
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات الانتقامية الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر بأنها "ضعيفة للغاية"، مشيداً بـ"إشعار مبكر" تلقته واشنطن من طهران قبل الهجوم. وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال، مساء اليوم الاثنين، "جاء الرد الرسمي لإيران على تدميرنا منشآتها النووية ضعيفاً للغاية، وهو ما توقعناه، وتصدينا له بفاعلية كبيرة"، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد. وتابع ترامب "أود أن أشكر إيران على إعطائنا إشعاراً مبكراً، ما جعل من الممكن عدم خسارة أي أرواح، وعدم إصابة أي شخص".
وأضاف: "يسرني أن أبلغكم أنه لم يلحق أي أذى بأميركي، ولم يحدث أي ضرر يُذكر. والأهم من ذلك، أنهم تخلصوا من كل الرغبات الملحة في الهجوم، ونأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية". ومضى قائلاً: "ربما تستطيع إيران الآن المضي قدماً نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على القيام بالمثل".
وكانت دولة قطر قد أعربت، مساء الاثنين، عن إدانتها الشديدة الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما أفادت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، بعدم وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية من جرّاء الهجوم.
وشددت الخارجية القطرية على أن الدوحة "تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق والقانون الدولي". كما أكدت أن "الدفاعات الجوية القطرية أحبطت الهجوم وتصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح...". ونبّهت إلى أن "استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرها إلى نقاط ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين،" داعية إلى "وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار".
وجددت قطر التذكير بأنها "كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، مشددة على أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها. وجاء في البيان أن قاعدة العديد "أُخليت في وقت سابق وفقاً للإجراءات الأمنية والاحترازية المعتمدة، وذلك في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، كما جرى اتخاذ جميع الإجراءات لضمان سلامة العاملين في القاعدة من منتسبي القوات المسلحة القطرية والقوات الصديقة وغيرهم".
وفي الـ15 من مايو/أيار الماضي، زار ترامب قاعدة العديد في قطر، حيث أكد أن الجيش الأميركي سيكون أكبر وأقوى جيش في العالم، وأن الولايات المتحدة في عهده تعود لاستعادة مكانتها. وأشار إلى أن "قاعدة العديد من أروع القواعد العسكرية في العالم والشكر موصول لشركائنا"، واصفاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنه زعيم رائع لشعبه، و"صداقتنا أقوى من أي وقت مضى".
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قد أكد لـ"العربي الجديد"، تعرّض قاعدة العديد الجوية في قطر لهجوم بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى من جانب إيران، مشيراً إلى أنه "حتى الآن لا توجد تقارير عن خسائر بشرية أميركية، ونراقب الوضع من كثب".
وفي أول ظهور لترامب بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد لم يشر نهائياً إلى هذه الضربات، وكتب منشوراً بعد أكثر من ساعة من الهجوم أكد فيه أن المواقع النووية التي ضربتها الولايات المتحدة في إيران "دمرت بالكامل"، مضيفاً أن "الجميع يعرف ذلك". وهاجم ترامب وسائل إعلام أميركية، ووصفها بـ"الحثالة"، وقال "وحدها وسائل الإعلام المزيفة هي التي ستقول غير ذلك، حتى إنها تقول إنها دمرت بشكل جيد إلى حد ما".
وبدأت إيران، مساء اليوم الاثنين، ردها العسكري على الضربات الأميركية التي استهدفت فجر الأحد ثلاث منشآت نووية إيرانية ضمنها فوردو، التي تعتبر الأساس في البرنامج النووي الإيراني. وأفادت وكالة تسنيم ببدء العملية الصاروخية الإيرانية ضد القواعد الأميركية في قطر والعراق. وكشف مصدر لـ"العربي الجديد" أنّ الدفاعات الجويّة القطرية أسقطت تسعة صواريخ من 10 أطلقتها إيران باتجاه القاعدة.
ووجهت الولايات المتحدة ضربة لثلاثة مواقع نووية في إيران، الأحد الماضي، فيما قللت جهات في طهران من تأثير الضربة. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه بعد أيام من العدوان الإسرائيلي "الهمجي"، تعرّضت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان لـ"هجوم أعداء إيران الإسلامية، في إجراء وحشي يتنافى مع القوانين الدولية، وخصوصاً معاهدة عدم الانتشار النووي". وأكدت إيران عدم حدوث تسرب نووي في منشأة فوردو، إحدى أهم المنشآت النووية الإيرانية. جاء ذلك على لسان أحد مسؤولي محافظة قم، فضّل عدم الكشف عن هويته. وقال المسؤول: "تعرّضت منشأة فوردو النووية لهجوم أميركي، ولحقت بها أضرار، ولكن لا يوجد تسرب نووي داخلها أو حولها".
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشنّ إسرائيل عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.
