الدرزي في سورية"، لكن أصدر مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية بياناً أكد فيه أن مزاعم استهداف تركيا للدروز في سورية لا تعكس الحقيقة، مؤكداً أن مثل هذه المزاعم تشكل حملة تضليل واضحة تهدف إلى تشويه السياسة الخارجية التركية القائمة على الإنسانية.
تضليل تشييع مسلحين دروز خلال الاقتتال في السويداء
ادعى ناشرو مقطع حديث أنه يُظهر تشييع مسلحين دروز قُتلوا خلال الاشتباكات في السويداء. وهو ما وجد "مسبار" أنه ادّعاء مضلل، إذ إن الفيديو يعود إلى مايو/أيار الماضي، مع وصف يشير إلى أنه لتشييع أشخاص من مدينة صلخد في السويداء. وعند البحث باستخدام الكلمات المفتاحية، عُثر على مقاطع فيديو تتطابق فيها صور الأشخاص الظاهرة على النعوش ومعالم الموقع مع الفيديو المتداول.
وذكر وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، في منشور على "فيسبوك"، أن الإحصائيات الأولية تشير إلى وجود نحو 300 ألف حساب فاعل يعمل على نشر محتوى مضلل يتوزعون على أربع دول رئيسية، مع توليد 10 آلاف حساب جديد يومياً. وتابع أن المحتوى المضلّل يأخذ أشكالاً مختلفة، إذ يظهر في بعض أشكاله مؤيداً للدولة لكنّه يهتم بنشر خطاب تقسيمي. ولفت المصطفى إلى أن سورية لا تزال تحت العقوبات الأميركية فيما يخصّ العلاقة مع منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعيق التواصل المباشر مع هذه المنصات عندما يتعلّق الأمر بمكافحة حملات التضليل والشائعات، وأكد أن الوزارة تعوّل على وعي الجمهور حتّى تتوفر ظروف مناسبة.

أخبار ذات صلة.

