رئيس الوزراء القطري ينال جائزة تيبيراري لجهوده في صنع السلام
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

يتسلم رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، في مقاطعة تيبيراري في أيرلندا، جائزة مركز تيبيراري للسلام، التي يقدمها المركز سنوياً للأفراد والشخصيات البارزين الذين ساهموا في جهود السلام حول العالم. ويهدف المركز الذي تأسس عام 1984 إلى تعزيز السلام ونشر قيمه. وينال رئيس الوزراء القطري الجائزة التي حازت عليها شخصيات من بينها الأمينان العامان السابقان للأمم المتحدة بان كي مون، وكوفي عنان، والرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون، والرئيس الجنوب أفريقي الأسبق نيلسون مانديلا، إلى جانب السناتور الأيرلندي غوردون ويلسون والسناتور الأميركي جون ميتشل والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، بالإضافة إلى آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف وغيرهم.

نجاح وساطات حول العالم

وقاد الشيخ محمد بن عبد الرحمن جهود الوساطة القطرية لحل عدة نزاعات في العالم منذ 2016، حينما عين في منصب نائب رئيس الوزراء القطري وزيراً للخارجية. ونشطت وساطات قطرية في لبنان والسودان وإيران وأفغانستان وتشاد ورواندا والكونغو الديمقراطية، وفي الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيراً في قطاع غزة. وفي 2016، نجحت مساعي رئيس الوزراء القطري في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا ضمن وساطة قطرية، وأعيد الأسرى إلى بلدهم برفقته على متن طائرة خاصة. وفي 23 يناير/ كانون الثاني 2017، نجحت قطر في استضافة مؤتمر شهد توقيع اتفاق بين حكومة السودان وحركة جيش تحرير السودان الثورة الثانية (أسسها أبو القاسم إمام الحاج)، بمناسبة استكمال عملية السلام في دارفور وفقاً لوثيقة الدوحة. وفي 2019، استضافت قطر جولات عديدة جمعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية بهدف مناقشة انسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف من أفغانستان، لتثمر عن توقيع اتفاق الدوحة، أواخر فبراير/ شباط 2020. ونص هذا الاتفاق على إنهاء الحرب التي دامت 19 عاماً، بانسحاب قوات الولايات المتحدة، في أغسطس/ آب 2021.

نجحت جهود قطر في توقيع اتفاق لتبادل محتجزين بين الولايات المتحدة وإيران في أغسطس 2024

كما تمكنت قطر في العام نفسه من خلال نجاحها بتسيير المفاوضات بين كينيا والصومال، من إنهاء الخصومة بين الطرفين، لتعلن كينيا، في 6 مايو/ أيار 2021 عودة علاقاتهما بعد خصومة دامت نحو خمسة أشهر، بعدما اتهمت مقديشو نيروبي بالتدخل في شؤونها الداخلية. كذلك نجحت الوساطة القطرية في تشاد، إذ بعد خمسة أشهر من محادثات استضافتها الدوحة، في 8 أغسطس 2022، وقع اتفاق سلام بين السلطات الانتقالية وجماعات من المعارضة يمهد الطريق أمام حوار للمصالحة الوطنية الشاملة في هذا البلد. كما نجحت جهود قطر في توقيع اتفاق لتبادل محتجزين بين الولايات المتحدة وإيران، في أغسطس 2024، والذي أفرج بموجبه عن خمسة إيرانيين كانوا محتجزين في أميركا، ورفع الحظر عن ستة مليارات دولار من أموال طهران، فيما أفرجت الأخيرة عن خمسة سجناء أميركيين، وصلوا حينها إلى الدوحة، ثم نقلوا إلى بلدهم.

رئيس الوزراء القطري يقود مفاوضات غزة

وقاد الشيخ محمد بن عبد الرحمن عملية المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما تكللت جهوده بالنجاح بإرساء هدنة إنسانية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، استمرّت أسبوعاً بدعم مصري وأميركي. وتضمنت الهدنة وقفاً لإطلاق النار، وإطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، مقابل أكثر من مائة أسير لدى المقاومة، من بينهم نحو 80 إسرائيلياً. وأعلن رئيس الوزراء القطري في 15 يناير الماضي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة دخلت المرحلة الأولى منه حيز التنفيذ في 19 يناير، وتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية شرق القطاع وبعيداً عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة.

كما تضمن تبادل أسرى فلسطينيين ومحتجزين إسرائيليين وفق آلية محددة وتبادل رفات متوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، إلى جانب تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع. بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب. لكن الاتفاق خرقته إسرائيل بعد انتهاء المرحلة الأولى منه في الثاني من مارس/آذار الماضي، فيما لا تزال الاتصالات القطرية جارية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

لا تزال دولة قطر منخرطة في وساطتها لخفض التصعيد في الشرق الأوسط

وكان رئيس الوزراء القطري  محمد بن عبد الرحمن قد زار روسيا، عقب نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، عام 2022، في مهمة وساطة، لتعلن الدوحة إثر ذلك موافقتها على طلب كييف التوسط مع موسكو للمّ شمل أطفال قصّر مع عائلاتهم، ما أسفر عن إجراء عمليات إعادة أطفال أوكرانيين إلى بلدهم في مناسبات عديدة، بوساطة قطرية. ولا تزال دولة قطر منخرطة في وساطتها لخفض التصعيد في المنطقة والتوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف بشأن الملف النووي الإيراني. 

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية