مديرة في "أوبن إيه آي": تشات جي بي تي قوّة خارقة حقيقية
Arab
14 hours ago
share
أكدت فيدجي سيمو، المديرة العامة للتطبيقات في "أوبن إيه آي"، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنّ الاستثمارات الهائلة الراهنة في الذكاء الاصطناعي ليست فقاعةً بل تمثّل الواقع الجديد في القطاع، في وقت لا تزال فيه قوّة الحوسبة المتاحة غير كافية لتلبية احتياجات المستخدمين. وهذه هي المقابلة الأولى التي تُجريها سيمو مع وسيلة إعلامية منذ تولّيها منصبها في أغسطس/آب الفائت مديرةً للتطبيقات في الشركة التي تضمّ خصوصاً "تشات جي بي تي"، علماً أنّها فرنسية تبلغ من العمر أربعين عاماً، وقد عملت سابقاً في شركتي "إيباي" و"فيسبوك". وفي ما يلي نصّ المقابلة: هل يُغذّي عالمُ الذكاء الاصطناعي فقاعةً من الاستثمارات غير المنطقية؟ ثمّة استثمار هائل في قوّة الحوسبة، في وقت نفتقر فيه بشدّة إلى الكثير من الاستخدامات التي يحتاجها الناس. لذا لا أرى هذا الأمر مجرّد فقاعة، بل هو الواقع الجديد اليوم. وأعتقد أنّ العالم سيدرك أنّ قوّة الحوسبة هي المورد الأكثر استراتيجيةً. الذكاءُ الاصطناعيّ يشكّل أعظمَ قوّة تمكينية سنعرفها على الإطلاق. يمكنه أن يُوفّر الوقت، ويُتيح الوصول إلى التعليم والتعلّم المستمر، وأن يُقدّم المشورة والتوجيه، بما في ذلك النصائح المالية ربما. كما يمكنه أن يُوفّر فرصًا اقتصاديةً جديدة. ماذا تقولين للقلقين من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟ تقوم مهمّتي على ضمان إدراك الجوانب الإيجابية لهذه التقنية والحد من سلبيّاتها. لنأخذ الصحة النفسية مثالًا. أسمعُ الكثير من المستخدمين يقولون إنّهم يلجؤون إلى "تشات جي بي تي" في الأوقات الصعبة حين لا يجدون من يتحدّثون إليه. كثيرون لا يستطيعون تحمّل تكلفة زيارة معالجٍ نفسي. يخبرني عددٌ كبيرٌ من الأهل أنّهم حصلوا على نصائح قيّمة ساعدتهم في حلّ مشكلاتٍ مع أطفالهم. لكن، في الوقتِ نفسه، علينا التأكّدُ من أنّ النموذجَ يعمل كما هو متوقَّع. نعتمد خريطة طريق متينة للغاية. بدأنا بالرقابة الأبوية، ونخطّط لاعتماد معايير للتعرّف على العمر: فإذا استطعنا تحديد ما إذا كان المستخدم مراهقاً، سنقدّم له نموذجاً أقلَّ تساهلاً مقارنةً بالمعتمد مع البالغين. ويمثّل موضوعُ الوظائف أيضاً مصدر قلقٍ كبيرٍ بالنسبة إلي، والمقاربةُ مشابهةٌ في هذا المجال. سيخلقُ الذكاء الاصطناعي وظائف كثيرةً لم تكن موجودةً من قبل، مثل وظيفة "مهندس الأسئلة والطلبات الفورية"، أي الشخص الذي يصوغ التعليمات التي تُوجَّه إلى الروبوت للحصول على مساعدته. وفي الوقت نفسه، ستتأثّر بعضُ المهن، ودورُنا يتمثّل في المساعدة في عملية التحوّل. لهذا السبب نقدّم شهاداتٍ في الذكاء الاصطناعي تتيح للناس التقدم والحصول على تأهيلٍ جديد، كما أطلقنا منصّة وظائفٍ تربطُ الناس بفرصٍ مهنيةٍ مختلفة. قوبِل إطلاق "سورا 2" (Sora 2)، الذي يُنتج مقاطع فيديو قصيرةً بالاعتماد على نصوص، بحماسةٍ كبيرةٍ لكنّه أثار أيضاً السخرية: هل نختار إنتاج مقاطع فيديو مضحكة بدلاً من علاج السرطان؟ انضممتُ إلى "أوبن إيه آي" لأنني أؤمنُ إيماناً راسخاً بأنّ التكنولوجيا ستعالجُ كلَّ الأمراض. وبصفتي شخصاً يُعاني من مرضٍ مزمن، فأنا أؤمنُ بهذا إيماناً عميقاً. كلُّ إنجازات "سورا" على صعيد إنتاج الرسومات قادرةٌ على دعم العديد من التقنيات، وهي تُضحكُ الناس أيضاً، وهذا أمرٌ جيّدٌ في الطريق نحو علاج كلّ الأمراض. تحاكي النماذج المتاحة اليوم المعرفة البشرية بشكلٍ متزايد، ولكن ما الخطوات التالية نحو الذكاء الاصطناعي العام المستقل القادر على التعلّم الذاتي؟ أعتقدُ أنّ الاختراقاتِ المقبلة ستكمُنُ في النماذج التي تفهمُ أهدافك وتساعدك على تحقيقها بشكلٍ استباقي. لا تكتفي بإعطائك إجابةً جيّدة أو بالدخول في حوار، بل تقول مثلًا: تريد قضاء المزيد من الوقت مع زوجتك؟ حسناً، ربما هناك بعض عطلات نهاية الأسبوع التي تناسبُك، وقد خطّطتُ لك بالفعل وأجريتُ بعض الحجوزات على "إكسبيديا" (Expedia). اضغط زرّاً للموافقة، وكل شيء سيكون جاهزاً. في سان فرانسيسكو، نسمع أحياناً العبارة الآتية: "أميركا تبتكر، والصين تُقلّد، وأوروبا تُنظّم". كأوروبية، يُحزنني كلَّ مرةٍ أسمعُ فيها هذه الجملة. من المؤكّد أن هناك ميلًا في أوروبا للتركيزِ المفرطِ على القواعد. لكنني أعتقدُ أنّ هذا الوضع يتغيّر، خصوصاً حين أرى الرئيس إيمانويل ماكرون يُركّز على الابتكار. غير أن القيام بعمل فعليّ يتخطّى النيات لا يزال ضرورياً ليُصبح هذا واقعاً ملموساً. هل تسمحين لأطفالك باستخدام "تشات جي بي تي"؟ تطبيق "تشات جي بي تي" غيرُ مخصّص للأطفال دون سنّ الثالثة عشرة، لكنني سمحتُ لابنتي ذات العشر سنوات باستخدامه تحت إشرافي. من المذهل رؤية ما تستطيع ابتكاره. في نهاية هذا الأسبوع، أخبرتني عن بدء مشروع جديد لتحويل أفكارها إلى منتجات، واستخدمت "تشات جي بي تي" لتصميم ملصقات وشعارات. عندما كنّا صغاراً، لم نكن قادرين على تحويل خيالاتنا إلى واقع بهذه السرعة. إنّه بمثابة قوّة خارقة حقيقية تجعلها تؤمن بأن كلَّ شيء ممكن. "تشات جي بي تي" متصل مع تطبيقات الحياة اليومية كشفت "أوبن إيه آي" عن تزويد "تشات جي بي تي" بميزات جديدة تجعل نموذج الذكاء الاصطناعيّ الرائد، الذي يستخدمه 800 مليون شخص أسبوعياً، قادراً على التفاعل مع تطبيقات الحياة اليومية الأخرى. وفي افتتاح "يوم المطوّرين"، قدّمت "أوبن إيه آي" ميزة جديدة تحمل اسم "أبس إس دي كاي" (Apps SDK)، تتيحُ لـ"تشات جي بي تي" التفاعل مع تطبيقات مثل الموسيقى، والبحث عن العقارات، وحجوزات الفنادق أو الرحلات الجوية، وإنشاء الملصقات، وغيرها من الخدمات. ومع ذلك، لا تزالُ هذه الميزة غير متاحة في أوروبا. وقد شهد الشركاء الأوائل، وبينهم "بوكينغ.كوم"، و"كانفا" (Canva)، و"كورسيرا" (Coursera)، و"فيغما" (Figma)، و"إكسبيديا"، و"سبوتيفاي"، و"زيلو" (Zillow)، ارتفاعاً في أسعار أسهمهم يوم الاثنين. ومن المتوقّع انضمامُ شركاء آخرين لاحقاً، بينهم "أوبر" و"آل ترايلز" (AllTrails)، قبل نهاية العام. ويُتيح "تشات جي بي تي" للمستخدمين أيضاً تحديد إعداداتهم المفضّلة عبر التطبيق، باختيار مهاراتٍ حاسوبيةٍ أساسية، ما يكون لديهم نموذجاً شبه مستقلٍّ قادراً على أداء مهام معقّدة بمفرده، تشمل تحليل البيانات، واستنتاج عمليات بحث إضافية، وبناء البرامج لاستخدامها. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، أمام حشد من المطوّرين في سان فرانسيسكو: "هذا أفضلُ وقت في التاريخ للبناء؛ فقد بات الانتقال من الفكرة إلى المنتج أسرع من أي وقت مضى". وقد بدأ ألتمان كلمته بالإعلان عن تجاوز "تشات جي بي تي" عتبة 800 مليون مستخدم أسبوعياً، مؤكّداً أنّ نحو خمسة ملايين شركة ومؤسسة باتت مشتركةً في الخدمة المدفوعة. وأشارت الشركة إلى أنّ تكاليف الاستعلامات عبر "تشات جي بي تي" انخفضت بنسبة 42% خلال الأشهر الاثني عشر الماضية في النماذج التقليدية، وبنسبة 95% في النماذج المتطوّرة. وشاهد هذا العرض التقديميّ أكثر من ثلاثين ألف شخص مباشرة، في يوم استُهلّ بسلسلة عروض توضيحية ومحاضرات لجمهور من المطوّرين، معظمُهم من الرجال، اجتمعوا في موقع كان يوماً مقرّاً عسكرياً سابقاً على شواطئ خليج سان فرانسيسكو المشمسة. (فرانس برس، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows