القاهرة تستغل لحظة التهدئة الإقليمية: اتصالات لتحريك مفاوضات غزة
عربي
منذ 10 ساعات
مشاركة

كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن أنّ أجهزة الدولة المعنية بملف التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحركة حماس كثّفت اتصالاتها، فور دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، في محاولة لاستثمار لحظة الزخم الإقليمي الناتجة عن التهدئة، لدفع عجلة مفاوضات غزة المتعثرة منذ أسابيع. وأشارت المصادر إلى أن التحرك المصري جاء مدفوعاً بتقدير استراتيجي، يرى أن انشغال إسرائيل خلال الفترة الماضية بجبهة إيران، والتكلفة الباهظة التي تكبّدتها جراء الضربات الإيرانية غير المسبوقة، قد يجعلها أكثر استعداداً لتقديم تنازلات مرحلية، على الأقل في ما يتعلق بملف تبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن الجانب المصري فتح قنوات اتصال سريعة مع الدوحة، في ضوء ما وصفته بـ"التفاهم المشترك" بينهما، بشأن ضرورة تحقيق اختراق ملموس في المفاوضات، خاصة أن طول أمد الحرب في غزة بات عامل ضغط على جميع الأطراف، إقليمياً ودولياً. وأكدت أن التنسيق المصري-القطري في هذا التوقيت، يهدف إلى بلورة مقترحات جديدة يتم عرضها على "حماس" وإسرائيل في الأيام المقبلة، مستفيدين من المناخ الإقليمي الجديد الذي فرضه وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، والمرجح أن يكون مؤقتاً، لكنه يمنح فرصة زمنية قصيرة لإحياء الجهود الدبلوماسية.

وفيما أفادت المصادر بأن الجانب المصري يتوقع أن تُستأنف قريباً المباحثات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في الدوحة، اليوم الثلاثاء، إنّ محادثات غير مباشرة بين الجانبين ستُعقد خلال يومين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنه يأمل في ألا تستغل إسرائيل وقف إطلاق النار مع إيران، لمواصلة الهجوم على غزة.

وكانت جهود الوساطة الثلاثية بين مصر وقطر والولايات المتحدة قد تعثّرت الشهر الماضي، بعد رفض إسرائيل بعض البنود المتعلقة بوقف إطلاق النار الشامل، وجدول الانسحاب التدريجي من القطاع، بينما تمسكت "حماس" بمواقفها، في ما يخص رفع الحصار بشكل دائم وضمانات دولية لإعادة الإعمار. وتسعى القاهرة، وفق المصادر، إلى إعادة طرح صيغة مرحلية قابلة للتنفيذ، تتضمن وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية، وإطلاق دفعة جديدة من الأسرى من الجانبين، مع دخول مساعدات إنسانية أوسع، كخطوة تمهيدية لاستئناف المفاوضات الشاملة بشأن مستقبل القطاع.

وتأتي هذه التحركات المصرية في وقت يتزايد فيه القلق الإقليمي والدولي من تصاعد حدة الانهيار الإنساني في قطاع غزة، مع تزايد التحذيرات من مجاعة واسعة النطاق، وتدهور البنية الصحية بشكل غير مسبوق، وسط تعثر وصول المساعدات وعجز المنظمات الإنسانية عن العمل، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتختم المصادر بالإشارة إلى أن القاهرة ترى أن نافذة التحرك الحالية ضيقة، لكنها تحمل فرصاً واقعية، إذا ما أحسن استغلالها عبر تنسيق إقليمي فاعل، محذّرة من أن تفويت هذه الفرصة قد يُعيد الوضع إلى نقطة الصفر، أو ما هو أسوأ.

ووفقاً لما أوردته قناة i24NEWS الإسرائيلية، وجّهت مصر اليوم الثلاثاء دعوة عاجلة لإسرائيل لإرسال وفد إلى القاهرة، بهدف دفع المفاوضات بشأن صفقة لتبادل الأسرى. وبحسب الرسالة التي نُقلت إلى الجانب الإسرائيلي: "لم تعد هناك أعذار لإسرائيل لعدم إرسال وفد الآن، بعد أن انتهت الحرب مع إيران".

وفي تطور لافت، وجّه الفلسطيني-الأميركي بشارة بحبح، المقرب من المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، نداءً مباشراً إلى كل من حركة حماس وإسرائيل، دعا فيه إلى التوقف عن التذرع بالأعذار، والمضي نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وكتب بحبح، الموجود حالياً في القاهرة، عبر حسابه على "فيسبوك": "لقد تمّت دعوة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، وهناك تردد من بعض قيادة حماس في الاستجابة للدعوة"، معتبراً أن مصير غزة "لا يجوز ربطه بإيران"، وأن "الحياة أصبحت أكثر من جحيم في القطاع"، غير أنه لاحقاً كتب أن "حماس" تواصلت معه، وأخبرته أنها على استعداد تام لإيجاد حل عاجل للوضع المأساوي في غزة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية