
Party
على عكس النظام القائم في المجتمع اليمني، وخلافا للعادات والتقاليد والأعراف اليمنية التي توارثها المجتمع اليمني والتي تعد جزءا من ثقافته، لم يعد للوجاهات الاجتماعية أو ما يطلق عليهم شيوخ القبائل، أي اعتبار أو مكانة وفق الموروث الشعبي والاجتماعي، بل باتت هذه الشريحة عرضة للإهانات والملاحقة والمضايقة والاختطاف والقتل كغيرها من شرائح المجتمع، دون مراعاة لأي اعتبارات عرفية أو اجتماعية.
العبودية أو الموت
وعادة ما تعمد المليشيا الحوثية إلى استفزاز العديد ممن يرفضون تقلد دور العكفي لدى المليشيا أو ينفذون أجندتها، لاختلاق المبررات وتوجيه التهم لهم، كوسيلة لإلقاء القبض عليهم وتغييبهم أو تصفيتهم.
ويمثل قتل وتصفية شيخ قبلي في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران قبل أيام، أي في 13 يوليو الجاري 2025 آخر فصول هذه السلسلة الإجرامية التي بدأت قبل الانقلاب بسنوات وتحديدا منذ بدأت مليشيا الحوثي التمرد على الدولة، ليكون إجمالي من قتلتهم مليشيا الحوثي أكثر من 130 من مشايخ القبائل والوجاهات الاجتماعية.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن عناصر تابعة لمليشيا الحوثي اعترضت سيارة كان يستقلها الشيخ علي صلاح جتوم، في الطريق الرابط بين عمران وصعدة، قبل أن يباشروه بإطلاق النار عليه ويردوه قتيلاً.
وتضيف المصادر أن أحد الأطقم التابعة لإدارة أمن مديرية حرف سفيان، الخاضعة لسيطرة المليشيا، قطع طريق الشيخ جتوم في منطقة العمشية، وطلب منه المسلحون الصعود إلى مركبتهم العسكرية، بحجة أنه مطلوب أمنياً، غير أن الشيخ جتوم والمعروف بدوره الاجتماعي وإصلاح ذات البين، رفض الاستجابة لأوامر مشرفي المليشيا، قبل أن يُقدِم العناصر على تصفيته وإعدامه ميدانياً بجوار سيارته ثم لاذوا بالفرار.
الجريمة بضوء أخضر
وبعد هذه الحادثة بأيام، نجا شيخ قبلي في رداع بمحافظة البيضاء من محاولة اغتيال نفذتها عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، بحسب مصادر محلية.
وذكرت المصادر أن الشيخ أحمد صالح الحطام أحد أبرز مشايخ قيفة رداع نجا من محاولة اغتيال مساء الأحد 27 من الشهر الجاري 2025 أثناء مروره بسيارته في حي الدائري بمدينة رداع محافظة البيضاء.
وقالت المصادر إن سيارة الشيخ الحطام تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل قناصة تابعة لمليشيا الحوثي المسلحة، تمركزت في عدد من الأبنية المرتفعة المطلة على الحي، مما أدى إلى تضرر السيارة دون أن يصاب الشيخ بأذى.
ووفقا لمعلومات حصل عليها موقع الإصلاح نت من مصادر حقوقية، فقد بلغ إجمالي من قتلتهم مليشيا الحوثي بطرق مختلفة وذرائع شتى 139 شيخ قبيلة ووجاهة اجتماعية.
ويمثل الانفلات الأمني وانهيار الدولة وغياب القانون وعدم المساءلة، أحد أبرز الأسباب لمقتل هذا العدد الكبير من الأعيان والوجاهات الاجتماعية على أيدي مسلحي المليشيا، وهو ما يعطي ضوءا أخضرا لكل منتمٍ للمليشيا أو مؤيد لها دون الخوف من أي تبعات قانونية، إذ أن ذلك الانتماء يمثل حصانة مطلقة يعطل بموجبها القانون والدستور.
لا سبيل لخطب الود
وتمثل حادثة قتل الشيخ القبلي مسعد محمد المعزبي مع امرأة من أسرته وإصابة آخرين، برصاص مليشيا الحوثي الانقلابية بمديرية القفر شمالي محافظة إب وسط اليمن، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق الوجاهات الاجتماعية.
فقد أقدم مرافقون لقيادي حوثي يدعى أبو ذياب، في نهاية فبراير من العام 2018، على قتل الشيخ مسعد المعزبي بطريقة بشعة، داخل مقر إدارة أمن منطقة ربابة، بعد رفضه الانصياع للقيادي الحوثي ومطالبته بحل مشكلته مع خصومه عبر المحكمة، مما تسبب بوقوع اشتباكات بين الطرفين أصيب فيها الشيخ المعزبي بجروح بالغة، حاول بعدها الفرار رغم إصابته، إلا أن أحد مرافقي القيادي الحوثي تمكن من اللحاق به والإجهاز عليه.
وعلى الرغم من وقوف العديد من المشايخ ومساندتهم لمليشيا الحوثي في عملية الانقلاب والتنسيق معها ومساعدتها لبسط نفوذها في العديد من المناطق التي سيطرت عليها، وفتكهم بالقوى المعارضة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى مليشيا الحوثي ولم يكونوا في مأمن وحماية من غوائل ومكر مليشيا الانقلاب، بعد كل التضحيات والخدمات التي سبق وأن قدموها خلال مرحلة إسقاط الدولة.
عام الغدر
ويعتبر العام 2019 عام تصفية المشايخ الذين ساندوا المليشيا في الانقلاب، ومطاردتهم واختطافهم وتفجير منازلهم بحسب بعض الناشطين، حيث تم رصد العديد من الجرائم والتصفيات بحق الوجاهات الاجتماعية، فقد قامت مليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشايخ القبائل، موزعة على 12 جريمة تصفية، وخمس عمليات اختطاف، وتفجير ثلاثة منازل، ومداهمة منزلين.
ففي أبريل من العام 2019، قتل الشيخ القبلي البارز أحمد سالم السكني، الذي كان يمثل هدفا للمليشيا الحوثية، برصاص مشرف المليشيا الحوثية على منطقة صرف بصنعاء المدعو أبو ناجي الماربي، الذي تعمّد إهانة الشيخ السكني قبل أن يطلق عليه الرصاص المباشر ليرديه قتيلاً.
وأثار مقتل السكني على يد المليشيا الحوثية والطريقة التي قتل بها، غضباً شعبيا وقبليا واسعاً، حيث تداعت على إثر هذه الجريمة قبائل صنعاء وعمران، في اعتصامات ووقفات احتجاجية منددة بالجريمة، ومطالبة بتسليم الجاني وتقديمه للعدالة، فقد كان الشيخ السكني يحظى بحضور قبلي وشعبية واسعة، غير أن تلك الاحتجاجات والدعوات المطالبة بتسليم الجاني للقضاء قوبلت بالرفض من قبل المليشيا، مهددة المشاركين في الاعتصامات بالزج بهم في المعتقلات وقمعهم بالقوة.
تصفيات وإهانات
وفي 26 مايو من العام نفسه، أقدم مشرف المليشيا الحوثية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع المدعو "أبو عماد" والمقرب من زعيم المليشيا على تصفية قيادي حوثي آخر موال لها يدعى زيد جزيلان البرطي، إثر خلافات نشبت بينهما حول تولي منصب مدير المديرية، وتبادل اتهامات بشأن الاستحواذ على ما تم نهبه من الممتلكات العامة والخاصة.
وفي يونيو 2019 أقدمت عناصر حوثية مسلّحة في محافظة إب على قتل وكيل المحافظة المعين من قبل المليشيا، وأحد وجهاء المحافظة الذين سهلوا لها السيطرة على المحافظة ويدعى إسماعيل سفيان، بعد دخوله في خلافات مع قيادات حوثية انتهت بمقتله وإصابة عدد من مرافقيه.
وبحسب المصدر فقد مثّل شهر يوليو من العام 2019 الشهر الأكثر وحشية ضد مشايخ القبائل في مناطق سيطرة المليشيا، حيث أقدمت خلال هذا الشهر على قتل ستة من المشايخ والوجاهات الاجتماعية كان على رأسهم الشيخ سلطان محمد الوروري (37 عاماً)، وهو مهندس إسقاط عمران وإسقاط اللواء 310 الذي كان يقوده الشهيد حميد القشيبي، والذي قتل بطريقة غادرة على يد خمسة من مسلحي مليشيا الحوثي، أحدهم من محافظة صعدة، وأربعة أخرين من محافظة عمران.
وطبقا لرواية مقربين، فقد استدرجت مليشيا الحوثي الشيخ الوروري من منزله الكائن بإحدى قرى مديرية قفلة عذر بعمران إلى مكان خارج القرية، وهناك قامت بتصفيته ورميه جثة هامدة على قارعة الطريق، ولم يعرف أحد عنه شيئًا إلا صباح اليوم التالي حينما وُجد مقتولاً وقد نهبت سيارته، وجنبيته، ومسدسه الشخصي، وتلفونه والنقود التي كانت معه.
وتأتي نهاية الشيخ الوروري على هذا النحو رغم ولائه المطلق للمليشيا الحوثية، وقتاله إلى جانبها في حروب صعدة الست ضد الدولة بين عامي (2004م - 2009م) ، ومشاركته الفعلية في الهجوم على اللواء 310 وقائده العميد حميد القشيبي في يوليو 2014م، كما شارك معها في العديد من الجبهات في الجوف ومأرب والحديدة.
مشرفون مترفون
وفي نفس الشهر قتل الشيخ محمد المطري، المكني "أبو سراج"، أحد مشايخ بني مطر غربي صنعاء على يد أحد المرافقين للقيادي الحوثي أبو الزهراء أحد مشايخ محافظة صعدة أحد المقربين من زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، وحينها اشتبكا بالأيدي، قبل أن يتدخل المرافق الشخصي للقيادي "أبو الزهراء" بإطلاق وابل من الرصاص على "المطري" ويرديه قتيلًا.
كما قتل في الشهر ذاته الشيخ جلال محسن منصور أحد الموالين للمليشيا الحوثية وأصيب آخرون من مسلحي الحوثي في محافظة إب، بسبب خلافات بينه وبين قيادات حوثية قدمت من محافظة صعدة، ممن يسمون أنفسهم بالمشرفين الأمنيين.
وفي مطلع سبتمبر 2019 أقدمت مليشيا الحوثي على تصفية الشيخ أحمد الشعملي، أحد مشايخ مديرية سفيان بمحافظة عمران، أثناء تناوله وجبة الغداء في أحد مطاعم العاصمة صنعاء، والذي يعد من الوجاهات الاجتماعية الموالية للحوثيين، كما ضحى باثنين من أولاده الذين قاتلوا إلى جانب الحوثيين.
وفي منتصف أكتوبر 2019، أقدم أحد عناصر المليشيات الحوثية على إعدام الشيخ طفيان علي طفيان، أحد مشايخ مديرية شرس بمحافظة حجّة، وأمين عام مجلسها المحلي، بعد استدراجه من قبل مسلح حوثي من ذات المنطقة إلى خارج المنزل قبل أن يباشر بإطلاق الرصاص عليه ويرديه قتيلًا بالقرب من منزله وأمام أهله وأبنائه.
وفي أكتوبر أيضا من نفس العام داهم مسلحون حوثيون على متن أطقم عسكرية قرية المعزية بمنطقة العود بمحافظة إب، وقاموا باعتقال الشيخ أحمد مصلح الحضرمي (55 عاماً)، واقتادوه بالقوة على متن أحد الأطقم إلى خارج المنطقة، وقاموا بتصفيته على متن الطقم فور مغادرتهم القرية.
ومنذ مطلع العام 2019، أقدمت المليشيا على اختطاف العديد من الرموز القبلية والوجاهات الاجتماعية ومنهم اللواء علي الضبيبي أحد شيوخ محافظة ريمة، والشيخ محمد حسين الضبياني أحد مشايخ ذمار، والشيخ حميد أحمد أمين الشهاري أحد وجاهات محافظة إب، والشيخ مختار القشيبي شيخ مشايخ بلاد الروس والأمين العام لحزب العمل اليمني، والشيخ علي بن علي القوزي محافظ الحديدة المعين من قبلهم والذي أصدرت بحقّه حكمًا بالإعدام بتهمة "الخيانة"، وهي ذات التهمة التي تقوم المليشيا بتلفيقها لابتزاز وإذلال أي شخص يخالف توجهها وسياستها.
*الإصلاح نت
العبودية أو الموت
وعادة ما تعمد المليشيا الحوثية إلى استفزاز العديد ممن يرفضون تقلد دور العكفي لدى المليشيا أو ينفذون أجندتها، لاختلاق المبررات وتوجيه التهم لهم، كوسيلة لإلقاء القبض عليهم وتغييبهم أو تصفيتهم.
ويمثل قتل وتصفية شيخ قبلي في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران قبل أيام، أي في 13 يوليو الجاري 2025 آخر فصول هذه السلسلة الإجرامية التي بدأت قبل الانقلاب بسنوات وتحديدا منذ بدأت مليشيا الحوثي التمرد على الدولة، ليكون إجمالي من قتلتهم مليشيا الحوثي أكثر من 130 من مشايخ القبائل والوجاهات الاجتماعية.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن عناصر تابعة لمليشيا الحوثي اعترضت سيارة كان يستقلها الشيخ علي صلاح جتوم، في الطريق الرابط بين عمران وصعدة، قبل أن يباشروه بإطلاق النار عليه ويردوه قتيلاً.
وتضيف المصادر أن أحد الأطقم التابعة لإدارة أمن مديرية حرف سفيان، الخاضعة لسيطرة المليشيا، قطع طريق الشيخ جتوم في منطقة العمشية، وطلب منه المسلحون الصعود إلى مركبتهم العسكرية، بحجة أنه مطلوب أمنياً، غير أن الشيخ جتوم والمعروف بدوره الاجتماعي وإصلاح ذات البين، رفض الاستجابة لأوامر مشرفي المليشيا، قبل أن يُقدِم العناصر على تصفيته وإعدامه ميدانياً بجوار سيارته ثم لاذوا بالفرار.
الجريمة بضوء أخضر
وبعد هذه الحادثة بأيام، نجا شيخ قبلي في رداع بمحافظة البيضاء من محاولة اغتيال نفذتها عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، بحسب مصادر محلية.
وذكرت المصادر أن الشيخ أحمد صالح الحطام أحد أبرز مشايخ قيفة رداع نجا من محاولة اغتيال مساء الأحد 27 من الشهر الجاري 2025 أثناء مروره بسيارته في حي الدائري بمدينة رداع محافظة البيضاء.
وقالت المصادر إن سيارة الشيخ الحطام تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل قناصة تابعة لمليشيا الحوثي المسلحة، تمركزت في عدد من الأبنية المرتفعة المطلة على الحي، مما أدى إلى تضرر السيارة دون أن يصاب الشيخ بأذى.
ووفقا لمعلومات حصل عليها موقع الإصلاح نت من مصادر حقوقية، فقد بلغ إجمالي من قتلتهم مليشيا الحوثي بطرق مختلفة وذرائع شتى 139 شيخ قبيلة ووجاهة اجتماعية.
ويمثل الانفلات الأمني وانهيار الدولة وغياب القانون وعدم المساءلة، أحد أبرز الأسباب لمقتل هذا العدد الكبير من الأعيان والوجاهات الاجتماعية على أيدي مسلحي المليشيا، وهو ما يعطي ضوءا أخضرا لكل منتمٍ للمليشيا أو مؤيد لها دون الخوف من أي تبعات قانونية، إذ أن ذلك الانتماء يمثل حصانة مطلقة يعطل بموجبها القانون والدستور.
لا سبيل لخطب الود
وتمثل حادثة قتل الشيخ القبلي مسعد محمد المعزبي مع امرأة من أسرته وإصابة آخرين، برصاص مليشيا الحوثي الانقلابية بمديرية القفر شمالي محافظة إب وسط اليمن، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق الوجاهات الاجتماعية.
فقد أقدم مرافقون لقيادي حوثي يدعى أبو ذياب، في نهاية فبراير من العام 2018، على قتل الشيخ مسعد المعزبي بطريقة بشعة، داخل مقر إدارة أمن منطقة ربابة، بعد رفضه الانصياع للقيادي الحوثي ومطالبته بحل مشكلته مع خصومه عبر المحكمة، مما تسبب بوقوع اشتباكات بين الطرفين أصيب فيها الشيخ المعزبي بجروح بالغة، حاول بعدها الفرار رغم إصابته، إلا أن أحد مرافقي القيادي الحوثي تمكن من اللحاق به والإجهاز عليه.
وعلى الرغم من وقوف العديد من المشايخ ومساندتهم لمليشيا الحوثي في عملية الانقلاب والتنسيق معها ومساعدتها لبسط نفوذها في العديد من المناطق التي سيطرت عليها، وفتكهم بالقوى المعارضة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى مليشيا الحوثي ولم يكونوا في مأمن وحماية من غوائل ومكر مليشيا الانقلاب، بعد كل التضحيات والخدمات التي سبق وأن قدموها خلال مرحلة إسقاط الدولة.
عام الغدر
ويعتبر العام 2019 عام تصفية المشايخ الذين ساندوا المليشيا في الانقلاب، ومطاردتهم واختطافهم وتفجير منازلهم بحسب بعض الناشطين، حيث تم رصد العديد من الجرائم والتصفيات بحق الوجاهات الاجتماعية، فقد قامت مليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشايخ القبائل، موزعة على 12 جريمة تصفية، وخمس عمليات اختطاف، وتفجير ثلاثة منازل، ومداهمة منزلين.
ففي أبريل من العام 2019، قتل الشيخ القبلي البارز أحمد سالم السكني، الذي كان يمثل هدفا للمليشيا الحوثية، برصاص مشرف المليشيا الحوثية على منطقة صرف بصنعاء المدعو أبو ناجي الماربي، الذي تعمّد إهانة الشيخ السكني قبل أن يطلق عليه الرصاص المباشر ليرديه قتيلاً.
وأثار مقتل السكني على يد المليشيا الحوثية والطريقة التي قتل بها، غضباً شعبيا وقبليا واسعاً، حيث تداعت على إثر هذه الجريمة قبائل صنعاء وعمران، في اعتصامات ووقفات احتجاجية منددة بالجريمة، ومطالبة بتسليم الجاني وتقديمه للعدالة، فقد كان الشيخ السكني يحظى بحضور قبلي وشعبية واسعة، غير أن تلك الاحتجاجات والدعوات المطالبة بتسليم الجاني للقضاء قوبلت بالرفض من قبل المليشيا، مهددة المشاركين في الاعتصامات بالزج بهم في المعتقلات وقمعهم بالقوة.
تصفيات وإهانات
وفي 26 مايو من العام نفسه، أقدم مشرف المليشيا الحوثية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع المدعو "أبو عماد" والمقرب من زعيم المليشيا على تصفية قيادي حوثي آخر موال لها يدعى زيد جزيلان البرطي، إثر خلافات نشبت بينهما حول تولي منصب مدير المديرية، وتبادل اتهامات بشأن الاستحواذ على ما تم نهبه من الممتلكات العامة والخاصة.
وفي يونيو 2019 أقدمت عناصر حوثية مسلّحة في محافظة إب على قتل وكيل المحافظة المعين من قبل المليشيا، وأحد وجهاء المحافظة الذين سهلوا لها السيطرة على المحافظة ويدعى إسماعيل سفيان، بعد دخوله في خلافات مع قيادات حوثية انتهت بمقتله وإصابة عدد من مرافقيه.
وبحسب المصدر فقد مثّل شهر يوليو من العام 2019 الشهر الأكثر وحشية ضد مشايخ القبائل في مناطق سيطرة المليشيا، حيث أقدمت خلال هذا الشهر على قتل ستة من المشايخ والوجاهات الاجتماعية كان على رأسهم الشيخ سلطان محمد الوروري (37 عاماً)، وهو مهندس إسقاط عمران وإسقاط اللواء 310 الذي كان يقوده الشهيد حميد القشيبي، والذي قتل بطريقة غادرة على يد خمسة من مسلحي مليشيا الحوثي، أحدهم من محافظة صعدة، وأربعة أخرين من محافظة عمران.
