تصعيد خطير وبلطجة مرفوضة.. الهجمات الإسرائيلية في سوريا تثير غضباً عربياً وتنديداً دولياً واسعاً (رصد)
Civil
5 hours ago
share
أثارت ضربات الكيان الإسرائيلي الجوية، التي استهدفت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 15و 16 يوليو/ تموز، مواقع في العاصمة السورية دمشق، ومدن سورية أخرى، ردود أفعال وإدانات واسعة، وسط دعوات لوقف التصعيد وحماية المدنيين. الغارات الإسرائيلية، التي تصاعدت حدتها اليوم مع استهداف مباشر لمحيط القصر الرئاسي ووزارة الدفاع السورية وسط العاصمة دمشق، اعتبرتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،  "اعتداءً صارخًا على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكًا للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي". بلطجة إسرائيلية الجامعة العربية في بيان أصدرته أمانتها العامة، أدانت بأشد العبارات الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي. وأكدت الجامعة العربية أن هذه الغارات "بلطجة"، مشددة على أنه "لا يُمكن للمجتمع الإقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فورًا".  ولفتت إلى أن تلك الغارات "تستهدف زرع الفوضى في سوريا مستغلة في ذلك بعض الأحداث التي وقعت مؤخرًا في محافظة السويداء، والتي أدانتها السلطات السورية نفسها ووصفتها في بيان لها بـ"الأعمال المُشينة" وتعهدت بالتحقيق فيها وتوقيع الجزاء علي من يثبت ارتكابه لأية انتهاكات او مخالفات. وأعربت عن كامل التضامن مع سوريا إزاء تلك الهجمات الاسرائيلية، مناشدة الحكومة العمل بسرعة على نزع فتيل الفتنة، ومعالجة الاحتقانات القائمة عبر الحوار، والعمل على احتواء كافة مكونات الشعب السوري في الإطار الوطني. تصعيد غير مسؤول بدوره، أكد مجلس التعاون الخليجي الغارات الإسرائيلية على دمشق، بأنها تمثل "انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقاً للقوانين والأعراف الدولية، ومساساً خطيراً بالأمن والاستقرار الإقليميين". المجلس في بيان رسمي أدان كذلك بأشد العبارات، الهجمات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية العربية السورية الشقيقة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته تجاه أمن واستقرار المنطقة". ورأى المجلس في بيانه الصادر من مقره في الرياض أن استمرار هذه الهجمات المتكررة والمتواصلة من قوات الاحتلال الإسرائيلي يعد تصعيداً غير مسؤول واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة".  وشدد البيان على موقف مجلس التعاون "الثابت والداعم لوحدة سورية وسلامة أراضيها، ورفضه التام لأي تدخل خارجي يمس بسيادتها أو يفاقم من معاناة شعبها الشقيق"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة، ومحاسبة مرتكبيها، والعمل الجاد على حماية الشعب السوري، والحفاظ على سيادتها، وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. اعتداءات مرفوضة  في السياق، أعرب البرلمان العربي عن بالغ إدانته واستنكاره للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي لبنان وسوريا، والتي تعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي، وتهديدًا خطيرًا لسيادة الدول واستقرار المنطقة برمتها. ووفق البرلمان العربي، استمرار هذه الاعتداءات المرفوضة ستزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتأتي في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، في تجاهل تام للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وجدد البرلمان العربي موقفه الثابت والرافض لأي ممارسات تمس سيادة الدول العربية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأمن الإقليمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الالتزام الكامل بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. من ناحيتها، جددت رابطة العالم الإسلامي، التأكيد على التضامن مع سوريا حكومة وشعباً، تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها وسيادتها، وفي مواجهة محاولات زرع الفتنة بين مكوناتها، والتدخل بشؤونها الداخلية. وأكدت الرابطة في بيانٍ لأمانتها العامة، على دعمها جهود الحكومة السورية لحماية الشعب بجميع مكوناته، والمحافظة على السلم الأهلي، وبسط سيادة القانون في البلاد، معربة عن إدانتها اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، وانتهاكاته المتواصلة لكل القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة. انتهاك سافر وفي الإطار، أدانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والسورية وما تشكله من انتهاك "سافر لسيادة البلدين وخرق لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". الخارجية المصرية في بيان لها، شددت على الأهمية البالغة لاحترام سيادة كل من لبنان وسوريا والرفض الكامل للتدخل في شؤونهما الداخلية، مؤكدة على ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضيهما. وأكدت مصر أن "هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة من شأنها تعميق حدة التوتر وتمثل عنصرا أساسيًا لعدم الاستقرار في البلدين الشقيقين والمنطقة، في ظل ظرف دقيق تُبذل فيه جهود إقليمية ودولية حثيثة بمشاركة مصرية فعالة لخفض التصعيد ودعم الأمن والاستقرار الإقليمي". من جهتها عبرت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية أيضاً عن رفضها الشديد لما وصفته بـ"الاعتداءات السافرة" على سوريا، وأكدت أن "الاستمرار في هذه الغارات يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، واتفاق فض الاشتباك لعام 1974"، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد، ودعم دمشق في هذه المرحلة. تصعيد خطير  إلى ذلك، رحبت دولة الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه، أهمية التهدئة وحماية المدنيين، ودعمها للجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أدانت دولة الإمارات بشدة التصعيد الخطير في جنوب سوريا، واستنكرت بشدة الغارات الإسرائيلية على المنطقة، مؤكدة رفضها التام لانتهاك سيادة سوريا، وتهديد أمنها واستقرارها. وجددت وزارة الخارجية في بيان لها التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم استقرار سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والحياة الكريمة، والتعايش السلمي والتنمية. الكويت بدورها أدانت الغارات الإسرائيلية، مشددة على أن "هذه الاعتداءات تمثل استمراراً لانتهاكات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ"ردع الاحتلال ووضع حد لعدوانه"، مؤكدة وقوفها إلى جانب سوريا في الحفاظ على أمنها ووحدة أراضيها. لبنان تتضامن  بدوره، أدان الرئيس اللبناني، جوزاف عون، "بأشد العبارات" الاعتداءات الإسرائيلية المكرورة على الأراضي السورية، معتبراً أنها "تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".  وأكد عون أنّ "استمرار هذه الاعتداءات يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد"، مُعرباً عن "تضامن لبنان الكامل مع سورية شعباً ودولةً"، مجدداً "دعوته المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافةً، لوقف الاعتداءات، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها". إدانات تركية  بدورها أدانت الرئاسة التركية، الهجمات التي شنتها إسرائيل على سوريا، معتبرة أنها لا تستهدف استقرار سوريا وأمنها فحسب بل استقرار المنطقة بأكملها. وذكر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران، في بيان، أن أنقرة ستواصل دعم وحدة أراضي سوريا "كما فعلت دائماً". في حين رأت وزارة الخارجية التركية أن الغارات الإسرائيلية بمثابة "محاولات متعمدة لتخريب مساعي إرساء السلام والأمن في المنطقة"، داعيةً إلى "ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مزيد من التصعيد". وأضافت الوزارة أن سوريا لديها فرصة تاريخية للعيش بسلام والاندماج في العالم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقال نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، إن هجمات إسرائيل على سوريا تشكل تهديدا واضحا ليس فقط للسيادة السورية بل أيضا لاستقرار وسلام منطقتنا، مضيفاً: "أدين هذه الهجمات التي تستهدف الاستقرار الإقليمي بأشد العبارات". وأشار إلى انه "‏بعد سنوات طويلة من الاضطرابات الداخلية، فإن بدء عملية إعادة الإعمار في سوريا له أهمية حيوية بالنسبة للسوريين المضطهدين والأمن الإقليمي على حد سواء". وأوضح أن "‏استمرار إسرائيل في موقفها العدواني خلال هذه الفترة هو محاولة واضحة لتخريب السلام الإقليمي والقانون الدولي، ‏ونحن في تركيا سنواصل الدفاع عن وحدة أراضي سوريا وسيادتها وسلام الشعب السوري الشقيق من خلال نهج السياسة الخارجية الذي يعطي الأولوية لإرساء السلام والاستقرار في منطقتنا". قلق أمريكي أمريكياً، أعرب وزير الخارجية الأميركي "ماركو روبيو"، عن القلق البالغ للولايات المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على سوريا اليوم، مُضيفاً أنه تحدث هاتفياً مع الأطراف المعنية. وقال روبيو: "سنعمل على هذه المسألة حالياً. انتهيتُ للتو من مُكالمة هاتفية مع الأطراف المعنية، نحن قلقون للغاية حيال ذلك، ونأمل أن نتلقى بعض المستجدات لاحقاً اليوم. لكننا قلقون للغاية حيال ذلك"، حسب وكالة "رويترز للأنباء". وأضاف أن الولايات المتحدة تُريد وقف القتال، حيث اندلعت الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي الدروز المحليين بعد ساعات من اتفاق وقف إطلاق النار. من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ"الانتهاكات ضد المدنيين في سورية"، مؤكدةً ضرورة "وقف الاشتباكات فوراً". ألمانيا: لا لزعزعة استقرار سوريا إلى ذلك دعت وزارة الخارجية الألمانية، إسرائيل إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا. وأشار متحدث الخارجية كريستيان فاغنر، في مؤتمر صحفي، إلى أن برلين تتابع عن كثب الوضع في سوريا، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء (جنوب)، والغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القوات السورية. وفي رده على سؤال عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي باعتدائها على سوريا، قال فاغنر: "ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار سوريا". وأكد المتحدث الألماني ضرورة ألا تصبح سوريا "لعبة في يد القوى الأجنبية" قائلاً: "يجب بوضوح حماية سيادة سوريا". وشدد على أن مصلحة إسرائيل في "سوريا مستقرة" وحكومة سورية تضمن أمن جميع فئات الشعب في كافة أنحاء البلاد. وأضاف: "الأولوية الرئيسية لحكومة دمشق يجب أن تكون القدرة الإدارية على توفير الأمن في جميع أنحاء سوريا. ولتحقيق ذلك، من الضروري إشراك جميع فئات الشعب في هذه العملية. يجب حماية سيادة سوريا وسلامة أراضيها". أمّا حركة حماس فأصدرت هي الأخرى بياناً قالت فيه: "ندين العدوان الصهيوني الهمجي على دمشق وكل الاعتداءات على الأراضي السورية"، عادّةً ما يقوم به الاحتلال "انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة وإرهاباً مُنظماً يهدف إلى تقويض استقرار سورية ووحدة أراضيها". ودعت الحركة الفلسطينية  جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى إدانة العدوان و"التصعيد الصهيوني الذي يصب الزيت على النار"، وإلى اتخاذ خطوات عملية لوقف عربدة الكيان المحتل الذي بات يهدّد أمن المنطقة ومصالح شعوبها. وتأتي هذه الإدانات بالتزامن مع توتر أمني واسع تشهده محافظتا السويداء ودرعا جنوبي البلاد، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية، بذريعة "نزع السلاح من الجنوب" و"حماية المكوّن الدرزي"، وهي ذرائع رفضها قادة الطائفة مراراً، مؤكدين تمسكهم بوحدة سوريا ورفضهم لأي تدخل خارجي. ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تصدر أي تهديدات تجاه الاحتلال الإسرائيلي، تواصل تل أبيب اعتداءاتها شبه اليومية، مبررة تدخلها بحماية "الدروز" أو منع ما تسميه "التمركز الإيراني" في الجنوب السوري، وهي ذرائع تعتبرها دمشق "غطاءً لخرق سيادتها ومحاولة لزعزعة الاستقرار". وتفجرت الأحداث يوم الأحد الماضي، وبعدها جرى نشر قوات سورية بمحافظة السويداء للسيطرة على مواجهات بين مقاتلين دروز ومسلحين بدو لكن الأمر انتهى بها للاشتباك مع المسلحين الدروز. ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تسعى إسرائيل لتقديم نفسها كحامية لدورز سوريا. وفي أبريل/ نيسان الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته استخدمت طائرات في مواجهة ناشطين كانوا يهاجمون المدنيين الدروز على مشارف دمشق، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن رئيس الأركان اللواء إيال زامير أصدر تعليماته بالاستعداد لضرب أهداف للنظام في سوريا إذا لم يتوقف العنف ضد الدروز. واليوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مدخل مجمع وزارة الدفاع السورية في دمشق مصعدا بذلك هجماته على السلطات مشيرا إلى أن هدفه هو حماية الأقلية الدرزية من القوات الحكومية. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي تشن فيه إسرائيل غارات جوية على سوريا، حيث اشتبكت قوات أمن حكومية مع مقاتلين دروز محليين في مدينة السويداء الجنوبية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows