أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا"، الأربعاء 16 يوليو/تموز 2025م، بدء الجيش السوري الانسحاب من مدينة السويداء، عقب تنفيذ مهامه في ملاحقة من وصفتهم بـ"المجموعات الخارجة عن القانون"، وعملاً باتفاق الحكومة مع الطائفة الدرزية.  وأوضحت الوكالة أن الانسحاب يأتي تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة السورية ومشايخ العقل (للطائفة الدرزية) في المدينة، وبعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون.  وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يقضي باندماج المحافظة بشكل كامل ضمن مؤسسات الدولة، وتشكيل لجنة رقابة مشتركة من ممثلي الحكومة ومشايخ العقل للإشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان الالتزام ببنوده.  كما نص الاتفاق على نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء، في مدينة السويداء (مركز المحافظة) والمناطق المجاورة، لتعزيز الأمن وحماية المواطنين.  من جانبه، أكد الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ العقل، التوصل إلى الاتفاق، بينما أعلن الزعيم الروحي حكمت الهجري رفضه له، متمسكاً بمواصلة المواجهة مع الحكومة.  كما تم الاتفاق على تشكيل "لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة السورية والمشايخ الكرام (مشايخ عقل طائفة الدروز)، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به".  وفيما أكد يوسف جربوع، أحد مشايخ الدروز في سوريا، التوصل إلى الاتفاق، أعلن الزعيم الروحي حكمت الهجري، المعروف بتحريضاته المتكررة على الحكومة، رفضه للاتفاق وتمسكه باستمرار القتال.  وكانت قوات من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين قد دخلت مدينة السويداء، الاثنين الماضي، في محاولة لبسط السيطرة على الأحياء المضطربة وحفظ الأمن وإعادة الاستقرار، لتعلن الحكومة السورية في وقت لاحق عودة المواجهات إلى المدينة بعد يوم واحد فقط من السيطرة عليها.  وخلال الساعات الماضية، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على العاصمة السورية دمشق، استهدفت مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، بالإضافة إلى غارات على مواقع للقوات الحكومية في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا.  وفي تصريحات له، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف كاتس: "سنواصل العمل بقوة في السويداء لتدمير القوات التي هاجمت الدروز حتى انسحابها"، مضيفًا أن القصف استهدف "هدفاً قريباً من القيادة العامة بدمشق، والضربات ستستمر في التصاعد ما لم تستوعب دمشق الرسالة".  وأضاف: "نقوم منذ 24 ساعة بتنفيذ ضربات متصاعدة ونستهدف مواقع تابعة للنظام في السويداء"، مشيرًا إلى أن وتيرة الضربات في سوريا سترتفع إذا لم تفهم دمشق الرسالة، وأن جنوب سوريا سيكون منطقة منزوعة السلاح.