وطبقا لرواية مقربين، فقد استدرجت مليشيا الحوثي الشيخ الوروري من منزله الكائن بإحدى قرى مديرية قفلة عذر بعمران إلى مكان خارج القرية، وهناك قامت بتصفيته ورميه جثة هامدة على قارعة الطريق، ولم يعرف أحد عنه شيئًا إلا صباح اليوم التالي حينما وُجد مقتولاً وقد نهبت سيارته، وجنبيته، ومسدسه الشخصي، وتلفونه والنقود التي كانت معه.
وتأتي نهاية الشيخ الوروري على هذا النحو رغم ولائه المطلق للمليشيا الحوثية، وقتاله إلى جانبها في حروب صعدة الست ضد الدولة بين عامي (2004م - 2009م) ، ومشاركته الفعلية في الهجوم على اللواء 310 وقائده العميد حميد القشيبي في يوليو 2014م، كما شارك معها في العديد من الجبهات في الجوف ومأرب والحديدة.
مشرفون مترفون
وفي نفس الشهر قتل الشيخ محمد المطري، المكني "أبو سراج"، أحد مشايخ بني مطر غربي صنعاء على يد أحد المرافقين للقيادي الحوثي أبو الزهراء أحد مشايخ محافظة صعدة أحد المقربين من زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، وحينها اشتبكا بالأيدي، قبل أن يتدخل المرافق الشخصي للقيادي "أبو الزهراء" بإطلاق وابل من الرصاص على "المطري" ويرديه قتيلًا.
كما قتل في الشهر ذاته الشيخ جلال محسن منصور أحد الموالين للمليشيا الحوثية وأصيب آخرون من مسلحي الحوثي في محافظة إب، بسبب خلافات بينه وبين قيادات حوثية قدمت من محافظة صعدة، ممن يسمون أنفسهم بالمشرفين الأمنيين.
وفي مطلع سبتمبر 2019 أقدمت مليشيا الحوثي على تصفية الشيخ أحمد الشعملي، أحد مشايخ مديرية سفيان بمحافظة عمران، أثناء تناوله وجبة الغداء في أحد مطاعم العاصمة صنعاء، والذي يعد من الوجاهات الاجتماعية الموالية للحوثيين، كما ضحى باثنين من أولاده الذين قاتلوا إلى جانب الحوثيين.
وفي منتصف أكتوبر 2019، أقدم أحد عناصر المليشيات الحوثية على إعدام الشيخ طفيان علي طفيان، أحد مشايخ مديرية شرس بمحافظة حجّة، وأمين عام مجلسها المحلي، بعد استدراجه من قبل مسلح حوثي من ذات المنطقة إلى خارج المنزل قبل أن يباشر بإطلاق الرصاص عليه ويرديه قتيلًا بالقرب من منزله وأمام أهله وأبنائه.
وفي أكتوبر أيضا من نفس العام داهم مسلحون حوثيون على متن أطقم عسكرية قرية المعزية بمنطقة العود بمحافظة إب، وقاموا باعتقال الشيخ أحمد مصلح الحضرمي (55 عاماً)، واقتادوه بالقوة على متن أحد الأطقم إلى خارج المنطقة، وقاموا بتصفيته على متن الطقم فور مغادرتهم القرية.
ومنذ مطلع العام 2019، أقدمت المليشيا على اختطاف العديد من الرموز القبلية والوجاهات الاجتماعية ومنهم اللواء علي الضبيبي أحد شيوخ محافظة ريمة، والشيخ محمد حسين الضبياني أحد مشايخ ذمار، والشيخ حميد أحمد أمين الشهاري أحد وجاهات محافظة إب، والشيخ مختار القشيبي شيخ مشايخ بلاد الروس والأمين العام لحزب العمل اليمني، والشيخ علي بن علي القوزي محافظ الحديدة المعين من قبلهم والذي أصدرت بحقّه حكمًا بالإعدام بتهمة "الخيانة"، وهي ذات التهمة التي تقوم المليشيا بتلفيقها لابتزاز وإذلال أي شخص يخالف توجهها وسياستها.
*الإصلاح نت