جيش الاحتلال يعمل على تقسيم آخر في غزة تزامناً مع تعميق عدوانه
Arab
1 week ago
share

يعمّق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مسعى لتعميق سيطرته على مدينة غزة، ويعمل على تقسيم آخر، في وقت يواصل فيه ارتكاب المجازر في كل أرجاء القطاع. وذكر موقع والاه العبري، اليوم الأربعاء، أنّ قوات الجيش المشاركة في العدوان على غزة، أحرزت تقدماً خلال الـ48 ساعة الماضية، في خطة السيطرة على المدينة، حيث وصل التوغّل إلى حي الرمال الواقع في قلب المدينة، بالإضافة إلى مخيم الشاطئ للاجئين.

وبحسب الموقع، فإن عملية نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات مدرعة ومشاة إلى شارع النصر، بالتوازي مع اقتحام مخيم الشاطئ، من شأنها أن تتيح لاحقاً تقسيم شمال قطاع غزة إلى قسمين، بحيث يكون ذلك تقسيماً إضافياً، إلى جانب السيطرة على محاور نتساريم وموراج، بالإضافة إلى المنطقة العازلة. وستسمح العملية في حي الرمال ومخيم الشاطئ، وفق التقديرات الإسرائيلية، بسيطرة واسعة على مدينة غزة، و"تصعّب على حركة حماس نقل عناصرها من منطقة إلى أخرى"، في ظل العمليات البرية والجوية لجيش الاحتلال.

كما أن تقطيع شمال القطاع، بحسب الرؤية الإسرائيلية، سيمكّن الجيش من قطع بعض خطوط الإمداد، علماً أن شارع النصر، الذي وصل إليه جيش الاحتلال ليلة الاثنين والثلاثاء، يُعد شارعاً مركزياً في مدينة غزة، من حيث النقل والتجارة والاتصالات. وتنظر إسرائيل إلى مخيم الشاطئ على أنه منطقة مكتظة بالمباني وعناصر المقاومة، وتزعم أنه يشكّل منطقة احتياط وتنظيم لمقاتلي "حماس" في البلدة القديمة من غزة، ما يمهد لمجازر إسرائيلية إضافية في المنطقة.

وتقدّر جهات أمنية إسرائيلية، أن التوغّل في حي الرمال ومخيم الشاطئ يحمل أيضاً تأثيراً نفسياً على قيادة لواء غزة في الجناح العسكري لحركة حماس، بقيادة عز الدين الحدّاد، وكذلك تأثيراً إدراكياً على جميع الفلسطينيين في القطاع. وتزامناً مع تكثيف العدوان والمجازر بحق الفلسطينيين، أفاد جيش الاحتلال في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن أكثر من 640 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع، وذلك نتيجة العمليات العسكرية الواسعة في أحياء الصبرة وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

ويزعم الجيش أن هذا النزوح السكاني يتيح له إدارة قتال أكثر اتساعاً وقوة داخل مدينة غزة، في حين تثبت الوقائع على الأرض أنه يكثف قصفه وعملياته، حتى بوجود المدنيين، من دون علاقة لنزوحهم من عدمه، بدليل ارتكابه مجازر جديدة، منها اليوم. وأفادت مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، بأن حركة المدنيين تم تسجيلها بموازاة تقدّم العملية العسكرية. وبحسب قولها، فإن التركيز الرئيسي حالياً هو في منطقة المواصي، التي حددتها إسرائيل منطقةً عازلةً في جنوب القطاع.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، في ساعات الصباح، بوقوع 51 شهيداً في القصف الإسرائيلي على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 34 من مدينة غزة. وفيما يبدو أنه تمهيد لتكثيف الهجوم على مجمّع الشفاء الطبي، زعم جيش الاحتلال في بيان اليوم، أن قواته رصدت إطلاق نار كثيف من داخل المجمّع الواقع في مدينة غزة. وزعم الجيش أنه "بهذه الطريقة ... يخاطر عناصر حماس عمداً بحياة المرضى والطواقم الطبية والسكان المدنيين".

وفي السياق ذاته، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأربعاء، أنّ 335 ألف مواطن اضطروا إلى مغادرة منازلهم من مدينة غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي، بينهم أكثر من 60 ألفاً نزحوا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. ولا يزال 900 ألف فلسطيني في المدينة يتمسكون بحقهم في البقاء، ويرفضون التهجير القسري رغم القصف العنيف وجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، وفق المكتب.

وأضاف البيان أن المناطق الجنوبية للقطاع "تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل". وزاد: "المساحة التي خصصها الاحتلال في خرائطه كمناطق إيواء لا تتجاوز 12% فقط من مساحة قطاع غزة، ويحاول حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها".

بدوره، قال جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم الأربعاء، إنّ مئات العائلات النازحة قسرًا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه جراء الهجمات الإسرائيلية "تفتقر إلى مأوى وتفترش الأرض في ظروف مأساوية". وأوضح الجهاز في بيان، أن "مئات العائلات نزحت منذ أيام من شمال القطاع إلى جنوبه، وتفترش الأرض لعدم تمكنها من توفير مأوى مؤقت بسبب أوضاعها المادية الصعبة". وحمّل الدفاع المدني إسرائيل "المسؤولية المباشرة عن الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، الذين يواجهون خطر الموت في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني". ودعا الجهاز المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، إلى "التحرك العاجل لوقف المأساة والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ وقف فوري للحرب في القطاع".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows