
أعلنت رابطة الدوري البرتغالي لكرة القدم استبعاد نادي بوافيشتا من الدوريات الاحترافية، بعد فشله في تسوية ديونه، خلال المهلة القانونية المحدّدة، وهو القرار الذي يعني هبوط الفريق إلى الدرجة الثالثة، ولم يكن مجرد إجراء إداري عابر، بل مثّل حلقة جديدة في مسار متعثر ظل يلاحق مالك النادي، رجل الأعمال اللوكسمبورغي، جيرارد لوبيز (53 عاماً)، الذي أصبح اسمه مرتبطاً بسلسلة من الإخفاقات المالية والإدارية في الأندية التي امتلكها، على غرار بوردو الفرنسي ورويال موسكرون البلجيكي.
وكشفت صحيفة أبولا البرتغالية، يوم الاثنين، أن بوافيشتا، الذي هبط إلى دوري الدرجة الثانية، بعد احتلاله المركز الأخير في الموسم المنقضي، لم يحصل على رخصة المشاركة في هذه الدرجة، خلال الموسم المقبل، بسبب عدم استيفائه معايير القبول المالي، ونتيجة لذلك، تقرّر هبوطه إلى الدرجة الثالثة، بينما وُجهت دعوة لفريق أوليفيرينسي، الذي كان قد هبط، ليحلّ محله في دوري الدرجة الثانية، وخرج رئيس النادي، فاري فايي، منهاراً في مؤتمر صحافي قائلاً: "أنا محطم تماماً، حاولنا تسجيل الفريق، لكن الأموال لم تصل في الوقت المناسب"، مضيفاً أن مستقبل النادي ما زال مجهولاً حتى في الدرجة الثالثة.
وذكرت رابطة الدوري البرتغالي لكرة القدم، في بيان رسمي، أنّ لجنة التدقيق، التي تضم ممثلين عن الاتحاد البرتغالي، ونقابة اللاعبين، ومدربي كرة القدم، رفضت طلب ترخيص شركة بوافيشتا لكرة القدم، بعد فشلها في تقديم وثائق تتعلق بثلاثة معايير مالية رئيسة، وأوضحت أن النادي لم يثبت خلوّه من الديون تجاه أندية أخرى أو لاعبين ومدربين وموظفين، كما لم يثبت انتظامه في الالتزامات الضريبية والاجتماعية، وهي شروط أساسية للحصول على الترخيص القانوني للمشاركة في الدرجات الاحترافية.
ويملك لوبيز نسبة 66% من أسهم بوافيشتا، وقد مرّ الفريق بأزمات مالية خانقة في الأشهر الأخيرة، ففي إبريل/ نيسان الماضي، قُطع التيار الكهربائي عن ملعب "بيسا"، واضطر اللاعبون إلى التدرب على بُعد 30 كيلو متراً من بورتو، وسبق أن حصلت الشركة المسؤولة عن تجديد الملعب على حكم قضائي بحجز مبالغ مالية لصالحها، فيما مُنع النادي من التعاقد خلال خمسة مواسم انتقال متتالية، ونتيجة لذلك، لجأ إلى التعاقد مع ستة لاعبين عاطلين عن اللعب، من بينهم لاعب باريس سان جيرمان السابق، الفرنسي لايفن كورزاوا.
ولم يكن بوافيشتا سوى حلقة جديدة في سلسلة الإخفاقات، التي تلاحق جيرارد لوبيز، فقد باع الأخير نادي ليل الفرنسي في ديسمبر/ كانون الأول 2020 بعد أن تركه مثقلاً بديون وصلت إلى 120 مليون يورو، وفي مايو/ أيار 2022، أعلن نادي رويال إكسيل موسكرون البلجيكي، الذي كان لوبيز أيضاً يملكه، إفلاسه رسمياً، أما بوردو، فقد عانى منذ استحواذه عليه في 2021 أزمات متلاحقة، إذ هبط إلى الدرجة الثانية عام 2022، قبل أن يُقصى إدارياً إلى الدرجة الرابعة في 2024، ويخفق لاحقاً في الصعود مجدداً، بسبب أزمة مالية طاحنة، بعدما وُضع تحت الرقابة الإدارية، وتضاءلت قيمة لاعبيه ومكانته في الساحة الفرنسية.
