دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره إرسال قوات الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجليس من دون طلب من حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، معتبراً أنه "لم يكن لديه خيار آخر وأنه يعتقد أنه فعل الأمر الصحيح"، وأن "التمرد كان كبيراً والحرس الوطني قام بعمل رائع الليلة الماضية".

وهاجم ترامب نيوسوم خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين عقب كلمة له أثناء طاولة مستديرة للاستثمار، وقال إن توقيفه "سيكون أمراً رائعاً"، معتبراً أن جريمته الأساسية هي "ترشحه من الأساس لمنصب الحاكم لأنه قام بعمل سيئ يشبه ما فعله (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن بالبلاد"، وزعم أنه سمح لـ21 مليون شخص بدخول البلاد (تقدر أعداد المقيمين من دون أوراق ثبوتية بما يتجاوز 11 مليون شخص، وليست كاليفورنيا فقط هي التي ترتبط بحدود مع دول مجاورة وإنما ولايات أخرى من بينها الولاية الجمهورية تكساس). 

وقارن أحد الصحافيين في سؤاله تصريحات سابقة لترامب في 2020 قال فيها إنه لا يمكنه استدعاء الحرس الوطني من دون طلب من حكام الولايات، وموقفه اليوم مع حاكم كاليفورنيا، فرد ترامب قائلاً: "لدينا حاكم غير كفؤ، وإذا لم أتدخل، فهو سيدمر واحدة من الولايات العظيمة، وسنجلب المزيد من الحرس الوطني في حال الاحتياج، لأنه يجب أن نتأكد من تطبيق القانون والنظام".

نشر مئات من قوات المارينز في لوس أنجليس

في الأثناء، أعلن مسؤول أميركي كبير لوكالة فرانس برس أنّ إدارة ترامب أمرت بنشر 500 عنصر من سلاح مشاة البحرية (المارينز) في لوس أنجليس للتصدّي للاحتجاجات الجارية في هذه المدينة الكبرى بولاية كاليفورنيا. وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه إنّه "في ضوء تزايد التهديدات ضدّ مسؤولين فيدراليين ومبان فيدرالية، فإنّ 500 عنصر من مشاة البحرية العاملين في كامب بندلتون"، القاعدة العسكرية الواقعة على بُعد ساعتين إلى الجنوب من المدينة، "سيُنشرون في لوس أنجليس للمساعدة في حماية المسؤولين الفيدراليين والمباني الفدرالية".

وأمس الاثنين، قال ترامب إنه اتخذ "قراراً رائعاً" بإرسال الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجليس لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في مطلع الأسبوع بسبب سياساته المتعلقة بالهجرة. وأضاف ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "لو لم نفعل ذلك، لكانت لوس أنجليس قد دمرت بالكامل"، وفق زعمه. وما زال التوتر يخيم على أجزاء من المدينة بعد أربعة أيام من الصدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة احتجاجاً على سياسات ترامب المتشددة إزاء المهاجرين.

من جهته، أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم عزمه على رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية بعد قرار ترامب نشر الحرس الوطني. وأعرب نيوسوم في تصريح أدلى به لشبكة "إم إس إن بي سي"، اليوم الاثنين، عن رفضه وضع الحرس الوطني في الولاية تحت سلطة الحكومة الفيدرالية من دون موافقة إدارة كاليفورنيا، مؤكداً أن مثل هذا الإجراء نادر الحدوث في تاريخ الولايات المتحدة.

ويتهم مسؤولون في ولاية كاليفورنيا، معظمهم ديمقراطيون، ترامب بتأجيج الاحتجاجات التي كانت محدودة النطاق في البداية من خلال اتخاذ قرارات فيدرالية. ويصف ترامب المحتجين بأنهم متمردون. وقالت شرطة لوس أنجليس إن بعض المتظاهرين رشقوا أفراد الشرطة بقطع خرسانية وزجاجات وأشياء أخرى. وأعلنت الشرطة العديد من التجمعات غير قانونية، ثم وسعت نطاقها لاحقاً ليشمل منطقة وسط المدينة بأكملها. وحاول أفراد من الشرطة يمتطون الخيول السيطرة على الحشود.

ترامب: لم أفكر بالاتصال بإيلون ماسك

وفي سياق آخر، قال ترامب إنه لم يفكر بالاتصال بإيلون ماسك عقب الخلاف الذي اندلع بينهما على خلفية انتقاد الأخير مشروع قانون الميزانية الذي يصفه ترامب بـ"القانون الكبير والجميل". وقال الرئيس الأميركي إنه يتوقع أن ماسك يريد التحدث معه. ورداً على سؤال حول ما إذا كان إيلون ماسك تعاطى المخدرات داخل البيت الأبيض، قال ترامب: "لا أعلم، وأتمنى أن هذا لم يحدث، ولا أعتقد أنه فعل ذلك. وحول التخلص من خدمة ستارلينك في البيت الأبيض بعد تدهور علاقته مع ماسك، قال: "لا أتوقع أننا سنفعل ذلك، لأنها خدمة جيدة".

كذلك، أشار ترامب إلى العرض العسكري المرتقب في 14 يونيو/حزيران المقبل بالعاصمة واشنطن سيكون جميلاً، وقال: "ستحلق الطائرات وتنتشر الدبابات في الشوارع وسيسير آلاف الجنود، وسيكون يوماً جميلاً".