خسائر مليارية.. مزارعو البرازيل يدفعون ثمن حرب إيران وإسرائيل
Arab
3 hours ago
share

رغم بعد المسافة الجغرافية، لا تزال تداعيات الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل وما تبعها من توترات إقليمية تترك بصمتها في قلب البرازيل، حيث عبر مزارعو الحبوب وتجار الأسمدة في البرازيل عن قلق متزايد من التأثيرات غير المباشرة على صادرات الذرة والصويا، وعلى سوق مستلزمات الإنتاج الزراعي، وسط ارتفاع أسعار الشحن والمواد الكيميائية الحيوية، وتراجع الطلب من كبار المستوردين في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إيران. ويأتي ذلك في وقت حرج يشهد فيه الاقتصاد الزراعي البرازيلي ذروة موسم تصدير الذرة، ويبدأ الاستعداد لزراعة فول الصويا لموسم 2025–2026.

ويقدر فردريكو هامبرغ مؤسس شركة "أغري برازيل" لتجارة الحبوب، والتي تركز على الذرة، أنّ التوترات في الشرق الأوسط قد تلحق خسائر بقيمة خمسة مليارات ريال برازيلي (909.84 ملايين دولار) بمنتجي الحبوب البرازيليين نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مثل اليوريا، وهي سماد أساسي للذرة، وزيادة تكاليف الشحن البحري بنسبة 20%. وقال "لا يزال لدينا 80 مليون طن يتعين شحنها" في إشارة إلى الذرة والصويا.

توفر إيران ما يرواح بين 17 و20% من الطلب البرازيلي على سماد اليوريا بينما اشترت طهران نحو 12% من صادرات الذرة البرازيلية في 2024. وذكرت شركة "أجروكونسلت" الاستشارية هذا الأسبوع أن المزارعين البرازيليين، الذين يحصدون حالياً محصولاً ثانياً ضخماً من الذرة، قد يصدرون 44 مليون طن منها هذا الموسم. لكن الإمدادات الوفيرة المتوقعة من الولايات المتحدة والأرجنتين وأوكرانيا هذا العام تشكل منافسة شرسة للمزارعين البرازيليين.

ويرى ماوريسيو بوفون، وهو مزارع من ولاية توكانتينز، أن التوقعات محفوفة بالتحديات. وقال لوكالة رويترز في إشارة إلى إيران "لدي كمية كبيرة من الذرة للبيع. للأسف... أغلق سوق بحجم 4.5 ملايين طن وهو أمر مهم"، مضيفاً أن المشترين المحليين هم من يبتاعون الذرة في الوقت الحالي. وكان من المفترض أن يطلب بوفون في هذه الفترة جزءاً على الأقل من العناصر الغذائية اللازمة لمحصوله الثاني من الذرة لعام 2026. لكنه يقول إن ارتفاع الأسعار والتقلبات جعلته يبقى بعيداً عن السوق. ومما زاد الأمور تعقيداً انسحاب المشترين الصينيين من أسواق الذرة بالإضافة إلى إيران بحسب ما ذكرته شركة أغروكونسلت هذا الأسبوع.

وتحدث إندريغو دالسن، وهو مزارع من ماتو غروسو، عن ركود في مبيعات مستلزمات الإنتاج في المناطق الداخلية بالبرازيل وسط توترات الشرق الأوسط. ولم يشتر بعد بذوراً ومواد كيميائية وأسمدة قبل زراعة محصوله الجديد من فول الصويا في سبتمبر/ أيلول. وقال "الصوامع ممتلئة والجيوب فارغة". كما أشار دالسن إلى أن سعر الصرف غير المناسب أضر بآفاق صادرات الذرة البرازيلية. وقال ماركوس دا روزا، وهو مزارع آخر من ماتو غروسو، إن أحد موردي مستلزمات الإنتاج أجل تسليم جزء من سماد الفوسفات الذي طلبه من دون إبداء أي سبب. وأضاف أن البائع "عرض عليه استرداد المبلغ" لكنه رفض لأنه لم يعد يكفي لشراء الكمية نفسها من السماد الآن. وأوضح "اندلعت الحرب، مما رفع التكاليف وزاد خطر فقدان مستورد"، في إشارة إلى إيران.

ويبدو أن الارتباط بين الجغرافيا السياسية وسوق الغذاء العالمي بات أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فالتوتر في الشرق الأوسط لا ينعكس فقط على واردات الأسمدة، بل يعطّل سلاسل التصدير، ويعيد رسم خريطة الطلب العالمي على الحبوب، في وقت يتسم بتنافس حاد من دول مثل الولايات المتحدة والأرجنتين وأوكرانيا، التي يُتوقع أن تقدم هي الأخرى محاصيل ضخمة هذا العام، ما يُهدد قدرة البرازيل على الحفاظ على موقعها التصديري المتقدم.

(رويترز، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows