
Arab
شهدت مدينة إسطنبول العرض الأول للفيلم الوثائقي "طائر العنقاء – غزة" الذي يروي قصة الفلسطيني حامد عاشور وكلبه "غريب"، مستعرضاً يومياتهما في ظلّ العام الثاني من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. ومن خلال مقابلات مع سكان القطاع، يطرح الفيلم تساؤلات حول التجارب والمشاعر الإنسانية تحت الحصار والقصف، مسلطاً الضوء على ازدواجية المعايير الغربية تجاه الفلسطينيين.
الفيلم من إنتاج جمعية "إنسان إيزي"، وأُطلق عرضه مساء أمس الثلاثاء، وهو من إخراج كان براق شن وكُبرا كوروغلي التي تولّت أيضاً إنتاجه. ويهدف العمل إلى كشف استهتار العالم بحياة الفلسطينيين، في مقابل اهتمام مفرط بالحيوانات، ضمن سرد رمزي يعكس مأساة الغزيين.
يظهر حامد في الفيلم قائلاً: "اسمي حامد عاشور، كاتب من غزة. التقيت بهذا الكلب وأطلقت عليه اسم غريب"، فيما تقول إحدى المتحدثات في الفيلم: "اهتموا بالكلب وصحته وحمايته، لكن لم يهتم أحد بصحة ووجود حامد في خيمته".
وخلال الفعالية، قال رئيس جمعية "إنسان إيزي"، أوموت صاري كايا، إن الفيلم "صُوّر ليلطم العالم بنفاقه في قضية غزة"، مضيفاً: "إذا كان من الممكن جمع التبرعات لإنقاذ كلب، فلماذا لا يرى شعب غزة الرحمة نفسها؟ هذا الفيلم ليس مجرد عمل وثائقي، بل نداء للعدالة، لأن استمرار هذا الصمت سيشكّل وصمة عار في تاريخ الإنسانية".
من جانبها، أوضحت المخرجة والمنتجة كُبرا كوروغلي أن الفيلم "ليس فقط عن حامد وغريب، بل عن كل أهل غزة وجميع الكائنات التي تعيش هناك". وأشارت إلى أن عملية التصوير كانت صعبة للغاية بسبب انقطاع الاتصالات المتكرر مع حامد وفريقه نتيجة القصف، مؤكدة أنهم في بعض الأحيان لم يتمكنوا من سماع أخبارهم لأيام متتالية. وأضافت كوروغلي أن "أكبر رغبة لدى الغزيين كانت أن نساعدهم في سرد قصصهم"، معتبرة أن "الصحافيين وصنّاع الأفلام ملزمون بتلبية هذه الرغبة". واختتمت حديثها بنقل رسالة من أهل غزة تقول: "تحت هذا الركام الهائل، هناك أناس مثلكم يتمنّون يوماً عادياً بلا خوف. نحمل في صدورنا قلوباً تحلم وتحب وتتألم، نحاول الحفاظ على إنسانيتنا في وجه هذا الموت. لا نريد شفقة، بل نريد عدالة. لا نريد أن نكون عناوين مأساوية، بل أحياء حاضرين نشارككم هذا العالم بكرامة وأمل".
تبدأ قصة الفيلم حين يلتقي حامد، المشرّد جراء قصف الاحتلال، بكلب ضال في أثناء نزوحه في غزة، فيتخذه رفيقاً ويسميه "غريب". تنتشر صورتهما على وسائل التواصل، فتطلق جمعيات أوروبية حملات تبرعات لإجلاء الكلب من القطاع، من دون أي اكتراث بمصير صاحبه الذي يتقاسم معه الخيمة والجوع والمصير. وفي مشهد رمزي آخر، يتناول الفيلم قيام الاحتلال الإسرائيلي بإجلاء مئات الحمير من غزة إلى ملاجئ أوروبية "لإعادة تأهيلها" بسبب "الصدمة النفسية"، فيما يتجاهل العالم مصير البشر الذين يستخدمون تلك الحمير وسيلةَ نقلٍ.
يطرح الفيلم، من خلال شهادات شخصيات فنية وصحافية من غزة، بينهم نادرة الطيبي وفارس عنبر وعلاء اللقطة وعبد الرحمن الكحلوت وهاني أبو رزق وسوسن سلطان ومعتصم قدورة وسمير عطية، أسئلة عميقة حول الإنسانية والعدالة والمعايير المزدوجة في العالم المعاصر، جامعاً بين الوثيقة البصرية والنداء الإنساني المفتوح.

Related News

معرض عن الاستبداد تحت مجهر الرقابة الصينية
alaraby ALjadeed
5 minutes ago

اكتشاف مذهل يُعيد هنري بورسيل إلى الحياة بعد 3 قرون
aawsat
12 minutes ago