
أكد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، في بيان اليوم الخميس، "استشهاد اللواء محمد سعيد إيزدي" المعروف بـ"الحاج رمضان" مسؤول ملف فلسطين في الفيلق، وذلك بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله أثناء عدوانه على إيران. وأشاد البيان بمسيرة إيزدي، معلنا أنه سيتم تشييع جثمانه السبت المقبل في طهران إلى جانب بقية القادة الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، ثم يُنقل جثمانه إلى مسقط رأسه في مدينة سنقر كليايي بمحافظة كرمانشاه غربي إيران ليشيع هناك أيضا قبل أن يوارى الثرى في مدينة قُم جنوبي العاصمة طهران، الخميس المقبل.
وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح السبت الماضي، اغتيال إيزدي في مدينة قُم، مدعياً في بيان أنه كان مسؤولاً عن "تمويل حركة حماس وتسليحها استعدادا لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، على حد زعمه. ويعد اللواء إيزدي أقدم الجنرالات الإيرانية وقد حضر إلى لبنان قبل عقود، وهو يتحدر من عائلة كردية غربي إيران وكان الأقرب إلى قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني الذي اغتالته أميركا مطلع عام 2020 في بغداد، ثم الأقرب إلى ما يعرف بـ"جبهة المقاومة" في المنطقة وخاصة إلى حركات المقاومة الفلسطينية.
كان يعرف في المنطقة بين القوى الحليفة لإيران باسم "الحاج رمضان"، أدرجته وزارة الخزانة الأميركية، في 10 سبتمبر/أيلول 2019 في قائمة العقوبات بوصفه أحد "قادة الجماعات الإرهابية" في المنطقة. بدأ إيزدي نشاطه العسكري عام 1979 بانتسابه إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني، وكان من ضمن القادة الميدانيين إبان الحرب الإيرانية العراقية. وتولّى بين عامَي 1982 و1983 قيادة فيلق كردستان، ثم تسلّم حتى 1985 قيادة مقر "حمزة سيد الشهداء"، ومن ثمّ قاد مقر "نجف الأشرف" إلى عام 1987. وبعد ذلك، التحق بهيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري وأصبح نائب قائدها حتى 1989.
عقب انتهاء الحرب، شغل إيزدي منصب قائد القوة البرية للحرس الثوري حتى العام 1993، ثم عين حتى انتقاله إلى "قوة القدس"، نائباً لرئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة لشؤون التخطيط والبرامج والموازنة حتى عام 2006. تعرض اللواء إيزدي لعدة محاولات اغتيال لكنه نجا منها جميعا. وبعد عملية "طوفان الأقصى" لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل سلسلة هجمات استهدفت قادة في الحرس الثوري و"قوة القدس" في لبنان وسورية، وكان اسم اللواء إيزدي من بين من وردوا على "قوائم الاغتيال" لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية. وفي سورية، جرت محاولة استهدافه ثلاث مرات على الأقل من الطيران الحربي الإسرائيلي.
