غضب قطري من طهران بلا تصعيد وإيران تحاول تطويق استهداف قاعدة العديد
Arab
2 days ago
share

خمس ساعات، تقريباً، فصلت الليلة قبل الماضية بين إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في واشنطن، في نحو الواحدة ليلاً بتوقيت الدوحة، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وإعلان وزارة الدفاع القطرية، في نحو التاسعة ليلاً، أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية. وأنه "بفضل الله ويقظة عناصر القوات المسلّحة والإجراءات الاحترازية التي جرى اتخاذها، لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات"، كما جدّدت الوزارة تأكيد "أنّ أجواء وأراضي دولة قطر آمنة، وأن القوات المسلّحة القطرية على أهبة الاستعداد دائماً للتعامل مع أي خطر"، وذلك في بيان أصدرته الوزارة دقائق بعد إشهار المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، لوكالة الأنباء الرسمية، إدانة بلاده الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد من الحرس الثوري الإيراني، واعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأكّد أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل هذا الاعتداء السافر وحجمه، وبما يتوافق والقانون الدولي.

الهجوم على قاعدة العديد

وقال إنّ من شأن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية أن يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرّها إلى نقاط سيكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليَين، داعياً إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية، والعودة الجادّة إلى طاولة المفاوضات والحوار، وشدّد أن قطر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبّة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها.

توازى غضب الدوحة مع جهد دبلوماسي لإنهاء الحرب


 

وبعد أن دوّى نبأ إعلان الرئيس ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أبلغها أنّ رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ضَمِن موافقة طهران على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في اتصال هاتفي مع مسؤولين إيرانيين بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، وحسب المسؤول المطلع على المفاوضات، والذي لم تسمّه الوكالة، جاء الاتصال الهاتفي بعد أن أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، وطلب مساعدة الدوحة في إقناع طهران بالموافقة هي الأخرى عليه. وبذلك توازى غضب الدوحة الشديد من الاعتداء الإيراني على سيادتها مع جهد دبلوماسي نشط للوصول إلى إنهاء الحرب التي امتدّت 12 يوماً، وأضافت إلى رصيدها في إطفاء بؤر توتر وفي وساطات إقليمية ودولية منجزاً إضافياً، وقد توجّه الرئيس ترامب بشكر أمير قطر "على ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة".

وقد جاء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في المؤتمر الصحافي المشترك في الدوحة أمس مع رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، على اتفاق وقف إطلاق النار، وقال "تواصلنا مع الطرف الإيراني بناء على طلب أميركي لبحث وقف إطلاق النار ، ونحثّ الأطراف على الالتزام بما جرى الاتفاق عليه، والعودة إلى طاولة المفاوضات"، وبذلك أكّد، ضمناً، ما ذكرته "رويترز" عن جهد قطري في الوصول إلى النهاية التي عدّت مفاجئة للحرب. وفيما جدّد رئيس الوزراء القول إنّ بلاده ترى "الهجوم الإيراني" على قاعدة العديد "غير مقبول"، وإنها فوجئت به "من دولة جارة اعتمدت قطر في علاقتها دائماً معها حسن الجوار والشفافية في التعامل، وهي "تدين ذلك بأشد العبارات، وتستنكر مثل هذا التصرّف"، شدّد، في الوقت نفسه، على أن قطر ما زالت تحتفظ بسياستها في حسن الجوار، و"دانت منذ اليوم الأول الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما أصاب الشعب الإيراني، وهو شعب جار، ولا نريد له السوء"، وقال إنّ بلاده ستحافظ على العلاقات السلمية لدول الجوار، ومحاولة تفادي الخلافات ولا تعتمد "سياسة تصعيدية"، وإنها تريد جواراً سلمياً، وأن تكون دول الخليج مركز استقرار المنطقة، وأضاف "نريد أن نرى إيران تشارك رؤيتنا لمنطقة تنعم بحسن الجوار".

وقد استدعت وزارة الخارجية أمس السفير الإيراني في الدوحة، علي صالح آبادي، وأبلغه وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، أنّ قطر تحتفظ بحقّ الرد على هذا الانتهاك السافر بما يتوافق مع القانون الدولي، وأكّد أن هذا الانتهاك يتنافى تماماً مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيّما وأن قطر كانت دائماً من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهوداً دبلوماسية حثيثة في هذا السياق. ووجهت قطر رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومندوبة غيانا التعاونية لدى الأمم المتحدة، رئيسة مجلس الأمن لشهر يونيو/حزيران الحالي، كارولين رودريغيز-بيركيت، طلبت بموجبها تعميمها على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها وثيقة رسمية من وثائق المجلس. واعتبرت الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الأميركية، "انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مشدّدة على أنها تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي". ونوّهت بأنها كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبّة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، وأكدت أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

تضامن عربي مع قطر

ومع تلقي أمير قطر مكالمات هاتفية من قادة عدّة، أعربوا فيها عن تضامن بلادهم مع الدوحة، ومنهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ومن سلطان عُمان هيثم بن طارق، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ومع إصدار دول عدّة بيانات تضامن معها، حرصت الدوحة على أن خطواتها في ردّها على الاعتداء الإيراني لن تكون تصعيديّة، بحسب رئيس الوزرء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وستكون متسقةً مع القانون الدولي. وقد حرصت طهران على التواصل مع الدوحة لإيضاح احترامها سيادة دولة قطر، وأنها هدفت فقط إلى الردّ على العدوان الأميركي على أراضيها. وقد بادر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان إلى اتصال هاتفي مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب عن أسفه لما جرى، وأبلغه، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، أنّ الهجوم على قاعدة العديد "رد فعل على المشاركة المباشرة والعلنية للولايات المتحدة في العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، ولا يعني بأيّ حال مواجهة بين إيران ودولة قطر الصديقة والشقيقة والجارة"، وأعرب "عن تقديره نيّات قطر ومواقفها الودية والأخوية تجاه إيران وشعبها، مؤكّداً امتنانه العميق للدعم القطري لطهران، سيّما في هذه الأيام العصيبة".

وجهت قطر رسالة إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم الإيراني

 

وفي الدوحة، أفاد الديوان الأميري القطري بأنّ الشيخ تميم أبلغ الرئيس الإيراني أن الاعتداء على قاعدة العديد يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد. وجاء الاتصال بعد إعلان مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان له أنّ العمليات التي نفذتها إيران "خالية من أيّ تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها"، وأن "هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة، أو شعبها النبيل"، وأن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكّد التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر ومواصلتها". وبين الغضب القطري الذي لا يأخذ بالتصعيد، بحسب تعبير الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومحاولة طهران تطويق التداعيات والمفاعيل التي قد يحدثها الاعتداء الإيراني على سيادة دولة قطر، على اعتبارات الأمن والاستقرار في دول الخليج، يمكن القول إنّ العلاقات الإيرانية القطرية التي طالما وُصفت بالطيبة، وأحياناً ممتازة، خدشها هذا الفعل، وأصابها بارتجاج سياسي ودبلوماسي، وأمني بلا شك.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows