"نبضات القرآن".. ثمانية مسارات عن حياة النص المقدس
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

يعدُّ معرض "نبضات القرآن: حياة الكتاب المقدّس بين المدجنين والموريسكيين"، الذي افتتحته جامعة غرناطة بالتعاون مع المجلس الأعلى للبحث العلمي (CSIC) يوم الأربعاء الفائت، محاولة بحثية وتاريخية لاستعادة الدورة الحياتية للقرآن الكريم كما عاشها المسلمون الذين ظلوا في شبه الجزيرة الإيبيرية بعد سقوط الأندلس، الذين عرفوا لاحقاً باسم المدجنين ثم الموريسكيين.

يهدف المعرض المقام في قاعة لا كبييلا، والذي يتواصل حتى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إلى إحياء ذاكرة ثقافية منسية، وتسليط الضوء على حضور النص المقدس للإسلام في البيئات التي حوصر فيها وأُجبر معتنقوه على التخفّي أو التنصّر القسري.

يُقسم المعرض إلى ثمانية محاور موضوعية تشكّل ما يشبه مساراً لحياة القرآن، هي: فاتحة القرآن، والمدجنون والمورسكيون، والقرآن ونصوص أخرى، ومهنة القلم، وحفظ كلمة الله، والقرآن بين الحياة والموت، والقرآن في أيدي المسيحيين، والمنفى والإخفاء. توثّق هذه المحاور الجوانب المتعددة للعلاقة بين المسلمين والقرآن في ظل أوضاع التقييد والملاحقة الدينية، بدءاً من عمليات النسخ والتعليم السرّي، مروراً بالاستخدامات الطقسية والسحرية، وصولاً إلى ترجمات المستشرقين المسيحيين وإخفاء المخطوطات داخل الجدران قبيل النفي، وانتهاءً بما عُثر عليه من تلك النصوص في العصور اللاحقة. من بين أبرز المعروضات: نسخة "قرآن طليطلة" (1606) التي تجمع بين العربية والعجمية، وقرآن أرندا دي مونكايو، أحد أقدم الشواهد على الترجمة الثنائية للنص، و"قرآن سيغوربي" الذي استُخدم في الطقوس الروحية.

كما يُعرض ما يُعرف بـ"الرسالة الجنائزية" أو "جواز المرور إلى العالم الآخر" إلى جانب أدوات الكتابة التقليدية، وأمثلة على التعليم الديني السري في بيوت الموريسكيين بعد حظر الإسلام.

أكثر من 40 قطعة أصلية مأخوذة من مؤسسات ومجموعات أرشيفية مختلفة

لا يغفل المعرض أيضاً العلاقة المعقدة بين القرآن والمجتمع المسيحي، حيث يُعرض مصحف من القرن السابع عشر احتوى على تعليقات لاتينية كتَبها راهب يسوعي من غرناطة في سياق الجدل الديني ومحاولات التنصير القسري. كما يضم المعرض تسجيلات صوتية تفاعلية لتلاوات قرآنية، وأدوات تعليمية من مدارس سرّية مثل المدرسة اليوسفية، ووثائق من محاكم التفتيش توضح كيف جرت مراقبة هذا التراث ومحاولة محوه.

تستند محتويات المعرض إلى نتائج مشاريع بحثية تهدف جميعها إلى تحليل حضور القرآن في السياقات الثقافية والدينية الأوروبية خلال العصور الوسطى والعصور الحديثة المبكرة، مع التركيز على شبه الجزيرة الإيبيرية باعتبارها مجالاً غنياً للفهم والتمثيل.

إلى جانب ذلك كله، يضم المعرض أكثر من 40 قطعة أصلية مأخوذة من مؤسسات ومجموعات أرشيفية مختلفة على المستوى الوطني، من أبرزها: جامعة غرناطة، ومتحف الحمراء، ومكتبة طليطلة، ومكتبة إكستريمادورا، والمدرسة العليا للدراسات العربية، وأرشيف محكمة غرناطة، وبلدية سيغوربي، والأكاديمية الملكية للتاريخ.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية