في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.

■■■

في عملها التوثيقي "تطوان، مدينة أندلسية في تاريخ المغرب"، الصادر عن دار الموزارا الإسبانية، تستعرض الكاتبة لينا مدينا الإرث التاريخي والثقافي لمدينة تطوان، في رحلة معرفية وسوسيو-ثقافية منذ تأسيسها في أواخر القرن الخامس عشر على يد المهاجرين الغرناطيين، مبرزةً كيف تحوّلت تطوان إلى موزاييك حضاري متكامل جَمَع بين المسلمين واليهود والمسيحيين في إطار من التعايش والتكامل الثقافي. يعتمد الكتاب على دراسة دقيقة للمراحل التأسيسية للمدينة، متتبعاً تفاعلاتها التاريخية وموروثها المعماري والفني، المادي وغير المادي.
 

يتناول كتاب "غابرييل غارسيا ماركيز في دائرة الواقعية السحرية" للباحث المغربي مصطفى الحمداوي، الصادر عن دار خطوط وظلال، ملامح الواقعية السحرية كما تجلّت في أعمال ماركيز، عبر قراءة مختارة من رواياته، ومقالاته، وبعض الحوارات التي أُجريت معه. يرصد الحمداوي تجليات العجائبي في أدبه، من خلال ومضات سردية تكشف عن براعة ماركيز في مزج الخيال بالواقع، كما يستند الكتاب إلى السيرة المعمّقة التي كتبها الناقد الإنكليزي جيرالد مارتن، بوصفها مرجعاً أساسياً لفهم عالم ماركيز الإبداعي والشخصي. إنها رحلة قصيرة في الزمن، عميقة في الدلالة.
 

يتضمن كتاب الناقدة والأكاديمية اللبنانية يمنى العيد "ما لا يطويه الزمن: أعلام في الفكر والثقافة والأدب" الصادر عن دار الفارابي دراستَين عن أعمال سعد الله ونّوس المسرحيّة، هما: "الأيام المخمورة" و"منمنمات تاريخية"، ودراسة عن جابر عصفور، ودراسة عن مهدي عامل، ويناقش الكتاب في 176 صفحة علاقة الأدب بالسياسة والتغيير، بالاعتماد على رؤيتَين متباينتَين لكل من أدونيس الذي يفصل الأدب عن السياسة، وعبد الرحمن منيف الذي يرى الأدب مساهمة في التغيير، كما يضيء الكتاب في دراساته على تأثير الأدب في العلاقات الاجتماعية. 
 

عن منشورات المتوسط، صدرت رواية الشاعر والروائي اللبناني عبده وازن بعنوان "الحياة ليست رواية". النص مبني على مفارقة يدركها بطل الرواية -قارئ الروايات- ومفادها أن الحياة بما تنطوي عليه من حب وغموض وفقد، لا تُقرأ كما تُقرأ الروايات. وتقص الرواية حكاية ملتبسة عن علاقة حب بين امرأة ورجلين، كما تقترح في 296 صفحة، احتمال أن تصبح القراءة تعويضاً عن الفقد بأن تمتلئ مكتبة القارئ ومخيلته بروايات دوستويفسكي، وكافكا، وألبير كامو، ونجيب محفوظ، وألبير قصيري.. تتداخل الروايات التي يقرؤها في نسيج السرد، وتضبط بعض انفعالات وخسارات الحب.
 

صدر عن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالتعاون مع دار سوتيميديا للنشر والتوزيع كتاب "خميّس ترنان من خلال قراءات ورؤى معاصرة". يمثّل الكتاب حصيلة أعمال الندوة العلمية التي نظّمها المركز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في قصر النجمة الزهراء بتونس العاصمة، إحياءً للذكرى الستين لرحيل الشيخ الأستاذ خميّس ترنان (1894-1964). ويضمّ  مجموعة من الأوراق البحثية لعدد من المتخصّصين، التي تستكشف تقنياته في العزف على آلة العود، وأبرز ملامح أسلوبه الغنائي، وتفرّده عن معاصريه، ومساهماته في إثراء الرصيد الموسيقي الصوفي التونسي.

عن ميسلون للثقافة والترجمة والنشر، صدرت رواية "وداعاً للحرية" للكاتب التركي قورطولوش باشتيمار (1993)، وترجمة محمد عبد القادر عبدللي. يروي العمل قصة الطالب الكردي أحمد في قرية صغيرة بتركيا، الذي أنشأ بمساعدة شقيقته وشبّان آخرين مكتبةً وشرعوا في قراءة الأدب والفلسفة، وأخذوا يؤدُّون مسرحيات سياسية بلُغتهم الأصلية المحظورة. وعندما تكتنف المأساة عائلاتهم وقريتهم، يُضطرُّون إلى خوض تجربة المنفى في شوارع إسطنبول. حازت الرواية جائزة القلم الذهبي لعام 2018، وتُرجمت ونُشرت في هولندا وفيتنام والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل.

صدرت عن المركز القومي للترجمة في القاهرة النسخة العربية من رواية "حصيفة.. عالمة النبات الدمشقية" للكاتبة الفرنسية سيمون لافلوريل - زَكرٍي، بترجمة عاصم عبد ربه. تدور أحداث الرواية خلال القرن الثالث عشر الميلادي إذ يستقبل طبيب دمشقي ضرير طبيباً مورسكياً طُرد من الأندلس إثر استعادة الملوك الكاثوليك الإسبان لها، وهو ابن البيطار الذي ينشغل حينها بجمع النباتات وتصنيفها ومقارنة ملاحظاته ليُعدّ كتابه "الأدوية المفردة"، مصحّحاً أخطاء توارثها الأطباء على مرّ التاريخ، ويلتقي الطبيبان عند سيدة تدعى حصيفة.
 

"الحياة الأخلاقية المطلقة.. أرسطو، هيجل، وماركس" عنوان كتاب مايكل لازاروس الذي صدر عن منشورات جامعة ستانفورد. يتتبع الكتاب تنظيرات ماركس بوصفه مفكراً أخلاقياً قارب مواضيع الحرية والفاعلية والعقلانية، ويبيّن كيف أغفل هذا البعد كثير من الباحثين الذي درسوا فكره مثل حنة أرندت وألاسدير ماكنتاير. ويبرز المؤلف أهمية تفسيرات ماركس لمفهوم الحياة الحديثة التي يجب أن تأخذ في الاعتبار الرأسمالية، كما يقارن تفسيراته مع مقولات أرسطو وهيجل، بوصفه استمراراً لأفكارهما، ويخلص إلى ضرورة الدفاع عن حياة أخلاقية تتجاوز رأس المال.